لم يثرنى عنوان المؤتمر الذى انتهى أمس منذ أعلن عنه. ورغم نيتى حضور جلساته لولا مشاغل جمة جعلتنى أسافر ثم عدت أمس الثلاثاء لألحق بشئ منه وعلى رأسه لقائى مع الأصدقاء من خارج البلاد. من زمان وأنا أعتبر أن أهم ما يخرج به المشارك فى المؤتمرات واللقاءات الثقافية العربية هو لقاء الأصدقاء. أحيانا أتخيل أن مايحدث فى البلاد العربية من نكبات سببه رغبة المتآمرين على هذه البلاد فى القضاء على لقاءات المحبة والود بين الكتاب والفنانين. أتى هذا المؤتمر الثقافى فى وقت تحمل كلمة تجديد كثير من الوعيد. اقترنت من قبل بتجديد الخطاب الدينى فدخل من مشى وراءها السجن أو سيدخل. لكن نتوكل على الله ونتحدث قليلا فى المسألة. وأولها كيف يتم تجديد الخطاب الثقافى فى دولة مركزية لا تستطيع أن تقيم فيها مشروعا ثقافيا أو إعلاميا قبل أن تحصل على موافقات الجهات الأمنية مثلا. وكيف يتم تجديد الخطاب الثقافى فى نظام سياسى لا يعترف بالمعارضين ويمشى على خطى قديمة شعارها لا تعارض ولا تنتقد حتى لو كنت عضوا فى مجلس الشعب. لكن لا داعى للاسترسال فى عدم الجدوى. ببساطة سأتحدث عن معنى الخطاب الثقافى. الخطاب الثقافى تراه أو تسمعه أو تقرأه.تراه فى شكل الشوارع والحدائق والبنايات الجميلة التى تراعى المكان والمناخ والقوانين ، وطبعا هذا لم تعد تراه فى مصر منذ أربعين سنة وأكثر. فكل نظام حاكم يطارد الفراغ فى المدن فيملأه مبانى بينما الصحراء واسعة وكل الحدائق يقضى عليها أو على أكثرها وكل بحيرات الماء ويترك الفرصة كبيرة جدا لهدم الفلل القديمة والبنايات القديمة ذات الطراز المعمارى المتميز. إذن أنت لا ترى إلا القذى حولك. حتى المدن الجديدة سرعان ما تقام حولها مبانى عشوائية.أو يترك الحبل لذلك وأصحاب العشوائيات معذورون فالمدن الجديدة وكل جديد هو أقرب مكان لأنشطتهم الاقتصادية. هناك أيضا ماتراه غير العمارة مثل السينما التى انتهت لأن الأفلام تسرق لحظة عرضها والدولة لا تحمى حقوق الملكية الفكرية. أما المسرح فكل مسرح وأنت بخير. مسرحية أو اثنتان للدولة بينما تمتلك كل المسارح الكبرى والشباب يبحث عن أماكن أخرى يجدها أو لايجدها فليس ذلك مهما عند دولة لديها وزارة ثقافة. إذن لاترى أمامك إلا قنوات التليفزيون وهذه حديثها طويل والكلام فيه تكرار ممل. أما ما تقرأه فهو كثير متوافر يقوم القطاع الخاص فيه بدور كبير أكبر من الدولة لكن الدولة لا تحمى القطاع الخاص من سرقة الكتب رغم قوانين حماية المؤلف ناهيك عن القوانين التى تنتظر المؤلفين إذا لم يعجب قارئ ما ما قرأه. أسهل شئ أن يقول إنه شعر بالغثيان وقوانين الحسبة موجودة رغم أن الدستور قيدها لكن مجلس الشعب مش فاضى يترجم الدستور لقوانين. الثقافة تعنى حريات فكرية وعلى رأسها حرية التظاهر والاحتجاج. نعم. ماذا تقول. تظاهر واحتجاج ؟ مصيرك إلى المحاكمة حتى لو كنت نقيبا للصحفيين أو عضو مجلس إدارة نقابة مثل نقابة الصحفيين فمابالك إذا كنت على باب الله ! طيب ماذا تقصد بهذا الكلام؟ لا شى بل أضيف إليه ماجرى فى أبو قرقاص من تعرية امرأة مسنة والدوران بها فى الشوارع لكونها مسيحية ومحاولة كل الأجهزة التغطية على الأمروالصلح خير والمجالس العرفية فى الانتظار كالعادة ولا أحد يتعظ من فشلها، المجالس العرفية هذه ، ويفعّل القانون على المجرمين. يعنى تقصد مافيش فايدة. بصراحة ولا رجا ولا أريد الدخول فى وضع التعليم الذى هو المدخل الأول للثقافة. طيب لماذا تذهب إلى المؤتمر ؟ أشوف صحابى يا أخى.