علي ضوء الماضي الأسود للبلطجي المتطرف «نتنياهو» رئيس وزراء إسرائيل لا يجب بأي حال أن يتوقع أحد إقدامه علي أي خطوة في اتجاه تحقيق السلام. إن مشكلة هذا اليهودي الصهيوني أنه مثل كل المتطرفين اليهود الذين أتاحت لهم المؤامرات علي العرب تحويلهم من شراذم منتشرة في كل أنحاء العالم إلي مواطنين في كيان عدواني تم غرزه في منطقة الشرق الأوسط.
هذا العدوان ما كان يمكن أن يحقق أهدافه لولا الدعم والمساندة الأمريكية ونفاق وتدليس المجتمع الدولي للصهيونية العالمية. جري ذلك نتيجة نجاح عملية الاستقطاب التي استغلت ما تم ترويجه عن جرائم ارتكبها النازي الألماني وكُتب علي العرب أن يدفعوا ثمنه الباهظ من أراضيهم وأمنهم واستقرارهم.
في هذا الإطار ومع سيطرة النزعة التآمرية العدوانية تغاضي العالم متعمدا عن القيم الأخلاقية ومبادئ العدالة التي راح ضحية انتهاكهما دولة فلسطين وشعبها الذي تحول إلي لاجئين ومشردين. تجاوبا مع هذا المناخ الخاضع للتسلط الأمريكي اتسم الأداء الدولي بالميوعة والإنكار لكل مبادئ ومواثيق وقرارات الأمم المتحدة التي من المفروض أن تحكم توجهاته.
كان من الطبيعي أن تنعكس هذه السلبية في موقف هذا «النتنياهو» علي متطلبات تحقيق سلام الشرق الأوسط. تمثل ذلك في موقفه وسلوكه وتصرفاته من تحقيق هذا الهدف الذي يعد أملا لكل شعوب الدنيا وليس حكوماته.
علي هذا الأساس فإنه ليس في تربيته أو طبيعته وشخصيته القبول بالدعوات التي توجه إليه لصالح هذا السلام. هذا الواقع لا يتعارض مع ما يصدر عنه من تصريحات خادعة لا هدف من ورائها سوي تضييع الوقت وتمييع القضايا لترسيخ العدوان الصهيوني القائم علي إلغاء الهوية الفلسطينية.
انطلاقا من هذه الحقيقة لا يجب التعلق بأمل إمكانية أن يكون هناك أي تحرك من جانب هذه الصورة المجسمة للعدوان والتطرف التي تستمد قوتها من الدعم والمساندة الأمريكية.. نحو السلام وإنهاء أجواء التوتر والصراع في الشرق الأوسط. لابد أن يوضع في الاعتبار أن السلام ليس في صالح وجود واستمرار الدولة التي تشكلت من كل شراذم جنسيات دول العالم. إنها تري أن استمرار هذا الوجود مرهون بمشاعر الخوف والتهديد والترويج لاضطهاد العالم للعرق اليهودي.
وأمام الفكر الواقعي علينا ألا نتوهم أن يقبل نتنياهو بالمبادرة الفرنسية أو هذا المؤتمر الذي تمت الدعوة إليه لبحث التوصل إلي اتفاق سلام.. وما ينطبق علي محاولة فرنسا ينطبق علي دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي. الفرق رد فعل نتنياهو تجاه الهدف الواحد للدعوتين هو ما يتم اللجوء إليه من مناورات تتسم بمراعاة اتفاقها مع مصالح إسرائيل.. الشيء المؤكد أن إسرائيل وفي ردها علي دعوة السيسي سوف تضع في اعتبارها أهمية الحفاظ علي السلام مع مصر وهي مصلحة لا تتوافر لها مع فرنسا.
من ناحية أخري فإن مايؤكد فكر هذا النتنياهو الصهيوني العدواني مبادرته بتعيين المتطرف الجاهل غير الحضاري ليبرمان رئيس حزب اسرائيل «اسرائيل بيتنا» وزيرا للدفاع. إنه لم يقدم علي هذه الخطوة سوي استمرارا لتوجهاته للبقاء رئيسا لحكم الكيان الاسرائيلي وقيادته لخدمة أهداف العدوان والتوسع. بالطبع ماكان هذا البلطجي يجرؤ علي تبني الجنوح إلي هذا التعاون مع أشكال ليبرمان سوي حرصه علي استمرارية حكمه وسياسته التي لا تضع في اعتبارها أية رغبة في تحقيق السلام العادل والشامل بالشرق الأوسط علي أساس فكرة دولتين واحدة لفلسطين والأخري لإسرائيل.