رغم ما نراه الآن وطوال العاميين الماضيين، من جهد كبير وحركة نشطة ومكثفة ومتسارعة في جميع الاتجاهات، لإقامة المشروعات والتصدي للمشاكل والقضايا والسلبيات المتوطنة والمتغلغلة في جميع المجالات الخدمية والانتاجية،...، وبالرغم مما نشهده من مواجهة شاملة للتحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تعترض طريقنا،...، إلا أن هناك من يري اننا نتحرك بعشوائية، وانتا نفتقد في حركتنا وانجازاتنا الي الرؤية المتكاملة والشاملة.
ويري هؤلاء، وهم قلة والحمد لله، اننا نعاني من غياب للأسس والمتطلقات الفلسفية المنظمة لمنهج وتوجهات الحكم والإدارة في السياقات الاقتصادية والاجتماعية وايضا السياسية،...، ويقولون إن إدارة شئون البلاد تتم بالقطعة ودون وجود خطة شاملة او منهج متكامل.
أي انهم يرون أن ما جري وما يجري في مصر طوال العامين الماضيين، هو الادارة بأسلوب رد الفعل وليس الفعل، وان ما تم ويتم خلال العامين وحتي اليوم، هو فقط السعي الدائم من القائمين علي الحكم لإطفاء الحرائق التي تشتعل والسعي لحل أو تهدئة المشاكل التي تنشب وتهب.
وفي هذا الخصوص ومع احترامي الكامل لمن يرون هذا الرأي ويقولون بهذا القول، إلا أنني اري فيه تجاهلا مثيرا للانتباه لكل ما جري ويجري علي ارض الواقع، منذ تولي الرئيس السيسي مقاليد الحكم بناء علي إرادة شعبية غالبة، وكاسحة منذ عامين تقريبا وحتي الان،...، ولا اعرف ما اذا كان هذا التجاهل متعمدا ومن قبيل القصد، أم انه يأتي نتيجة غياب القدرة علي المتابعة الموضوعية والمنصفة لما يحدث، وعدم القدرة علي فهم واستيعاب ما يجري.
أقول ذلك بكل الوضوح طالبا من هؤلاء النظر بعين الفحص والتدقيق، لقائمة المشروعات الضخمة التي تم انجازها خلال العامين الماضيين، في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية في إطار خطة متكاملة، وما تشير إليه من انحياز واضح للعدالة الاجتماعية،...، مع الالتفات في ذات الوقت لما تحقق من انجاز في علاقات مصر الدولية وروابطها الوثيقة مع أشقائها العرب والأفارقة، في ذات الوقت الذي نخوض فيه حربا شرسة مع فلول الشر وجماعات الإرهاب،...، وهو ما يؤكد وجود مخطط كامل وتصور واضح لما هو مطلوب وما يتم.