الباحث وليد علي أحمد
الباحث وليد علي أحمد


الباحث وليد علي: تحويل البيوت إلى وحدات إنتاج للقضاء على القمامة

حسنات الحكيم

الخميس، 07 يوليه 2016 - 09:38 ص

تعد المخلفات العضوية من بقايا تحضير الطعام وفوائضه ثروة لا يعرف قيمتها أحد ورغم ذلك يتم التخلص منها داخل صناديق القمامة مما ينتج عنه انتشار الروائح الكريهة وتكاثر الحشرات وانتشار الأوبئة خصوصا في فصل الصيف وتمثل مشكلة كبرى بالنسبة لمنظومة جمع القمامة وفصلها وتدويرها.


 الباحث وليد على أحمد توصل إلى ابتكار «وحدة هضم بيولوجية» يمكنها استخراج وقود عضوي من مخلفات الطعام بالإضافة إلى سماد عضوي يمكن الاستفادة منه ويدر دخلا للأسرة المصرية ويوفر ملايين الجنيهات التي تصرف في منظومة القمامة ولم تؤد للقضاء عليها حتى الآن.. تفاصيل الابتكار الجديد وابتكارات أخرى نتعرف عليها في الحوار التالي.


في البداية حدثنا عن فكرة ابتكارك باختصار؟
الابتكار عبارة عن «وحدة هضم بيولوجية لتدوير المخلفات العضوية» مثل مخلفات المطبخ وبقايا الطعام على شكل خزان يتم تركيبه خارج المطبخ بمسقط العمارة وعن طريق فتحة تسمح بدخول مخلفات المطبخ والطعام إلى داخل الخزان ولا تسمح بخروج الروائح إلى داخل المطبخ يتم استقبال بقايا هذه المخلفات داخل الخزان وتوجد مفرمة مخصوصة للمخلفات إلى قطع صغيرة ودفعها إلى داخل الخزان المجهز بخميرة من بكتيريا من نوع خاص تساعد على تحلل هذه المخلفات بسرعة وينتج عن هذا التفاعل غاز ميثان يمكن الاستفادة منه في البوتاجاز أو تسخين المياه في الشتاء والمخلفات الناتجة عن بقايا الطعام تكون عبارة عن سماد عضوي يتم جمعه وتجفيفه واستخدامه في تسميد المحاصيل الزراعية وهذه الوحدة جزء من منظومة كاملة لجعل البيت المصري بيتا منتجا ويحافظ على البيئة.

 

الفصل من المنبع
 ما مميزات هذا الابتكار؟
يساهم في المساعدة على فصل القمامة من المنبع داخل المنزل وتوفير نفقات فرز ونقل القمامة وأيضا القضاء على ظاهرة النبيشة المنتشرة بشدة في مصر والتي تعوق عمليات تدوير القمامة حيث بالتخلص من المخلفات العضوية داخل المنزل سيتم جعل كل منزل منتجا للغاز والسماد وأيضا للمواد المعاد تدويرها مثل البلاستيك والورق والزجاج وغيرها من المواد وبذلك يساهم الابتكار في زيادة دخل الأسرة ولو بنسبة قليلة لتتحول النفقات التي ينفقها المنزل للتخلص من القمامة إلى دخل يستفيد منه المجتمع بصورة عامة.
 هل قمت بعمل ابتكارات أخرى؟
قمت بتسجيل وتنفيذ ابتكار وحدة «تدوير مياه الصرف» بعد معالجتها بالمنزل واستخدامها في ملء صناديق الطرد والزراعة لحل مشكلة نقص المياه وبالذات في القرى الريفية التي تعانى من تلوث مياه الشرب الجوفية بمياه الصرف الصحي وأيضا تلوث الترع التي يتم ري المحاصيل الزراعية منها بمياه الصرف الصحي حيث لا توجد شبكة صرف صحي في كثير من القرى وأكثر من 60% من المياه العذبة تذهب إلى المجارى دون الاستفادة منها وهذا يعني: أن 60% من القيمة الاستثمارية للبنية التحتية لتنقية وتحلية المياه والصرف الصحي للدولة والمقدرة بمئات المليارات وتريليونات الدولارات يتم انفاقها بدون جدوى، كما تشكل هذه النسبة ضغطاً هائلاً على الشبكات، فتعانى من التسريب الذي قد يصل إلى 30% من سعة تلك الشبكات على النحو الحادث في مصر مما يدفع إلى زيادة الإنتاج بنسبة 30% لتعويض الفاقد من التسريب ويتكلف متر المياه المنقاة في مصر 2.5 جنيه وتقوم الدولة بدعمه بقيمة 1.4 جنيه، وهو ما يعنى دعما مقداره 14 مليار جنيه لإنتاج 10 مليار متر مكعب من المياه المنقاة، وتبلغ التكلفة الاستثمارية للبنية التحتية لمحطات معالجة وضخ مياه الشرب 1400 جنيه لكل متر مربع ومثلها للصرف الصحي، وهو ما يعنى استثمارات فى مجال البنية التحتية تتجاوز الـ 100 مليار جنيه لا يستفاد منها إلا بمقدار 40 مليار جنيه.

