إذا صدقنا خبراء الارصاد الجوية فيما يقولون، فإن علينا أن نتوقع بأن موجة الحرارة اللافحة والقاسية التي نتعرض لها الآن، ونعاني سخونتها الشديدة هذه الأيام، لن تكون الأخيرة التي ستحيط بنا وتهبط علينا هذا الصيف ضيفا ثقيلا غير مرحب به علي الاطلاق.
ونحن بالقطع مضطرون لتصديق ما يقوله الخبراء لأن ما يتكلمون به هو لغة العلم التي توصلوا إليها بعد بحث موقف ومتابعة مستمرة لتطورات الطقس ومتغيرات المناخ وحركة الرياح علي الكرة الأرضية، وما طرأ علي كوكب الأرض بصفة عامة ومنطقتنا بصفة خاصة من احتقان بسبب الاحتباس الحراري، الذي هو نتيجة مباشرة لزيادة نسبة الملوثات والانبعاثات الكربونية في الهواء،...، وغيرها من أفاعيل البشر المدمرة للبيئة.
ولعلنا مازلنا نذكر اننا سبق وتعرضنا في العام الماضي أيضا لموجة شديدة الحرارة مشابهة في قسوتها للموجة التي نعاني منها الآن، مع فارق ملحوظ، وهو أن الموجة السابقة تعرضنا لها بعد انتهاء شهر رمضان المبارك، بينما هبطت علينا هذه الموجة في موعد مبكر، قبل حلول شهر رمضان،...، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
وأحسب أن موجات الحر الشديدة والمتكررة التي أصبح من المألوف تعرضنا لها في كل صيف خلال السنوات الأخيرة تفرض علينا البحث بكل الجدية الواجبة واللازمة عن اجابة صحيحة ومؤكدة، للسؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن حول ما اذا كان المناخ في مصر قد تغير بالفعل عما كان سائدا منذ سنوات مضت، وانه لم يعد معتدلا كما كنا نعرفه «حار جاف صيفا.. بارد ممطر شتاء» واصبح أكثر تطرفا في الصيف والشتاء.