لعله من الإنصاف للحقيقة، وليس لأي شيء آخر أن أتناول في هذا المقال بكل الدقة والعناية مغزي ومعني برنامج تكافل وكرامة بعد مرور عام علي تطبيقه، ومن خلال كشف الحساب الذي تم عرضه في المؤتمر الأول لهذا البرنامج.. إنه بحق آلية لتحقيق الضمان الاجتماعي ومحاربة الفقر وبناء أجيال جديدة تعي جيدا دورها في بناء مصر الجديدة 2030.
وأياً كان الأمر فإن القراءة المتأنية في هذا البرنامج تؤكد الالتزام بالصراحة والشفافية ومساهمة الأسر اجتماعياً واقتصادياً في صنع القرارات المصيرية والحصول علي الحقوق الأساسية وحماية المواطنين من غول الفقر والعوز.. فلقد أعطي الأولوية لمحافظات الصعيد التي كانت مهمشة في الماضي وبعيدة عن بؤرة الاهتمام، إضافة إلي التأكيد علي الجدية في تنمية الصعيد وجعله جاذباً للسكان وتعويض ما فاته وحماية هؤلاء من غول الجهل والفقر والتواصل المجتمعي في إطار تنموي اقتصادي وصحي واجتماعي.
إن توجهات القيادة السياسية بمد مظلة هذا البرنامج إلي الفئات المستحقة، هو خطوة جريئة علي طريق تحقيق الأمان الاجتماعي.. فلقد استوعب القائمون علي هذا البرنامج تلكم التوجهات من أجل الاستثمار في المستقبل والقضاء علي الفقر وعدم توريثه الأمر الذي يعد أجيالاً قادرة علي مواجهة التحدي بالتحدي ومسابقة الزمن.. والاسترشاد بقائمة أولويات التنمية التي تعتمد علي البشر أولاً وأخيراً والتأكيد علي أن الاستثمار في البشر هو خط الدفاع الأول لحماية المكتسبات الوطنية وزيادة معدلات التنمية المستدامة بكل معانيها.
وبنظرة إعجاب للقائمين علي هذا البرنامج.. ومن خلال تعظيم سلام لهم، أكدت أحدث التقارير أنه بلغ عدد الأسر المستفيدة منه حتي نهاية الشهر الماضي 708 آلاف و896 أسرة، أي ما يعادل 3 ملايين و 230 ألفا و 703 أفراد، منهم 11٪ ذكورا و88٪ إناثا، وهو ما يؤكد البعد الاجتماعي النوعي من تمكين المرأة وأطفالها باعتبارهم أساس التنمية للمستقبل. فالبرنامج يؤكد البعد الاقتصادي المتكامل حيث إن معاش تكافل يصرف بقيمة 1050 جنيها كل 3 شهور، وهو ما يؤدي إلي تنشيط السوق الوفاء بالاحتياجات الأساسية والبسيطة للأسرة ويبعد عنها غول الفقر والجهل. وكما جاء في كشف الحساب الذي عرضته غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي في المؤتمر، فأن ما يتم ليس تقديم دعم بدون شروط ولكنه يصحح ويعيد الهيكلة ويتابع من خلال الأنظمة ما يتم في التعليم والصحة والكشف الدوري عن الأسر ضمانا لإعداد الأجيال بالوضعية الصحيحة، وإبعاد الانحراف أو التشويه عن هذه الأسر، فهذا هو برنامج متكامل للأسرة التي ليس لديها دخل ثابت. أما برنامج كرامة فهو يصرف للمسنين الذين لا دخل لهم وللمعاقين الذين حددتهم الأمم المتحدة، وهو مبلغ 350 جنيها شهريا، وهو يساهم في الوفاء باحتياجات هذه الشريحة من المجتمع.
صراحة إن برنامج تكافل وكرامة يدعم ثمار الإصلاح الاقتصادي ويحقق الأمن الاجتماعي والتنمية المستدامة، فهو طريق الأمل والحماية الإيجابية لهؤلاء حتي نستطيع التطلع إلي مستقبل أفضل والمضي قدما بأقدام راسخة نحو المزيد من سياسات الإصلاح.. فتحية لكل من يعمل في هذا البرنامج بجد وإخلاص بدون روتين أو بيروقراطية، فهم فريق عمل وطني أكدوا للجميع أن البرنامج يصون السلام الاجتماعي وأن للعدالة وجوهاً كثيرة.