الحقيقة في بلادنا أصبحت مثل الزئبق، تقبض عليها فلا تجدها، تروح يمين تجيلك شمال، والدليل ما يحدث الآن في مسألة التعليم المفتوح، تارة يصرحون بأنه سيتم إلغاؤه وتارة يؤكدون أنه سيتم تطويره، ولا أحد يعلم أين ستقف مراجيح التصريحات، ولا كم ستطول مرجحة الناس بين الأمل وفقدانه، الشيء الوحيد المعلوم هو التوهان، لأن الفرق الشاسع والرهيب بين الإلغاء والتطوير يؤكد حالة التوهان التي يعيشها أولئك الذين يتحكمون في مصائر الناس ومستقبلهم، ويؤكد أنهم (ولامؤاخذة) مش فاهمين حاجة، لأن الإلغاء (بالنسبة لهم) زي التطوير وبالتالي النملة (من وجهة نظرهم) أكبر من الفيل.