 كيف يساهم هذا المشروع في الحد من هدر المياه؟

قمت بإعداد نظام يشتمل في مكوناته على عدة اختراعات متكاملة بما يحقق وفرة في الاستهلاك تقدر بـ60% وتعيد تدوير باقي الـ40% الأخرى وتم وضع آلية بسيطة لتحقيق تلك الأهداف بشراكة مجتمعية بين الدولة ممثلة في الجهات.
المعنية بالصرف الصحي والمياه وأفراد المجتمع المدني ومؤسساته بنظام يمكن تطبيقه في جميع دول العالم بلا استثناء. وذلك من اجل تخفيف الضغط على شبكات الصرف الصحي بنسبة تصل إلى 80% بتحويل المياه الرمادية إلى مياه خضراء بإعادة تدويرها واستخدامها في عمليات التشجير والبناء وغسيل السيارات ونظافة وترطيب الشوارع وجميعها عمليات تعتمد على البخر، وبما يحقق قدرات فائقة لمحطات الصرف الحالية، تمكنها من القيام بوظائفها وخدمة 4 أضعاف السكان الحاليين، ودون الحاجة إلى التوسع في البنية التحتية، وهو ما يوفر أكثر من 5 مليارات جنيه سنوياً للتوسع في البنية التحتية للصرف الصحي ليواكب الزيادة السكانية السنوية، فضلاً عما يوفره النظام من توفير الخدمة للمناطق والقرى المحرومة.
ويؤدى تخفيف الضغط على الشبكات إلى وقف التسريب في المياه العذبة والصرف الصحي والتي تتجاوز 30% في بعض البلاد، بتجاوز للنسبة العالمية المقررة والتي لا تتعدى نسبة 10%، وبما يعنى الحفاظ على صحة الإنسان بإيقاف مخاطر تلوث المياه الجوفية بالصرف الصحي، والتقليل من حده وخطورة المياه الجوفية على القرى والمناطق العمرانية المختلفة ومنع اختلاط المياه الرمادية بفضلات الإنسان، مما يقلل من جهد وتكاليف المعالجة.
آلية التطبيق
ما آلية التطبيق في هذا المشروع ؟

تحويل تصريف مياه الاستحمام والغسيل إلى خزان اسبليت يتم تركيبه خارج الحمام لكل شقة حيث يتم فلترة المياه والشوائب، لإعادة توزيعها على السيفون وتجميع المياه التي تصب في أحواض الاغتسال (بانيو) ومغاسل اليد والبالوعات الأرضية فى خزان سعة 60 لتر خاص من الفيبر جلاس بعد مرورها مجتمعة فى ماسورة منفصلة. وضخ المياه من خزان التجميع إلى وحدة المعالجة عبر مضخة وترويق وتصفية المياه من خلال مرورها عبر وحدة المعالجة التى تتكون من فلتر مكون من جزءين: فلتر رملى وذلك لإزالة الشوائب الصلبة كالأتربة والغبار والمواد الصابونية وفلتر كربونى وذلك لإزالة الرائحة واللون من المياه (من خصائص هذا الفلتر أيضا إزالة المواد العضوية). والضخ إلى خزان احتياطي مزود ببالونة هواء سعة 20 لتر للمياه المعالجة ومنها إلى خزانات الطرد الصحي (السيفونات).

ما حجم الوفر المادي الذي يحققه هذا النظام إذا تم تعميمه؟

توفير 8.4 مليار جنيه قيمة الدعم لإنتاج 6 مليار م3 من المياه سنوياً. وتحقيق إيرادات إضافية تقدر بـ 14.4 مليار جنيه من بيع المياه الموفرة، إذا ما تم بيعها بسعر 240 قرشا للمتر المربع. وتحصيل 8.4 مليار جنيه كرسوم نظير الخدمة المقدمة من بنك التوفير، وهى نفس القيمة التي سيتم تخفيضها من الاستهلاك، مما يعنى عدم تحميل المواطن أى رسوم نظير الخدمة حيث سيدفع نفس القيمة التى كان يدفعها قبل تطبيق النظام. وإذا كان استهلاك الصرف الصحي يقدر بنسبة 25% من قيمة استهلاك المياه فإن بنك التوفير المائي سيوفر مبالغ إضافية يمكن تحصيلها نظير تقديم الخدمة وهى 3.6 مليار جنيه رسوما عن تصريف 6 مليار متر مكعب تم توفيرها وبيعها لمناطق جديدة. و2.1 مليار جنيه كقيمة ثابتة للرسوم المحصلة من المستهلكين على الرغم من خفض الاستهلاك وذلك نظير الخدمة. وانخفاض نسبة المياه الجوفية في القرى الناتجة عن التسرب والرشح في الصرف الصحي والمياه.

هل حصلت على براءة اختراع عن أي من هذه الابتكارات؟
قمت بتسجيل براءة اختراع عن هذا الابتكار، كما حصلت على براءات اختراع أخرى في تدوير مياه الصرف داخل المنزل وترشيد مياه الوضوء وتدوير المياه بالمقاهي وإعادة استخدامها في عمليات الغسيل وأيضا قمت بتسجيل براءة اختراع فى الاستفادة من حركة ووزن السيارات لإنتاج كميات هائلة من الكهرباء عن طريق الضغط الهيدروليكى والهواء المضغوط.

 الصعوبات والعوائق آفة البحث العلمي فئ مصر.. فماذا كان نصيبك منها؟

واجهتني صعوبة فى تصنيع النموذج الأولى في مصر حيث لا يوجد مكان محدد يمكن الاستعانة به لتصنيع النماذج لذلك كان علينا تصنيع كل جزء من الوحدة بأنفسنا وتجربته ثم الانتقال الى الجزء الاخر وهكذا حتى يكتمل تصنيع الابتكار ووضعه تحت التجارب وأخذ القياسات وتسجيلها والتعديل إذا لزم الأمر أو إعادة بناء الابتكار من البداية إذا ظهرت مشكلة يصعب حلها وهذا يكلفنا الكثير من الوقت والجهد والمال.

جوائز كثيرة

ما الجوائز التي حصلت عليها؟

حصلت على جوائز كثيرة وشهادات تقدير منها الميدالية الذهبية ودرع المؤتمر في مسابقة مصر تخترع الدولية عام 2015 وشهادة تقدير والميدالية الذهبية عن المشاركة في معرض الباسل بسوريا وشهادة تقدير من محافظة الشرقية وأخرى من مسابقة ومعرض القاهرة تبتكر بقصر البارون وثالثة من حزب الوفد ورابعة من النقابة العامة للصحافة والطباعة والإعلام بمدينة الإنتاج الإعلامي.

 بماذا تحلم للمستقبل؟

أحلم ان ترى ابتكاراتي النور وان يستفيد بها وطني وان نسبق العالم كما كنا من قبل وان يكون لي دور ولو صغير في رفع اسم مصر فوق كل العالم.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة