حكمت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى في البحرين بالسجن المؤبد لـ " تركي البنعلي" المتهم الأول في قضية الانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي، وهو الذي كان يعرف بمنظر التنظيم وقائده في البحرين وقالت وسائل إعلام ليبية ودولية أنه أصبح زعيم التنظيم في ليبيا، وبالسجن 15 سنة لثلاثة وعشرين متهما في القضية، وقضت بإسقاط الجنسية عن 13 متهما.

يذكر أن الأحد عشر متهما الآخرين في نفس القضية كانت قد أسقطت جنسياتهم في وقت سابق.

وصرح المحامي العام أحمد الحمادي رئيس نيابة الجرائم الإرهابية بأن، النيابة العامة كانت قد تلقت بلاغاً في فبراير 2015 من الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية، مفاده ان التحريات دلت عن قيام المتهم الأول بتجنيد المتهمين الثاني و الثالث وضمهما إلى صفوف تنظيم داعش الإرهابي كما سهل للمتهم الثاني السفر إلى سوريا وتلقي التدريبات العسكرية على يد أفراد التنظيم كما قام بتكليف الثاني والثالث بتجنيد المزيد من العناصر البحرينية، وتسهيل سفرهم إلى سوريا للانضمام إلى التنظيم الإرهابي، وأن المتهمين الثاني و الثالث تمكنا من تجنيد عدد من المتهمين وقد توجه العديد منهم إلى المشاركة في الأعمال القتالية التي يقوم بها التنظيم خارج البحرين كما أنهم يقومون من خلال برامج التواصل الاجتماعي بتحريض أفراد قوة دفاع البحرين والأمن العام بالخروج عن الطاعة والتحول عن أداء واجباتهم العسكرية والانضمام إلى جماعتهم الإرهابية ، وبإجراء المزيد من التحريات تبين انه تم تكليف مجموعة من عناصر التنظيم المتواجدة بالبحرين بالقيام بعمليات إرهابية داخل البحرين متمثلة بالقيام بعمليات انتحارية بدور العبادة على غرار ما تم بالدول المجاورة من قبل التنظيم الإرهابي، وقد تم القبض على ثمانية من المتهمين وعرضهم على النيابة العامة والتي قامت باستجوابهم وأمرت بحبسهم احتياطياً على ذمة القضية وإحالتهم للمحكمة واستندت النيابة إلى الأدلة القولية من شهادة الشهود وإقرار المتهمين والأدلة الفنية.

وقالت المحكمة في حيثيات الحكم إنه قد استقر في يقينها بأن تفاصيل القضية، تتلخص في أنه بعد احتلال العراق عام 2003 انتقل جزء من تنظيم القاعدة المتواجد بأفغانستان الى العراق والشام ثم انبثق منه في عام 2004 تنظيم داعش في العراق وجبهة النصرة بالشام، وأعلن تسميته بالدولة الاسلامية في العراق في عام 2007 وتولى قيادته حازم داود الراوي المكني بأبوعمر البغدادي الذي قتل في عام 2011 .

وتولى القيادة بعده ابراهيم عواد البدري المكنى بأبوبكر البغدادي والذي أعلن نفسة أمير لتنظيم داعش في 21 يونيو 2013 ثم اطلق بتاريخ 29 يونيو 2014 ، ما أسماه بدولة الخلافة تمهيدا لتمديدها بدول مجلس التعاون الخليجي ودول شمال افريقيا العربية واليمن وينتهج التنظيم الفكر السلفي الجهادي، القائم على تكفير من يخالفهم وتطبيق مبدأ "الولاء والبراء" وهو مولاة ولي امر التنظيم ابو بكر البغدادي والبراءة من الكفار، وهم جميع من يخالفهم بالفكر ومنهم حكام المنطقة والمنتسبين للأجهزة الأمنية والقضاء وواضعي القانون ومن لا يوالي البغدادي، ووسيلتهم لنشر فكرهم لإقامة دولة الخلافة القيام بعمليات ارهابية وتفجيرات ويستندون في أعمالهم الإرهابية على أساس تفسيرهم الخاط للدين الاسلامي السمح ويزعمون كذبا ان أعمالهم الإرهابية هي الجهاد في سبيل الله وموتاهم شهداء في حين ان أعمالهم التطرف والإرهاب بعينه ولذا قاموا بتأسيس جيش تابع لهم تم تدريبة عسكريا على السلاح. والمتفجرات وأعمال القتل لإثارة الفوضى بسورية والعراق ودول الخليج. العربي والمنطقة العربية للسيطرة عليها.

وانضم المتهم الاول "المنظر" وهو أحد أفراد القاعدة، وهو يعتنق الفكر التكفيري المتطرف وتتلمذ على يد كبار مسئولي التنظيم وأيد ابو بكر البغدادي، أميرا للتنظيم وبايعه في 1 اغسطس2013 فنصبة البغدادي مسئولا أول في التنظيم وقائد اول في البحرين، وعهد إليه تجنيد الشباب فتمكن من ضم المتهمين الثاني والثالث والعاشر والخامس عشر والحادي والعشرين بغرض تكوين خلايا نائمة لاستقطاب الشباب البحريني بالتنظيم وتدريبهم على القتال واستعمال الأسلحة والمتفجرات والمشاركة في الاعمال القتالية بسوريا والعراق ثم العودة الى البحرين وتوجيه العمليات القتالية داخل البحرين والانطلاق منها الى دول الخليج.

وفي 24 فبراير 2014، أصبح المتهم الأول المنظر الشرعي لتنظيم داعش ليكون رأس الحربة الشرعية للتنظيم في تسويق العمليات الإرهابية، أي يقوم بمناظرة ومناقشة أي شخص يشكك في نهجهم ويعطي الحجج والأدلة على صحة منهج التنظيم التكفيري، مستغلا قراءته السطحية للقرآن والأحاديث وتفسيره لهما على هواءه، وبما يناسب أهدافهم ودون الحاجة لأحكام التفسير والإفتاء .

لقب المتهم الأول بـ" منظر الكراهية" في تنظيم داعش الإرهابي، وقالت وسائل إعلام ليبية ودولية، إنه أصبح زعيماً جديداً لفرع التنظيم في ليبيا، والرجل الأول هناك بعد أن اكتفى في السابق بزيارة لها أحيطت بسرية تامة، وقد عرفه الليبيون في البداية من خلال مجموعة من الخطب بثتها إذاعة "سرت"، الخاضعة لسيطرة داعش، يطالبهم فيها بـ”ضرورة الانقياد لأوامر الشرع بمبايعة خليفة المسلمين”، ويحذرهم من “الموت ميتة الجاهلية”، إذا لم ينضووا تحت راية الخلافة المزعومة.

وقد سافر إلى المدن الخاضعة لسيطرة التنظيم، في محاولة منه لخلق توأمة بين مبايعي داعش والجماعات المتشددة الأخرى، خصوصا من أتباع القاعدة، لكنه فشل في اقناع الأخيرين بمبايعة البغدادي.

وهو من مواليد 1984، ولديه الكثير من الألقاب أبرزها "أبو سفيان السلمي"، "أبو ضرغام" و"أبو همام الأثري"، وقد أسقطت عنه الجنسية البحرينية في نهاية يناير 2013، بعد أن بدأ نشاطه خطيباً ضمن الجماعات الإسلامية المتشددة في سوريا، قبل أن يُعلن النفير في مارس 2014، والدعوة للقتال ضمن صفوف «داعش» .