صورة لكعك الصاجات
صورة لكعك الصاجات


كعك «الصاجات» يتحدى «تقاليع» الخمس نجوم

هايدى الدسوقي- روحية جلال

الإثنين، 04 يوليه 2016 - 04:52 م

 

رغم السيطرة الكبيرة للكعك الجاهز على أسواق العيد، الا ان الكثير من العائلات لاتزال مصرة على التمسك بطقوس اعداد الكعك في البيوت وتسويته بالافران البلدية كنوع من ادخال البهجة وبخاصة علي الاطفال الذين تمثل هذه المناسبة افضل الذكريات.


في المقابل تتفنن العديد من محلات الحلويات وبخاصة «الخمس نجوم» في اعداد علب كعك العيد، الذي وصل الي مبالغ طائلة، وبلغ اقل سعر علبة 1700 جنيه  في بعض المحلات وكما تؤكد كريمة عبد المتجلي أن فرحتها هذا العام بعد لم تكتمل بسبب ارتفاع الأسعار التي أجبرتها علي تقليل الكميات واستبعاد بعض الأنواع من قائمة مخبوزاتها، فضلاً عن  امتناع بعض جيرانها عن عمل الكعك هذا العام لذات السبب، وتقول : “الأسعار النار وسعر السلع ازداد ثلاثة أضعاف ووالدتي اعتادت أن تخبز 10 كيلولنا ولأقاربنا كل عام، بينما هذه السنة خبزنا 5 كليوفقط لعدم وجود نقود كافية بسبب إرتفاع الأسعار “.


وأشارت إلي أن بعض الأهالي قرروا أن يذهبوا إلي محلات التموين بالمنطقة من اجل استبدال النقاط بكيلودقيق اونصف كيلوسمن أواي من مستلزمات صنع كعك العيد، لكن النقاط في كل الاحوال لن تكفي أبداً .


 «اللمة والصاجات والعجين ليهم فرحة تانية».. بهذه الكلمات بدأت مها عمر حديثها لتروي لنا المزيد عن صناعة الكعك اليدوي وتقول: «زمان كنا ندفع ثمن صاج الكعك في الفرن 10 قروش ولكن اليوم مع ارتفاع الأسعار أصبحنا ندفع 3 جنيهات وأحيانا خمسة جنيهات إلي جانب أن أسعار الدقيق ارتفعت والسمن وكل شيء».


وعن الإقبال علي الأفران البلدي، يقول محمد سويف، صاحب أحد الأفران، والذي يعمل بتلك المهنة منذ 22 سنة: «الإقبال مازال موجودا والأفران البلدي لن تندثر ولكن الجاهز سحب البساط مننا، ولكن زمان كان الأهالي يبدأون منذ يوم 15 رمضان ولكن الآن يأتون إلي الفرن بداية من يوم 25 رمضان ونفس الزبائن الذين كنت أخبز لهم منذ 22 عاما أوأبنائهم أوأحفادهم الآن لأنها عادة».


الحاجة «أم سما « التي تبلغ من العمر 70 عاما، وكانت تجلس فوق كرسي خشبي وأمامها عدد من «صاجات» الكعك، حيث تقوم بنقشه وتشكيل بعض العجين ويفيض وجهها بالابتسامات، تقول «الفرحة ماتبقاش فرحة لومعجناش كعك العيد بإيدينا دي حاجات ورثناها عن أجدادنا وهنورثها لأولادنا لأن هي دي مصر البسيطة الجميلة».


وتضيف : «نحن هنا في مكان شعبي مازال يحتفظ بروايح الزمن الجميل والكثير هنا يقدر أن يشتري كعك جاهز ولكننا مازلنا نتمسك بالعادات الجميلة، و يؤكد وائل عبد النعيم، صاحب أحد الأفران البلدي ويقول : « اعمل هنا منذ كان عمري 8 سنوات، هذا يُعد أقدم أفران « أبوالعلا» من أيام أجدادي، لم تمح من ذكريات العيد «وإحنا صغيرين كنا بنلعب بالكحك اللي بيتبقي، وننقش أسماءنا في صاج لوحده، وكان حتي ليلة الوقفة كل البيوت بتسهر تستني صيجان الكحك تخرج من الفرن»، ذكريات اختفت في زحام «الجاهز « . وتابع : « أسعار التسوية ارتفعت أيضاً، العام الماضي كنت أسوي الصاج بـ 2 جنيه والآن بـ 3 وصاج العيش الفايش اليوم 5 جنيهات لأنه يستغرق وقتا طويلا ، وهذه أقل أسعار في سوق الأفران البلدي» . 


وعلي الجانب الآخر قمنا بجولة في منطقة المهندسين والدقي ومصر الجديدة حيث محلات «اولاد الذوات» لرصد اسعار الكعك المرتفعة التي سخر منها مستخدموالسوشيال ميديا علي الانترنت بسبب ارتفاعها الخيالي.. جولتنا كشفت ان الامر ليس مجرد مزحة اومبالغة ففي احد المحلات بالدقي كان الكعك مجرد علب فيها عدد من «باكتات» مشكلة من كعك وبتيفور وبسكويت ووجدنا اصغر علبة ب ١٧٠٠جنيه اما اكبر علبة ب ٤٣٠٠ جنيه عن سبب ارتفاع السعر بهذا الشكل فاكد لنا مدير المحل ان طعم الكحك مميز واشار الي ان المحل له عملاؤه الذين يقبلون عليه في جميع المناسبات بغض النظر عن ارتفاع الأسعار لأنه «مش في دماغه» اهم حاجه ياكل «كحك نضيف وبطعم مميز»، وفي احد المحلات الأخري وجدنا  سعر العلبة يصل الي  ١٠٠٠ جنيه وذلك المبلغ برره احد العاملين بالمحل ان العلبة «جلد» ، ومن امام تلك المحلات الراقية التقينا محمود لطفي والذي اكد انه علي علم بارتفاع اسعار «كعك العيد» في هذه المحلات ولكنه افاد بأن «الغالي قيمته فيه» .


 أما محلات الحلويات بوسط البلد بين ٦٠ جنيها و٩٠ جنيها لكيلو الكعك والبيتي فور من ٨٥ إلى ١٢٥ والبسكوت من ٥٠ الي  ٨٠،  اما العلبة المجمعة فتبدأ من 450 جنيها وتضم 3 كيلومشكل .

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة