لم أكن أعلم أن حضوري لحفل زفاف مع والدتي سوف يكون سبباً في ظهور فارس أحلامي رغم أن عمري لم يتجاوز الثامنة عشر.
رتب الحظ كل أوراقه من أجل ظهور فارس أحلامي الذي كان يجلس بنفس المائدة التي اختارتها والدتي، وظهور فارس أحلامى كان سببا في نزيف الدموع من قلبي قبل أهداب عيوني بسبب أفعاله معي في شهور العسل الأولى، وبسببه أصبحت فاقدة للثقة في كل الرجال.
ولا أعرف هل اعتبر نفسي سعيدة الحظ أو عديمة الحظ لأن أوصافي متشابه مع كلمات الرائع نزار قباني الذي وصف المرأة الذكية بأنها الخجولة التي تعرف جيداً متى تكون جريئة هكذا كنت أنا كما قال أسطورة الرومانسية في أول ظهور لي فارس أحلامى ودعت الخجل.
وأصبحت امرأة آخرى.. ناضجة رغم صغر سني، كنت أجمل نساء المائدة، ملابسي الكاشفة لأجزاء من جسدي جعلته دائما في تركيز على خلال ساعات حفل الزفاف.
رغم أنني لم أتكلم معه إلا دقائق قليلة ولكنه تعلق بى ورفع رايات الحب والغرام إمام سحر أنوثتي، وغادرت ليلة الزفاف وأنا لا أتوقع بان يظهر مرة أخرى في حياتي، ولكنه كان للقدر كلام آخر.
لم يمر سوى أسبوع واحد.. وكان فارس الأحلام يطرق باب أسرتي طالباً الارتباط بي.. في مفاجأة لم أكن أتوقعها.
أنا في السنة الأولى بالجامعة ورغم اكتمال أنوثتي ليست لدى خبرة في عالم الرجال، ولا أستطيع أن افرق بين نظرة العاشق والمتحرش.. حاولت الرفض وأخبرت والدتي بأن قلبي لم يعرف طعم الحب، ولكن ثراء فارس الأحلام جعلت أسرتي تتمسك به، صعب رفضه لأنه يملك كل شيء، أحلامى سوف تتحقق قبل أن أبوح بها وللأمانة هو لايعيبه شيء فهو كريم في كل شيء، مال ومشاعر وأحاسيس.. غنى المال والعواطف، الأجمل إنه رومانسي حالم لاينام الليل إذا عرف إنني مريضة أو غاضبة.وافقت من باب التجربة لا الحب وكانت خطوبتي التي استمرت 4 شهور فقط عشت خلالها أجمل أيام حياتي، كنت في حياته ملكة تحلم وهو يحقق احلامى في فترة خطوبتي، عرفت كل شيء عن عالم الكبار، لان زوج المستقبل من عائلة ثرية لها اسم في عالم المال.
كنت أسهر في أماكن كل حضورها من المشاهير الذين أراهم في شاشات الفضائيات وأرى صورهم في صفحات المجتمع بالصحف، في أيام الخطوبة عشت في جنة الدنيا، شعرت باننى أحقق كل شيء أحلم به. أحببت فارس الأحلام بسبب رومانسيته، كان معي عاشق مثالي، لايأتى إلا معه هدية.. حجرتي امتلأت بالهدايا، أصابع يدي امتلأت بالخواتم الذهبية غالية السعر.
وحددنا يوم الزفاف وكتب أول حرف من حروف نهاية السعادة في حياتي.. أنا حتى اليوم التي أتكلم فيها معك أشعر بطعم وجمال أيام فترة الخطوبة.. ولكن السعادة في حياتنا أيام وساعات.
في ليلة زفاف كانت عيون الحسد تطاردني.. الليلة كانت أسطورية، أقيمت بأكبر قاعة بفندق 7 نجوم وحضرها كل زميلاتي، وانتهت ليلة الزفاف، كنت استعجل نهايتها حتى ارتمى في أحضانه، وشربنا معاً من عسل الحب الحلال.. وفي أول ساعات اليوم التالي لزفافي سافرنا من أجل قضاء شهر العسل في أحد جزر البحر المتوسط.. أنا سوف أكون ظالمة إن أطلقت عنه اسم شهر العسل.. قضيت شهر في جنة الأرض وكنا في جزيرة قليلة البشر، الطيور ذات الألوان الغريبة كانت تشهد على لحظات الغرام التي عشناها معاً.
ولأن الحياة في الجزيرة لها خصوصية عشت بتحرر كأنني في غرفة النوم لا أتذكر إنني ارتديت فستانا أو شيئا من الملابس التي كنت ارتديها قبل زفافي، وبنهاية شهر العسل كانت نهاية السعادة في حياتي معه، عدنا إلى القاهرة حيث الشقة الفارهة في حي الأثرياء وكانت المفاجأة التي لم أتوقعها أن زوجي مدمن ولا أعرف هل كان يتعاطى في شهر العسل أم لا..؟ ولكن بالصدفة بعد 3 شهور من الزواج دخلت عليه وجدته يضرب لنفسه حقنة عرفت لاحقا أنها مواد مخدرة.
لم أتكلم معه لأن ظني ذهب أنه فعل ذلك حتى تعطيه قوة في اللحظات الخاصة التي نعيشها معاً ولكن زال الاعتقاد لأنه فعلا ليس في حاجة إليها لأننى لم أشعر بأنه في حاجة للمساعدة للحبوب أو المقويات.
وبدأت أتكلم معه عندما وجدته يكرر تعاطيه خاصة أنني لاحظت بوجود تغيير في شخصيته، ولكن مع الأسف لم يسمع منى وذات مرة كانت صديقتي في زيارة لي وهو في المنزل وفجأة دخل علي والحقنة في يده، مما أصاب صديقتي بالخوف، وأجبرني على إعلاء صوتي عليه فقام بالاعتداء عليّ وطردني والأزمة إنني نزلت إلى الشارع بالهوت شورت وسائق التاكسي وقف لي دون أن أطلبه، ولأنه شهم أراد الذهاب بى إلى قسم الشرطة، ولكنني أخبرته إنني لا أريد الذهاب إلا إلى أسرتي.
لم تصدق والدتي ماحدث وظللت غاضبة عندها شهر.. وعدت بعد أن توسل لي بالصلاح ولكن مع الأسف وقع فريسة للإدمان، وقررت الرحيل بعد 7 شهور من الزفاف.
والمخدرات هزمتني وسرقت حلمي.. وكان الطلاق الذي بسببه خسرت كل شي وتركت ملابسي وكل متعلقاتي حتى أكون مطلقة وبعد حصولي على الطلاق قد حاول كثيرا العودة لي.
طاردني برسائل التهديد ولكن دوام الحال من المحال.. أنهار الحب التي كانت تمر قلبي جفت، لم يعد قلبي قادرا على منح الحب، وأصبحت مطلقة قبل أن أتم العشرين عاماً.