الجمعة، 08 يوليه 2016 - 04:50 م

من صفحة “النهاردة أجازة” بجريدة أخبار اليوم 2

ﻣﻦ ﻳﺰور اﻟﺼﲔ ﻷول ﻣﺮة ﻳﻈﻦ أﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺠﺪ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻟﻘﺪﻣﻪ ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﺰﺣﺎم وﻳﻌﺘﻘﺪ اﻧﻪ ﺳﻴﻨﺤﺸﺮ وﺳﻂ اﻟﻨﺎس ﺣﺸﺮا ورﺑﻤﺎ ﻳﻌﺬر ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﺼﲔ إذا ﻓﺸﻠﺖ ﻓﻰ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺷﻮارع وﺑﻴﻮت ﺗﺘﺴﻊ ﻟﻬﺬه اﻹﻋﺪاد اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺎن.. ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﺮ اﻟﺘﻰ ﺗﺨﺘﻨﻖ ﻣﻦ اﻟﺰﺣﺎم ﻻﻳﺘﺠﺎوز ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ٠٩ ﻣﻠﻴﻮن ﻧﺴﻤﺔ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻜﻮن ﺣﺎل اﻟﺼﲔ اﻟﺘﻰ ﻳﺘﺠﺎوز ﻋﺪدﻫﺎ ٠٠٣١ ﻣﻠﻴﻮن ﻧﺴﻤﺔ ﻳﺼﺤﻮن ﻛﻞ ﻳﻮم ﻳﻄﻠﺒﻮن ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻄﻌﺎم واﻟﺸﺮاب واﻟﻜﺴﺎء.

وﻟﻜﻦ اﳌﻔﺎﺟﺄة اﻟﺘﻰ ﻟﺠﻤﺘﻨﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ وﺻﻠﺖ إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ »ﺷﻴﺎﻣﲔ« اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ اﳌﻄﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﺤﺮ اﻟﻴﺎﺑﺎن أﻧﻨﻰ ﻛﻨﺖ أﺑﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻨﺎس وأﺗﻌﺠﺐ ﻣﻦ اﻟﺸﻮارع اﻟﺨﺎﻟﻴﺔ واﳌﺴﺎﺣﺎت اﻟﻮاﺳﻌﺔ ﺑﲔ اﻟﻌﻤﺎرات واﻟﺤﺪاﺋﻖ اﻟﺘﻰ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺑﺸﺮو اﳌﺤﺎل واﳌﻮﻻت اﻟﺘﻰ ﺗﻌﺎﻧﻰ ﻣﻦ ﻗﻠﺔ اﻟﺮواد وﻗﻠﺖ ﻓﻰ ﻧﻔﺴﻰ ﻻﺑﺪ أن »رﺟﺎﻟﺔ« اﻟﺒﻠﺪ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻓﻰ اﳌﺼﺎﻧﻊ واﻟﺤﻘﻮل وﺗﺮﻛﻮا وراءﻫﻢ اﻟﻨﺴﺎء واﻻﻃﻔﺎل ﻓﻰ اﻟﺒﻴﻮت واﻷﺳﻮاق.. وﻟﻜﻦ ﺣﺘﻰ اﳌﻮﻻت ﻓﺎرﻏﺔ واﻟﺴﻴﺎرات ﻓﻰ اﻟﺸﻮارع ﻗﻠﻴﻠﺔ واﻻﺷﺎرات ﻣﺤﺪودة ﻟﺪرﺟﺔ أﻧــﻰ ﺗﺴﺎءﻟﺖ »اﻳـــﻦ اﻟﺸﻌﺐ« وﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﺳﺮ إﺧﺘﻔﺎء اﻟﺼﻴﻨﲔ وﻫﻞ

ﺧﺮﺟﻮا ﻣﻦ اﳌــﺪن ﻟﻴﻔﺴﺤﻮا ﻃﺮﻗﺎت »ﺷﻴﺎﻣﲔ« وﻓﻨﺎدﻗﻬﺎ ﻟـــﺰوار ﻣﻌﺮض اﻟﺮﺧﺎم واﻟﺠﺮاﻧﻴﺖ اﻷﻛﺒﺮ ﻓﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺬى ﺗﺤﺘﻀﻨﻪ اﳌﺪﻳﻨﺔ واﺗﺸﺎرك ﻓﻴﻪ ٠٠٠٢ ﺷﺮﻛﺔ ﻋﺎﳌﻴﺔ ﻣﻦ ٥٤١ دوﻟﺔ وﻳﺰوره ﺣﻮاﻟﻰ ٠٥١ اﻟﻒ زاﺋﺮ وﻳﻘﺎم ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺔ ٠٥٢ اﻟﻒ ﻣﺘﺮ ﻣﺮﺑﻊ ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻪ أﻛﺒﺮ

ﻣﻌﺮض ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻪ ﻓﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺷﺎرﻛﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﺼﺮ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم ﺑـ٥٣ ﺷﺮﻛﺔ اﳌﻬﻢ أﻧﻨﻰ ﻋﺮﻓﺖ إﺟﺎﺑﺔ اﻟﺴﺆال ﺑﺸﺄن اﻟﺴﻜﺎن ووﺟﺪﺗﻬﺎ ﺑﺴﻴﻄﺔ وﻣﻨﻄﻘﻴﻪ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ.. ﻓﻤﺴﺎﺣﺔ اﻟﺼﲔ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ ﺑﻌﺸﺮ ﻣﺮات واﻟﺴﻜﺎن ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻢ ﺗﻮزﻳﻌﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﺎدﻟﺔ وﻣﺘﻮازﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ

واﻟﺴﻬﻠﻴﺔ واﻟﺠﺒﻠﻴﺔ واﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ ﻓﻼ ﻳﻜﺎد ﻳﻤﻀﻰ ٠٠١ ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ ﻋﻠﻰ أى ﻃﺮﻳﻖ إﻻ وﺗﺠﺪ ﺗﺠﻤﻊ ﺳﻜﺎﻧﻴﺎ ﺻﻨﺎﻋﻴﺎ أو ﺣﺮﻓﻴﺎ. ﻓﺈذا ﻋﺮﻓﺖ أن اﻟﺰﺣﺎم اﻟﺬى ﻳﺼﻨﻌﻪ ٠٩ ﻣﻠﻴﻮن ﻣﺼﺮى ﻧﺎﺗﺞ ﻋﻦ أن اﳌﺼﺮﻳﲔ ﻳﺘﻜﺪﺳﻮن ﻓﻰ ٨٪ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻘﺪ ﻧﺠﺤﺖ اﻟﺼﲔ ﻓﻰ ﺣﻞ ﻫﺬه اﳌﺸﻜﻠﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ وزﻋﺖ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ اﻟـ٠٠٣١ ﻣﻠﻴﻮن ﻋﻠﻰ ٠٠١٪ ﻣﻦ اﳌﺴﺎﺣﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺘﺠﻤﻌﺎت اﳌﺘﺨﺼﺼﺔ وﻟﻜﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﺸﺎﻃﻪ، اﻻﻗﺘﺼﺎدى اﳌﺴﺘﻘﻞ ﻓﻠﻢ ﻳﺼﺒﺢ ﻏﺮﻳﺒﺎ ان ﺗﺠﺪ ﻣﺪﻧﺎ واﺳﻌﺔ وﻗﻠﻴﻠﺔ اﻟﺴﻜﺎن ﻣﺜﻞ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ »ﺷﻴﺎﻣﲔ« اﻟﺘﻰ ﺑﺪا ﻟﻰ أﻧﻬﺎ أرﺑﻌﺔ أﺿﻌﺎف ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ اﻟﺤﺎﻟﻴﲔ دون أن ﺗﻌﺎﻧﻰ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺗﻜﺪس أو زﺣـﺎم.. ورﻏﻢ ان اﻟﺤﻞ ﻣﻮﺟﻮد ﻛﻔﻜﺮة إﻻ أﻧﻨﺎ ﻓﻰ ﻣﺼﺮ ﻟﻢ ﻧﻨﺠﺢ ﺣﺘﻰ اﻵن ﻓﻰ إﻗﺎﻣﺔ ﻣﺪن ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ ﻓﻰ ﻗﻠﺐ اﻟﺼﺤﺮاء ﺗﻤﺘﺺ اﻟﺰﻳﺎدات اﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ وﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺜﺮوات اﳌﻌﺪﻧﻴﺔ اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ اﻟﺘﻰ ﺗﺰﺧﺮ ﺑﻬﺎ ﺑﻼدﻧﺎ.. وﺑﻘﻰ اﻟﺤﺎل ﻋﻨﺪﻧﺎ.. ﻧﺴﺎﻓﺮ إﻟﻰ ﻛﻞ اﻟﺒﻼد وﻟﻜﻦ ﻧﻌﻮد ﻣﺜﻞ اﳌﻐﻨﺎﻃﻴﺲ ﻟﻨﻘﻀﻰ ﺑﻘﻴﺔ أﻋﻤﺎرﻧﺎ ﻓﻰ ﻣﺴﻘﻂ رأﺳﻨﺎ.