أصبح شيئا مملا وممجوجا وسالبا للفرحة والسعادة ما يدور في ملاعب كرة القدم من ممارسات غير سليمة تؤدي إلي إثارة الأعصاب وإشاعة المزيد من أجواء التوتر. من ناحية أخري فإن ما يزيد الامور تعقيدا واشتعالا ما يمكن أن يترتب علي ما يجري من شبهة التأثير علي ما يجب أن تكون عليه المنافسات الشريفة بين فرق الدوري العام.
في معظم حالات هذه المعاناة أصبح اداء الحكم العامل المشترك سواء أكان ذلك علي حق أو علي غير حق. لا يجب استبعاد التعامل مع هذه الأخطاء التحكيمية باعتبارها امرا يتوافق والطبيعة البشرية . بالطبع فإن تكرار وتعمد وقوع هذه الخروقات أمر مثير وغير مقبول حدوثه وتكراره وهو ما يتطلب عدم السماح باستمراره. بهذه الصورة دون عقاب أو محاسبة .. لابد أن يمارس اتحاد الكرة سلطاته القانونية كاملة بعيدا عن السلبية التي يمارس بها مسئولياته حاليا. ليس من تفسير لهذا الاداء سوي أنه يعكس استسلامه للضغوط والخضوع لإرهاب بعض النوادي الكبيرة.
في هذا الشأن فإن علينا أن نعترف بأن هناك مشكلة تتعرض لها اللعبة الرياضية الشعبية الأولي في مصر. ما يحدث من شكوي بهذه الصورة المتواصلة من الحكام تحول إلي عبء ثقيل. يحدث هذا مع استمرار أزمة منع حضور الجماهير. إن تفاقم مشكلة التحكيم وما يترتب عليه من إثارة لمشاعر الجماهير تؤدي إلي تواصل هذا المنع وفقدان الرياضة لدورها في تقويم الاخلاق والسمو بها.
التعامل مع هذا الوضع يحتم ان يكون هناك مواقف حازمة في مواجهة اخطاء الحكام اذا كانت قد حدثت دون ما يؤدي إلي ضياع حقوق بعض النوادي لصالح نواد أخري.. في نفس الوقت وبعد اداء التحقيقات الفنية الحيادية من جانب شخصيات موثوق بها فإن هذه القرارات لابد أن تطال ايضا المسئولين في النوادي في حالة ثبوت تعمد التجني في اتهاماتهم للحكام. إذن وبناء علي ما تتضمنه هذه السيناريوهات فإن ضعف اتحاد الكرة هو المسئول الأول والأخير عن هذه المهزلة.
من ناحية اخري وعلي ضوء ما يجري علي الساحة الكروية من سلوكيات ومشاهد لا تليق دخل الخلاف بين أحمد شوبير والمعلق الرياضي أحمد الطيب إلي منزلق ردئ يناقض القدوة والقيمة. كان برنامج العاشرة مساء الذي يقدمه وائل الابراشي مسرحا لهذه المهزلة التي لم يكن هناك ما يبررها ابدا. لا يخفي أن روح التعصب والنرجسية والأنانية وحب الظهور كانت وراء كل ما حدث وهو ما يعكس الحالة المرضية التي يعيشها المجتمع الكروي.