جمال العدل - بشير الديك
جمال العدل - بشير الديك


الخبراء يجيبون.. لماذا غابت ثورة 30 يونيو عن الدراما التليفزيونية؟

حسن الكيلاني

الأربعاء، 29 يونيو 2016 - 07:51 م

3 سنوات مرت على ثورة 30 يونيو التى أطاحت بجماعة الإخوان من حكم مصر ومازالت الثورة غائبة عن الدراما السينمائية والتليفزيونية، فنادرا ما يكون هناك ذكر لها فى أعمال الدراما التليفزيونية، واقتصر وجودها على مجرد التلميح أو الإشارة ولم يتواجد عمل عن الثورة وتفاصيلها والرمضانية.

وبحصر قائمة المسلسلات التي أشارت إلى الثورة ولو بالتلميح مسلسلات «الداعية» لهانى سلامة وبسمة تأليف مدحت العدل واخراج ماندو العدل وانتاج جمال العدل, والذى رصد فساد حكم الإخوان وقياداتهم وتضمن مشاهد لهتافات ضد حكم المرشد مطالبة بإسقاطه، ونظمت البطلة مسيرة لقصر الاتحادية لإسقاط الرئيس, وتناول «اسم مؤقت» ليوسف الشريف الصراعات بين 3 من مرشحى الرئاسة أحدهما تابع للنظام القديم والآخر ليبرالى والثالث يمثل التيار الإسلامى والذى يصل للحكم باستغلال الدين فى إشارة واضحة إلى الانتخابات الرئاسية لعام 2012 والتى فاز بها الرئيس المعزول مرسى.

ورصد «عد تنازلي» ليوسف الشريف ايضاً شاب يتورط فى عملية اغتيال مساعد وزير الداخلية التى أدتها جماعة إرهابية، وطارده أحد ضباط أمن الدولة، وناقش مسلسل «امبراطوية مين» لهند صبري التغييرات الاجتماعية والسياسية التى طرأت على مصر عقب ثورة 25 يناير وحتى 30 يونيو، وألقى الضوء على ممارسات جماعة الإخوان في استخدام أسلوب التخويف والترهيب.

وقدم مسلسل «دنيا جديدة» الذي قدمه قطاع الإنتاج العام قبل الماضى دراما أقرب إلى التسجيلية من خلال تناول ظروف المجتمع وخطورة التطرف الدينى واستغلال الدين فى السياسة وقدم «تفاحة آدم» لخالد الصاوى محاولات الإخوان فى فرض سيطرتهم على وزارة الداخلية وأهم الأجهزة الأمنية, وتطرق «أستاذ ورئيس قسم» لعادل امام لثورة 30 يونيو والصراع السياسى القائم بين الأحزاب السياسية وحول هذة القضية يتحدث الخبراء فى السطور التالية..

ويقول المؤلف يسرى الجندى: “لا أعتقد ان هناك مسلسلات تناولت مرحلة ثورة 30 يونيو بشكل قوى أو شامل بسبب عدم ظهور نتائج الثورة بعد، ولم تتضح ملامح محددة لها، وحتى ثورة 25 يناير لم يتم رصدها فى عمل قوي رغم انها الثورة الشعبية الأولى منذ الحضارات الفرعونية في ذلك أن الثورات تحتاج إلى فترات طويلة لنشر حقيقة ما حدث فيها ونتائج الثورة التي يحسها المواطن فى الشارع المصري، فالثورة الفرنسية على سبيل المثال وليس الحصر لم تقدم للانسانية القيم الثابتة أو الايجابية إلا بعد سنوات طويلة بعد ان اتضحت الصورة بشكل كامل، وعدم رصد أحداث ثورة 30 يونيو فى الدراما التليفزيونية ليس تجاهلاً لها ولكن صناع الدراما ينتظرون ظهور النتائج”.

ويتفق معه المنتج جمال العدل بأنه لا توجد أي أعمال تناولت ثورة 30 يونيو بشكل تفصيلى، وقال عندما قدمت مسلسل «الداعية» عام 2013 كان له أهمية كبيرة وقتها وانتهى بمشهد لثورة 30 يونيو ورفض التليفزيون المصري عرضه بسبب حكم الإخوان وقتها وتم عرضه فى شهر رمضان يوم 7 يوليو أي بعد سقوط حكم الإخوان، وبعد مرور 3 أعوام على قيام ثورة 25 يناير, ودائماً كنت اكتشف جديداً فى الأحداث، لذا ما اعنيه هو أن سبب اختفاء 30 يونيو عن الدراما التليفزيونية هو انتظار صناع الدراما إلى كشف الحقائق ونتائج الثورات فى التغيير الحقيقى على المواطنين فى الشارع المصري، مثل ما حدث فى ثورة عام 1952 التى تناولها الكُتاب بعد قيامها بسنوات عديدة.

