الرئيس السيسى خلال كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة
الرئيس السيسى خلال كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة


السياسة الخارجية بعد «30 يونيو».. مصر استعادت دورها وتخلصت من التبعية

محمد هنداوي- أسماء حجاج- إبراهيم مصطفى

الأربعاء، 29 يونيو 2016 - 07:36 م

نعم الصدمة كانت كبيرة للجميع ولم يصدقها أحد، قوى إقليمية ودولية وأخرى من دول الجوار لم تكن تتوقع نجاح الشعب المصري والقيام بثورة جديدة لتصحيح مسار ثورة 25 يناير، وذلك بالخروج في ثورة 30 يونيو وطرد جماعة الإخوان الممثلة فيى الرئيس المعزول محمد مرسي من حكم مصر، وتولي الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور رئاسة البلاد لمدة عام حتى انتخاب رئيس جديد والذي تولي بعد ذلك بانتخابات رئاسية، وفاز بها الرئيس عبد الفتاح السيسي.

نجاح الثورة أحبط مخططات رسمتها وكانت تسعى لتنفيذها تلك الدول والقوى لكى تكون مصر دائماً تابعة ولا يكون لها أى دور أو صوت فى الإقليم العربي أو الدولي، وبعد نجاح الثورة تعرضت مصر لهجمات خارجية شرسة، فُرضت علينا من بعض الدول وتحريض مؤسسات وهيئات ومنظمات دولية ضد مصر والوقوف ضد ارادة الشعب المصرى، كما كانت هناك العديد من الدول مترددة وحائرة فى مواقفها تجاه مصر وثورة الشعب المصرى ولم تقدر حجم المخاطر الاستثنائية على مصر من سياسات الإخوان وتصرفاتهم والتى جعلت الشعب المصرى يخرج فى 30 يونيو ويرفض بقاء الرئيس المعزول فى الحكم.

وواجهت الدولة المصرية بعد ثورة يونيو العديد من التحديات أولها اقناع دول العالم بأن الشعب المصرى قام بثورة ووقف بجوارها الجيش المصرى، وتعتبر ثورة 30 يونيو بمثابة نقطة الانطلاق للسياسة الخارجية المصرية من جديد لاستعادة مصر دورها الريادى على الصعيدين الإقليمى والدولي، وصاحب ذلك تحركات دبلوماسية لمصر إقليميا ودوليا فى عدد من القضايا والملفات فى ظل متغيرات كبيرة يشهدها الشرق الأوسط والعالم أجمع.

ومع قيام ثورة 30 يونيو حدث نوع من التغيير والوضوح الكامل فى السياسة الخارجية لمصر والاعتماد على سياسة خارجية مصرية جديدة، قوامها الاتجاه نحو تنويع علاقاتنا الخارجية مع القوى الصاعدة فى العالم للاستفادة المتبادلة والمشتركة، والتوجه نحو الاستقلالية فى السياسة الخارجية، من خلال تنويع العلاقات، وتعزيزها مع كل دول العالم، فضلا عن استعادة الدور الريادى لمصر، خاصة فى الدائرتين العربية والإفريقية، إضافة إلى إعادة التوازن للسياسة الخارجية، من خلال تنويع البدائل، وإيجاد أصدقاء جدد، وتعميق العلاقات مع القوى الصاعدة عالميا كروسيا، والهند، والصين، واليابان، وهو ما ظهر بعد ذلك خلال الثلاث سنوات الماضية للثورة.

وعمل الرئيس عبد الفتاح السيسى طوال الفترة التى تولاها فى رئاسة البلاد على استعادة التوازن فى العلاقات الخارجية لمصر، سواء من خلال معالجة علاقات أفسدها حكم الإخوان مع بعض دول الخليج أو مع بعض الدول الغربية، أو عن طريق تنويع علاقات مصر الخارجية بحيث لا تقتصر على الولايات المتحدة الأمريكية، أو من خلال تنويع أدوات تحقيق أهداف السياسة الخارجية المصرية. وتمكنت مصر خلال تلك الفترة من اثبات شرعية ثورة 30 يونيو وتغيير موقف العديد من القوى الاقليمية والدولية مما كانت عليه بعد الثورة مباشرة إلا أن هناك دولتين لا يزالان على موقفيهما وهما تركيا وقطر.

كما نجحت السياسة الخارجية المصرية فى استعادة دورها الاقليمى والعربى والافريقى ونجح الرئيس السيسى فى أن يجعل العالم يستمع لصوت مصر وكلمة شعبها بعد أن خرج فى 30 يونيو رافضاً للإخوان، واستعادة مصر مقعدها فى الاتحاد الافريقى وشارك الرئيس السيسى فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة مرتين والقمم الافريقية التى تعاقبت بعد ذلك.

وخلال العامين الماضيين لحكم الرئيس السيسى قام بحوالى 45 زيارة خارجية للمشاركة فى مؤتمرات وقمم دولية والقيام بزيارات ثنائية لدول كبرى صديقة لمصر وأخرى كانت تأخذ موقفاً عدائياً من ثورة 30 يونيو على سبيل المثال المانيا وبريطانيا، وكان من بين أهم التعهدات التى قطعها الرئيس السيسى على نفسه عقب توليه المسؤولية هي أن مصر بما لديها من مقومات يجب ان تكون منفتحة فى علاقاتها الدولية ولا مكان لمفهوم التبعية فى علاقات مصر الخارجية وفق توجه استراتيجى يرتكز على الندية والالتزام والاحترام المتبادل مع دول العالم مع عدم التدخل فى شئون مصر الداخلية كمبادىء اساسية لسياستنا الخارجية.

ويقول السفير محمد العرابى وزير الخارجية اﻷسبق ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن مصر فقدت خلال فترة حكم اﻹخوان الكثير من الصداقات والعلاقات الودية مع الكثير من الدول الشقيقة مثل الإمارات والسعودية والكويت، بالاضافة إلى الدول الافريقية، وأوضح العرابى أن فترة الاخوان كانت هناك حالة من الغموض وعدم الوضوح فى سياسات مصر الخارجية فى ذلك الوقت، حيث لم تكن هوية الدولة واضحة ومعروفة للعالم.

وأشار العرابى إلى ان بعض الدول الكبرى كانت مرتاحة لوجود الاخوان فى الحكم بمصر وفقدان مصر لتأثيرها فى المحيط الدولى والاقليمي، إﻻ ان ثورة 30 يونيو اعادت لمصر هويتها المصرية الخاصة واعادت الدور والتأثير الاقليمى والدولى.

من جانبه قال السفير نبيل فهمى أول وزير خارجية بعد ثورة 30 يونيو، إنه قبل حقيبة الخارجية فى ظل هجمة خارجية شرسة على مصر، فُرضت علينا من بعض الدول مثل تركيا وغيرها، كما كانت هناك العديد من الدول مترددة وحائرة فى مواقفها، وتصر على البقاء فى «نقاش فارغ» حول طبيعة أحداث 30 يونيو، غير مقدرة أن المخاطر الاستثنائية على مصر من سياسات الإخوان وتصرفاتهم فرضت رد فعل شعبى ومؤسسى استثنائى هائل على حد قوله.

وأضاف فهمى أنه كان علينا بالخارجية التصدى لهذه الهجمة بالسعى لإقناع المجتمع الدولى بقبول الخيارات المصرية، وهو ما ركزنا عليه فى الشهور الثلاثة الأولى، ونجحنا فى إفشال كل المحاولات السياسية لتدويل الحالة المصرية فى عدة منظمات منها مجلس الأمن، ونحن نضع فى نفس الوقت أسس السياسة المصرية الخارجية الجديدة، والمبنية على 3 مبادئ رئيسية، وهي: “العودة إلى جذورنا الإقليمية، وضمان تنوع علاقاتنا وتعدد خياراتنا الخارجية حفاظاً على استقلالنا، وممارسة سياسة خارجية ايجابية بطرح أفكار ومبادرات على المستويين الاقليمى والدولي، إلى ان انتقلنا مع نهاية 2013 إلى المبادرة”.

كما قال السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنه بعد انتخاب الرئيس السيسى وذهابه إلى مالى لحضور القمة الأفريقية بدأت تتحسن العلاقات الأفريقية وتم إلغاء تعليق عضوية مصر فى الاتحاد الأفريقى.

وعلى المستوى الأوروبى بدأت العلاقات تعود تدريجيا ودخلت مرحلة جديدة خاصة بعد الانتخابات البرلمانية وذلك لان البرلمان يكون له مفهوم وضع القوانين والمراقبة ومنع الفساد.و قد شارك عدد من هذه الدول فى المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ.  ويشير رخا إلى ان العالم ينظر إلى مصر على أنها دولة تسعى لتحقيق السلام ونشطة فى مكافحة الارهاب وهو ما نتج عنه تأييد مصر من المجموعة الافريقية فى مجلس الأمن وانتخابها فى مجلس الامن والسلام بالاتحاد الإفريقى.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة