والله العظيم أنت خسارة فينا يا مصر!! ففي كل يوم يثبت من جديد اننا لسنا أهلا لان تكوني وطناً لنا ونحن لا نترك فرصة إلا وننهال عليك بالتراب في محاولة طمس هويتك ووأد اخلاقياتك و قيمك.
بالامس القريب شاهدنا كلنا الواقعة المؤسفة التي انهال فيها النائب كمال أحمد عضو مجلس النواب علي زميله النائب السابق توفيق عكاشة بالحذاء وسط مسمع ومرأي الملايين الذين تابعوا الحادث المؤسف عبر شاشات التليفزيون ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
ولاننا في مصر نترك للزمن وحدة علاج كل شيء ونحمد الله انه وهبنا نعمة النسيان إلا أن عدم توقفنا امام بعض الاخطاء يزيد من احتمالات تكرارها بل ويخلق مناخاً مسموماً يعصف بكل ما تبقي لنا من خلق وتراث طالما تغنينا به وكنا نباهي به كل الامم من حولنا.
لم يكن مستبعداً أو غريبا أن يشهد قاموس تعاملاتنا نوعية جديدة من المصطلحات والكلمات التي كان اللسان يعف ان يرددها ثم سرعان ما تحولت إلي لغة حديث واغان نرددها ونطرب لها.
وجاءت واقعة الانفعال والمشاجرة التي حدثت علي الهواء مباشرة بين الزميل والرياضي الكبير أحمد شوبير والمعلق أحمد الطيب في بث مباشر اعتقد انه لم يرض أحدا.
وهنا فانني أكرر ان ماحدث كان وليد الانفعال الشديد الذي يمكن ان يحدث من أي انسان ولكن الامر بالطبع يختلف عندما يكون الامر معروضا امام الملايين من المشاهدين.
ورغم انني لست من عشاق الرياضة أو كرة القدم الا ان معرفتي بالكابتن أحمد شوبير ودماثة اخلاقه زادت من حيرتي مما حدث والذي يستدعي منا جميعا وقفة مع النفس.
وقفة مع النفس نراجع فيها مواقفنا وما الذي حدث في اخلاقياتنا وقيمنا.
وقفة نراجع فيها ما نقوله للناس عبر اعلام كان له من الاخفاق والفشل اضعاف مضاعفة لما قد يكون قد تركه من نجاح.
مصر تستحق منا جميعاً الاعتذار لكي نكون اهلاً للعيش فيها.