هناك فارق بين ان تسمع وان تري.. فغالبا انك لن تصدق ما تسمعه او تتشكك فيه..ولكن عندما تلمس الامور باصابعك وتراها بعينيك ستدرك ان الواقع علي الارض يتغير.
كثيرا ما كنت اتحدث مع الشباب عن المشروعات القومية المتفجرة في كل محافظات مصر..وكنت اجد علامات عدم التصديق ترتسم علي وجوههم حتي ذهب بعضهم إلي قلة من اماكن تلك المشروعات فعادوا ليتحدثوا بفخر عن انجاز ولد او في مرحلة المخاض واوشك علي الخروج إلي النور.
الجمعة قبل الماضية قضيتها في بحيرة «البردويل» لأشارك في افتتاح موسم الصيد بعد عمليات التطهير والتطوير التي قادها اللواء حمدي بدين رئيس مجلس ادارة الشركة الوطنية للثروة السمكية التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة.. كلمات تناثرت من افواه بعض المرافقين تعطي انطباعا بالخوف خاصة ان البحيرة لا تبعد سوي 60 كيلو مترا عن العريش.. تبدل الخوف بمجرد ان عبرنا كوبري السلام وسرنا في الطريق الساحلي الشمالي بسيناء.. فالدنيا امان.
عانت بحيرة البردويل كغيرها من الفساد واهمال المسئولين والبحث عن المصلحة الشخصية خاصة بعد الانفلات الأمني في أعقب ثورة 25 يناير. حتي ان بعض الحيتان أنشأوا 22 ملاحة علي جانبي البحيرة.. واستخدم معدومو الضمير «الكاوتشوك» وبقايا خردة المراكب الكبيرة، لصيد أسماك «البوري»، مما ادي إلي زيادة نسب التلوث نتيجة العوائق المتهالكة والقديمة.
منذ عام بدأت عملية بقيادة قواتنا المسلحة لاعادة الحياة لبحيرة «البردويل»..تم خلالها ازالة الاف الاطنان من المخلفات..واقامة ثلاجات عملاقة تستوعب ما ينتجه الصيادون.
ما شاهدته في «البردويل» انقي بحيرات مصر يدعو إلي الفخر..يقف بجوارها انجازات شاهدتها في الاف من الأفدنة بالفرافرة وعمارات الاسكان الاجتماعي في بدر وبحري والصعيد.. والطرق التي تشق كل شبر من ارض مصر وتنفذ علي اعلي مستوي.. وخير شاهد علي ذلك طريقا الاسماعيلية الصحراوي واسكندرية الصحراوي اللذان تحولا إلي «هاي وي» مثل اوروبا.. وهناك الكثير قادم بإذن الله بهضبة الجلالة وفي بورسعيد وسيناء واسفل قناة السويس الجديدة وعلي ضفافها.
بجد وليس نفاقا..فانا اعمل في الصحافة منذ ما يزيد علي 30 عاما..ولم اشاهد ما حدث ويحدث من انجازات في عامين..ولا الاقبال العالمي من الدول العربية والاجنبية للاستثمار في مصر.. بلدنا حلوة وفي طريقها للنهوض والانطلاق.. وعلينا ان نسعد بها وبما يحدث علي ارضها.. وكل ما احلم به ان يكتب يوما كتابا عن مصر من العالم الثالث إلي الاول كما حدث في سنغافورة.