مرت منذ أيام ذكري مائة عام علي اتفاقية سايكس بيكو، مرور الكرام علي العالم العربي والإعلام العربي، وغضوا الطرف عن الحديث عنها، حتي لا يلفت الإنتباه لما يحدث الآن، وهو صورة طبق الأصل من نتائج هذه الاتفاقية، للأسف التاريخ يعيد نفسه، وتدفع نفس الدول نفس الثمن، سوريا والعراق هي الضحية للمرة الثانية، فنجد مناوشات قد تفضي إلي حرب بين روسيا وتركيا وهي نفس بداية الحرب العالمية الأولي، وكل بلد له الحلف الذي يسانده، وعلي الجانب الآخر تدور حرب شرسة في سوريا والعراق بالوكالة من الدول الكبري المستفيدة من بيع الأسلحة، وتمهيداً لتقسيمها طائفياً بين السنة والشيعة والأكراد، وبنفس منطق سايكس بيكو الأولي منذ مائة عام، تلعب بريطانيا وفرنسا نفس الدور، ولكن للأسف هذه المرة تقسم شعوب المنطقة وتشرد وتقتل بأيدي المسلمين أنفسهم، وبأيدي تنظيم داعش الإرهابي الذي دمر العراق وسوريا، الذي سيسلمهم تسليم أهالي للدول الغربية، وسوف تقسم المنطقة هذه المرة بأيدي المسلمين أنفسهم، وعلي أساس طائفي، وهو أقسي أنواع التقسيم، فلم ترحم الحرب الطائفية المسلحة شيوخا أو أطفالا أو نساءً، لقد خيم شبح الموت والخراب علي سوريا والعراق، وتتم إبادة جماعية لشعوب أهم حضارتين وإبادة هويتهم، كل يوم يقتل مئات من الأبرياء الذين ليس لهم ذنب، أخشي أن أصبح ذات يوم فلا أجد أطفالا أو شبابا سوريين وعراقيين، الذين يتم إبادتهم علي مرأي ومسمع من العالم أجمع، تذكرت مباراة الشرق الأوسط الكبير الله يرحمها، التي كانت المانيفستو لما يجري الآن، كل ما أخشاه أن أجد الشرق الأوسط الكبير أصبح صغيراً.