ويقول المخرج محمد فاضل “حان الوقت لأن يتدخل اتحاد الإذاعة والتليفزيون، فلا توجد أي أعمال قوية هذا العام على التليفزيون المصري ولم يذيعوا حتى مسلسل ديني، فكان من الأفضل أن يعيدوا عرض مسلسل دينى من الأعمال القيمة التي قدمها التليفزيون عبر تاريخه”.

وأكد قدمت مسلسل «ربيع الغضب» الذى عرض مرة واحدة ورصد ما شهدته البلاد قبل وبعد ثورة 25 يناير والمؤكد أنه لاوجود لأى عمل استطاع رصد أحداث 30 يونيو بشكل قوى حتى الان, وسبب ذلك هو انه لا توجد خطة أو استراتيجية لاتحاد الاذاعة والتليفزيون لتقديم مسلسلات تلمس الواقع وأهم ما يعيشه الشعب المصرى بعيداً عن الإطار الدرامى التقليدى الذى يقدم بحجة جذب إعلانات وكان من الممكن أن يقدم ماسبيرو مسلسل «قناة السويس» الموجود فى أدراج مبنى ماسبيرو ولا أحد يسأل فيه وتدور قصته عن تاريخ قناة السويس للمؤلف محمد بغدادى الذى كتب منه 10 حلقات وتوقف لعدم اهتمام المسئولين، الخلاصة أنه يجب على الدولة أن تعود فوراً لانتاج أعمال قوية ثؤثر بشكل ايجابى فى نشر الحقائق للشعب المصرى والعربى, وتقدم أعمالا مميزه وليس بمستوى مسلسل «دنيا جديدة» الوحيد الذى قدموه والذى كان متواضعا مع احترامى الشديد لفريق العمل.

كما يقول المؤلف بشير الديك: «الحكاية» لم تنته حتى يتم رصدها فى عمل تليفزيوني, ولم تحقق الثورة حتى الآن كل ما يتمناه الشعب المصرى, ولم تستقر الأوضاع بعد حتى يلمسها الشارع, وأعتقد أن صناع الدراما يحتاجون إلى وقت أكثر حتى يتم تغطية ما حدث فى ثورة 30 يونيو بشكل أدق, مثل ما حدث فى ثورة يوليو 1952 التى بدأ الأديب نجيب محفوظ الكتابة عنها بعد 8 سنوات من قيامها, حتى وقتنا هذا لم يظهر ما توصلت له ثورة 30 يونيو والتغير الجذرى للحالة المجتمعية، ومعظم الاحداث تأخذ بدون دلائل فكيف سيكتب عنها صناع الدراما، لازال بعض أهداف الثورة أحلاما لم تحقق على أرض الواقع, الناس بدأت تكتب عن ثورة 23 يوليو بعد أن تم إصلاح حال العمال والمجتمع بشكل عام.

الناقدة الفنية خيرية البشلاوي، قالت: “بكل أسف لم أشاهد آى عمل متميز يتناول ثورة 30 يونيو وما يحدث الان هو اللهو بعقول المواطنين من خلال أعمال تبعد عن الواقع وتغيب وعقل المشاهد فالخطاب الذى تحمله معظم الاعمال التى يشاهدها الجمهور على شاشات التليفزيون والانترنت كارثة ولا تحمل شيئا جديدا، وأعتقد أن من العيب أن تغيب الثورة المصرية التى خرج فيها الرجال والسيدات ويتم تجاهلها بما يخدم مصالح قوى استعمارية وجهات رافضة للثورة مثل الأخوان والمطلوب أن يتم صناعة عمل قوي بحجم هذا الحدث، وهو ما يستلزم عودة دور الدولة فى الانتاج الدرامى لضمان وجود أعمال ترصد أهم الأحداث التى مرت بها مصر لكشف الحقائق وعدم الاعتماد على الانتاج الخاص الذي لا يهمه سوى الربح، وهناك علامات استفهام حول مصادر الأموال التى تتدفق إليه من أجل إلهاء المصريين وتغييب وعيهم فللأسف تلعب الدراما حالياً على تشتيت عقل ووجدان الشعب وتصيبه بأزمات نفسية”.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة