الأمير محمد بن سلمان
الأمير محمد بن سلمان


أسامة عجاج يكشف أسرار زيارة ولي ولي العهد السعودي الى أمريكا

أسامة عجاج

الأحد، 26 يونيو 2016 - 10:18 ص

الامير محمد بن سلمان يرسي قواعد أسس جديدة لعلاقات استراتيجية قديمة مع واشنطن 
اخبار ملفقة .. واستعادة حكاية ال٢٨ ورقة في تقرير احداث سبتمبر وسائل للتأثير علي الزيارة 
واشنطن العاصمة السياسية ونيويورك العاصمة الاقتصادية وكاليفورنيا المركز التكنولوجي محطات رحلةالاسبوعين
 
 
 
في السفر كما نقول سبع فوائد فمابالك اذا تعلق الامر بزيارت يقوم بها الرجل الثالث في مثلث هرم السلطة في المملكة العربية السعودية الامير محمد بن سلمان ولي ولي العهد ووزير الدفاع ورئيس المجلس الاقتصادي الاعلي في السعودية اما محطات الزيارة فهي لعاصمة القرار الدولي واشنطن وبعدها باريس في اقل من اسبوعين الاولي انتهت والثانية تبدأ خلال ساعات الأعداد لزيارة واشنطن وماجري فيها يؤكد انها زيارة استثنائية بكل المقاييس من حيث النتائج صحيح انها ليست الاولي خلال الفترة التي تولي فيه مناصبه فقد سبق ان زارها مع ابن عمه ولي العهد محمد بن نايف في مايو الماضي للمشاركة في قمة كامب ديفيد التي جمعت قادة الخليج مع الرئيس الامريكي اوباما كما رافق والده الملك سلمان في زيارته منذ أشهر لواشنطن ولكن الزيارة الثالثة المنفردة كما انها لم تقتصر كما هي عادة قيادات عربية عديدة علي عقد لقاء مع الادارة الامريكية حسب مستوي تلك القيادة سواء كان رئيس او ملك فهو سيلتقي بالرئيس اوباما وكبار المسئولين اما الامير محمد بن سلمان فقد حرص علي ان تشمل زيارته ثلاث محطات رئيسية واشنطن العاصمة السياسية ونيويورك العاصمة الاقتصادية وكاليفورنيا العاصمة التكنولوجية ولعل ذلك يوضح لنا طبيعية الزيارة وعنوانها واهتمامات الضيف والتقي خلال بكل رموز المجتمع الامريكي لم يستثني احد 
ومن المهم هنا ان نناقش بعض القضايا التي أثارتها الزيارة قبل تناول نتائجها ونتوقف عند بعضها : 
اولا : التوقيت فهناك من اثار موعد الزيارة والتي ترافقت مع نهاية ولاية اوباما والتي يصبح فيه الرئيس كالبطة العرجاء غير قادر علي اتخاذ مواقف او طرح مبادرات  وبدء حملات انتخابية ومنافسة شديدة بين الديمقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري رونالد ترامب ويطرح اصحاب هذه الرؤية انه كان من المناسب الانتظار الي الي مابعد الانتخابات والتعامل مع الادارة الجديدة وقد فات علي اصحاب هذا الرأي ان أمريكا دولة مؤسسات وهي ملتزمة برؤي ثابتة ومحددة لتحقيق الأهداف القومية العليا لأمريكا كما ان اصحاب هذا الرأي يعظمون من دور الرئيس الامريكي في منظومة اتخاذ القرار وقد يكون الامر صحيحا ولكن هناك جهات عديدة علي نفس المستوي من الأهمية في اتخاذ القرار وهي مستمرة وموجودة كما ان الزيارة لم تستهدف إدارة اوباما اوباما فقط ولكن الاستكشاف المتبادل من الطرفين الامير محمد بن سلمان لأمريكا في صورتها المتكاملة التي لاتقل عند البعد السياسي بل تتجاوزه الي البعد الاقتصادي والتكنولوجي وهو ماحدث بالفعل كما ان أمريكا بكل أجهزتها تعرفت عن قرب علي الامير الشاب والرجل القوي في المملكة التي كشف عن نفسه ورؤيته لبلده خلال الأعوام القادمة من خلال إشرافه علي وضع رؤية السعودية ٢٠٣٠ 
ثانيا : ان الزيارة جاءت في اجواء أزمة ولعلها احد عوامل قوتها فالمواجهة قد تكون مطلوبة خاصة اذا كانت بالحقائق والأدلة والبراهين فقد صدق الكونغرس علي قانون يبيح لضحايا احداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١ برفع قضايا تعويض علي المملكة وهو ماعترضت عليه الادارة بعد ان هددت ببيع سندات أمريكية وأصول واستثمارات سعودية بقيمة ٧٥٠ مليار دولار ولكن واشنطن هي من سعت الي تهدئة الازمة من خلال تصريحات واضحة لاتقبل اللبس ولا الغموض علي لسان مدير الاستخبارات الامريكية جون برينان حيث أشار الي انه لاعلاقة للسعودية بأحداث ١١ سبتمبر كدولة او مسئولين سعوديين وقد كانت الزيارة مناسبة من جهات تسعي الي تخريب العلاقات بين الطرفين الي الحدث من جديد عن ال٢٨ ورقة التي جاءت ضمن تقرير امريكي عن احداث ١١ سبتمبر تم حجبها وتردد ان السبب وراء ذلك يعود الي انها تتضمن اتهامات للسعودية بالتورط في احداث ١١ سبتمبر رغم ان السعودية هي اكثر الجهات حرصاً علي الكشف عن تلك الأوراق ثقة في موقفها الرافض للإرهاب باعتبارها دولة عانت منذ تسعينات القرن الماضي ومازالت من عمليات ارهابية واستهداف واضح وصريح لها من تنظيم القاعدة وهو المسئول عن تنفيذ عمليات ١١ سبتمبر وقد ذكر مدير الاستخبارات الامريكي ان الامر يتعلق ب٢٨ ورقة من تقرير نشر عام ٢٠٠٢ وكان مراجعة أولية من اجل وضع صورة كاملة وجمع معلومات وبعد ذلك قام مختصون بالتدقيق في أدعاءات تشير الي ان السعودية قد تكون ضالعة في تلك الأحداث واتضح بعد ذلك انه لاتوجد اي مؤشرات علي تورط السعودية وقال أؤيد نشر تلك الصفحات والجميع سيري بالأدلة ان السعودية ليست متورطة في تلك الأحداث 
ثالثا : ان العلاقات بين أمريكا ليست علي مايرام بدليل حديث اوباما وتصريحاته لمجلة اذاتلانتك الامريكيه في مارس الماضي والتي حملت انتقادات للسعودية وتلم حياته بان أمريكا بصدد الانسحاب من منطقة ألشرق الأوسط والتوجه نحو مناطق نفوذ جديدة مثل البأسفيكي وإفريقيا وامريكا الجنوبية حيث النفوذ الصيني والروسي وقد حاول اوباما منذ ذلك التوقيت التراجع علي الارض عن تلك التصريحات من خلال زيارته للسعودية كما ان هناك قناعة لدي المسئولين في الرياض بان هناك صعوبة في انسحاب أمريكا من المنطقة بكل ما فيها من مصالح استراتيجية عليا لأمريكا أقلها ضمان توافر النفط بعد ان ظهر ان البحث عن النفط الصخري ذو تكلفة ضخمة كما انه من الصعوبة بمكان التخلي عن علاقة استراتيجية مع دولة بحجم السعودية بدأت منذ عام ١٩٣٣ وتم عقد اللقاء التاريخي الذي اري قواعد علاقة ذات طابع استراتيجي بين الملك المؤسس عبد العزيز والأمريكي روزفلت في عام ١٩٤٥
 رابعا : محاولة استخدام زيارة الامير محمد بن سلمان كورقه في معركة الانتخابات الامريكية وتسريبها أنباء عن دعم سعودي لحماة هيلاري كلينتون ب ٢٠ بالمائة من تكلفة حملاتها الانتخابية وهي اخبار غير صحيحة ولا تتعلق بمنطق او عقل حيث يحظر القانون الامريكي التبرعات الخارجية لحملات المترشحين بصفة عامة فما بالك بأكبر منصب تنفيذي في أمريكا 
وفي ظل تلك الظروف الصعبة قرر الامير الشاب القيام بالزيارة التي استمرت اسبوعين علي قناعة بان الخط المستقيم هو اقرب الوسائل لتحقيق الهدف وان اللقاءات المباشرة هي الأسلوب الأمثل للفهم الصحيح لكلا الطرفين  وقال الأمير محمد بن سلمان " أنا اليوم في بلد حليف لنا في وقت حساس جداً في منطقة نعيش فيها بها تحديات ومخاطر كبيرة كدا سواء من عدم استقرار بعض الدول وكذلك مخاطر الارهاب "ونستطيع من خلال قراءة متأنية لفعاليات الزيارة ان نقول باطمئنان انها حققت نتائج مبهرة علي ثلاث أصعدة وهم :  
علي الصعيد السياسي فقد أثمرت اللقاءات التي عقدها علي إرساء قواعد شراكة استراتيجية علي أسس جديدة تعظم المتوافق علية من القضايا وتحاول مع الاآخري المختلف عليها لقد اجتمع  الامير محمد بن سلمان مع الرئيس الامريكي اوباما في الكتب البيضاوي في إشارة لم تفت علي المراقبين وهو الامر القاصر فقط علي مقابلات اوباما مع الرؤساء ووصف عادل الجبير اللقاء بانه مثمرا وقد رحب البيت الابيض بتعهد السعودية بالإصلاح الاقتصادي واكد ان واشنطن ستكون شريك أساسي لمساعدة السعودية في تطبيق برنامجها الطموح للإصلاح الاقتصادي كما اجتمع الامير محمدين سلمان مع  وزير الخارجية جون كيري  والدفاع أشتون كارتر وقادة الأجهزة الأمنية وقيادات الكونجرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي ورؤساء مراكز الدراسات والبحوث وهو احد أدوات اتخاذ القرار الامريكي وتعددت العناوين التي تم بحثها علي المستوي السياسي وفي المقدمة الوضع في سوريا وسط انتقادات للإدارة بانها متحفظة في اتخاذ اي مواقف تجاه النظام السوري وتم البحث في البديل الثاني الذي يتضمن دعما أمريكيا اكبر للمعارضة  السورية كما تطرقت المباحثات الي تفعيل التحالف الدولي ضد تنظيم داعش وكذلك الوضع في العراق واليمن ومواجهة أيدلوجيته الكراهية  
 علي الصعيد الاقتصادي فيكفي ان نرصد ان حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل في العام الماضي الي ٤٥ مليار دولار للتدليل علي أهمية تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمار المشترك وهي القضية المحورية لكل لقاءات الامير محمد بن سلمان في واشنطن  فقد التقي مع المديرين التنفيذيين لكبريات الشركات الامريكية ومديري المحافظ المالية في بورصة نيويورك حيث ناقش الفرص الاستثمارية التي توفرها رؤية المملكة التي يشرف علي تنفيذها ولي ولي العهد محمد بن سلمان ونجاحها يعني انتقال الاقتصاد السعودي من المرتبة ال١٨ علي مستوي العالم الي ال١٥ كما ناقش خطة طرح نسبة ال٥ بالمائة من قيمة شركة أرامكو العملاقة للاكتتاب العام والمتوقع ان يحقق ١٥٠ مليار دولار في آطاار انشاء اكبر صندوق سيادي برأسمال ٢ تريليون دولار عموما كان الامير محمد بن سلمان يسعي جاهدا الي بناء أسس لتعاون اقتصادي مشترك مبني علي المصالح يقلل من فكرة ادمان السعودية للنفط والاهتمام بالاستثمار وهو الأساس التي تقوم عليه رؤية ٢٠٣٠ التي يقوم بالإشراف علي تنفيذها 
علي الصعيد التكنولوجي فقد كان الامير الشاب حريصا علي زيارة وادي السيلكو في كاليفورنيا وعقد لقاءات مع عدد من المسئولين عن اكبر شركات التكنولوجيا في العالم مايكروسوفت وابل وشركات آخري للبحث في تحويل العمل في المملكة الي النظام الرقمي وزيادة فرص تدريب وعمل الشباب السعودي في تلك الشركات 
ويظل هناك بعد أخير في زيارة الامير محمد بن سلمان عندما حاول بعض أعداء المملكة  الترويج للكذبة الكبيرة التي لا تريد ان تنتهي وهي وجود صراع في السلطة بين ولي العهد محمد بن نايف وولي العهد محمد بن سلمان   لقد أشاعوا أكاذيب في أزمنة سابقة وأثبت الأيام والأحداث عدم صحة ذلك حيث تم اعادة الأسطوانة من جديد بالحديث عن ان الهدف من الزيارة هو تقديم الامير محمد بن سلمان نفسه للإدارة الامريكية التي كان ابن عمه ولي العهد السعودي الامير محمد بن نايف هو قناة الاتصال مع الادارة والمسئول عن الملف دون ادراك لطبيعة العلاقات المتينة بين أطراف مثلث الحكم في السعودية
اخيراً هذه زيارة استثنائية بكل المقاييس لها ما بعدها من نتائج علي كافة الأصعدة         
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة