مع سخونة حرارة الجو بدأت الحرائق تزدهر في بلدنا الغالية مصر، الحرائق في كل مكان وآخرها حريقة الدوري الممتاز لكرة القدم، مع اقتراب الزمالك من منافسه اللدود الأهلي بدأت الأجواء تشتعل في جو ملتهب، فكانت مباراة الأهلي والمقاولون ــ الأهلي متصدر الدوري والمقاولون يحاول الوصول للمنطقة الدافئة في وسط الجدول بعد أن كان مهددا بالهبوط إلي دوري الدرجة الثانية ــ لتكون شرارة في بداية الحريقة عندما أخطأ حارس المقاولون في الإمساك بتسديدة عبدالله السعيد لترتد أمامه لمسافة سمحت لمهاجم الأهلي مالك إيفونا أن يقتنص هدف فريقه الأول، ليعترض مهاجم المقاولون أحمد علي ــ لاعب الزمالك والإسماعيلي السابق ــ علي حكم المباراة طارق سامي..ويفاجأ الجميع بإشهار الحكم الكارت الأحمر في وجه اللاعب ــ وهنا نتوقف ــ إذا كان الحكم لديه النية أو عنده تعليمات لنصرة الأهلي، هل ينتصر للأهلي بطرد مهاجم المقاولون ظلما، دون أي سبب حسب ظن المتضررين، رغم أن الأهلي أحرز هدفه الأول قبل الطرد، ومعلوم أن الأهلي مشكلته هذا الموسم في إحرازالهدف الأول فإذا جاء ــ فالمسألة سهلة ــ إذن فطرد اللاعب لا يمكن أن يكون ظلما لأنه ليس في مصلحة الأهلي أو الحكم نفسه، وفي نفس اللحظة يعترض ميدو المقاولون ــ لاعب الإسماعيلي السابق ــ علي مساعد الحكم الذي يستنجد بالحكم، والذي قام بإشهار الكارت الأصفر ضد اللاعب، لكن الكارت لم يردع اللاعب فاستمر في الاعتراض فأشهر الحكم له الكارت الأحمر ــ وأي إنسان ينظر إلي الأمر بهدوء يجد أن هذا الحكم لو كان سوبر حكم أو حتي «بات مان» ما جرؤ علي إفساد المباراة بهذه السهولة كما يتصور البعض، ومن المستحيل أن يكون قد أصدر أحكامه حبا في الأهلي أو كرها في منافسه التقليدي الزمالك أو تحقيرا لمكانة واحد من أهم قلاع كرة القدم المصرية ــ المقاولون العرب ــ ولا هي تعليمات مسبقة أو آنية لمسئول بلجنة الحكام أو باتحاد الكرة يريد بالزمالك شراً، نتيجة طرد سامي للاعبين ليس في مصلحته علي المستوي الجماهيري ولا في صالح تاريخه التحكيمي إذا ثبت بأي طريقة أو في أي يوم من الأيام أنه تدخل لتغيير نتيجة لصالح المتصدر ليظل متصدرا.
والغريب إنك عندما تسأل مشجع زملكاوي عن رأيه يقول لك الحكم ظلم المقاولون والأهلي طول عمره بيفوز بالحكام، وتسأله هل شاهدت المباراة يجيب بالنفي وكأن المقصود أن يساهم في الحررررررريقة والسلام.