- أسئلة كثيرة طرحتها مع نفسي وأنا أري أهالينا الذين كانوا يسكنون المقابر، والفرحة تعلووجوههم بعد أن تقرر نقلهم إلي مساكن جديدة في عمارات سكنية تري النور والحياة أوعلي حد تعبير أحدهم.. أنهم أصبحوا علي " وش الدنيا ".. من مقابر تسكنها العقارب والثعابين.. إلي مساكن فيها دورات مياه صالحة " للآدميين " بعد أن كانوا يقضون حاجاتهم وراء سواتر حجرية ..
- الدعوات الطيبة تلاحق الرئيس عبد الفتاح السيسي علي اعتبار أنه الرئيس المصري الوحيد الذي لم يكذب عليهم أو يتاجر بقضيتهم.. فكم من رؤساء سابقين كانت قضية العشوائيات هي مانشيتات الصفحات الأولي في جميع خطبهم ومع ذلك لم تتحرك الدولة اتجاه العشوائيات إلاّ بسقوط صخرة من المقطم تحصد معها أرواحا لأبرياء من الشيوخ والأطفال فشلوا في التعلق بالحياة فاستسلموا للموت في هذا الحادث..
- كلنا نعرف بالمآسي التي تعرض لها المقيمون في " الدويقة " .. فكانت هذه المنطقة محسوبة علي مصر.. تجمع بين بشر لا يملك قوت يومه يتسترون داخل بيوت مبنية من الكرتون.. ووصل بهم الحال إلي أن تسكن " عيلة كاملة " داخل مسكن واحد.. ولكم أن تتخيلوا طابور الصباح أمام الساتر الذي يقضوا فيه حاجتهم قبل أن ينصرفوا إلي أعمالهم أومدارسهم..
- ما أجملك يا سيادة الرئيس بمشروع " الأسمرات " .. عمارات الإسكان الاجتماعي التي ظهرت في لمح البصر.. يوم أن أصدرت تعليماتك " لصندوق تحيا مصر " بإقامة مدينة سكنية لهؤلاء البؤساء..
ما أجملك وأنت تفي بالوعد وأن يتحقق الحلم وتستعد كل أسرة إلي الانتقال من المقابر إلي مسكن آمن مزود بكل وسائل الحياة.. حتي المسرح الذي يحتضن المواهب.. والحدائق التي تستقبل المحرومين من الحياة.. والملاعب التي تستعد لاعداد البراعم نجوم المستقبل.. هذه هي الحياة الجديدة التي رسمها القدر لهؤلاء الغلابة ولأولادهم.. والفضل لصندوق تحيا مصر ..
- من هنا بدأت أفكر في كيف يتعامل السكان الجدد مع الحياة الجديدة التي انتقلوا إليها.. هل سيتغير نمط حياتهم من القبور.. إلي الحياة.. ناس كانوا يغسلون ملابسهم في أوعية بلاستيك ويلقون بمخلفات الغسيل علي الأرض لتطفئ لهيب الشمس.. كيف يتعاملون داخل الحمامات ودورات المياة الجديدة.. هل سيحافظون علي نظافة العمارة التي يسكنونها.. هل ستظل مداخل العمارات والحدائق والشوارع بنفس الصورة التي شهدناها.. أم ستتحول إلي صورة من " الدويقة".. مؤكد أن نمط حياتهم سوف يتغير.. لذلك أدعوسيدات المجتمع بتوعية هذه الأسر قبل الانتقال للحياة الجديدة بالحفاظ علي المجتمع الجديد الذي يستقبلهم من أجل بيئة نظيفة .. وهنا أقول شكرا يا سيادة الرئيس..