مظاهر القبـــــــح تحاصر «قاهرة المعز»
مظاهر القبـــــــح تحاصر «قاهرة المعز»


مظاهر القبـــــــح تحاصر «قاهرة المعز»

مخلص عبدالحي- إسلام الراجحي

السبت، 09 يوليه 2016 - 03:36 م

مظاهر القبـــــــح تحاصر «قاهرة المعز»

عاصمة أي دولة هي عنوان لها تود إبرازه وتقديمه للعالم، وإذا كانت القاهرة تفاخر عواصم العالم كله بتاريخها القديم والحديث، فإن مستوى النظافة فيها لا يبدو على المستوى المطلوب الذي نفخر به، فالكثير من أحياء القاهرة تعانى من تراكم القمامة والمخلفات، وتنتشر مظاهر القبح حتى في الأحياء السياحية والتاريخية في المدينة التي يتطلع الملايين من كل أنحاء العالم لزيارتها والتعرف على تاريخها.

الشكاوى من وجود مخلفات أصبحت صداعا يوميا في رأس سكان العاصمة التي كانت يوما ما أجمل وأنظف عواصم العالم، فإذا بشوارعها تتحول إلى دليل حي على الإهمال وانتشار المخلفات في كل مكان.

 بدأنا جولتنا من بعض المناطق الأثرية بالقاهرة فبدلا من استغلال هذه المناطق الأثرية اقتصاديا كمزارات سياحية نرمى فيها قمامتنا لتتحول مع مرور الوقت إلى تلال من القمامة.. ففي القاهرة التاريخية خاصة في مناطق  السيدة عائشة والتونسي والاباجية ومنشأة ناصر تحولت كل هذه المناطق إلى أوكار للقمامة  والمساجد التاريخية العتيقة، والأضرحة والاسبلة التي يفوح منها عبق التاريخ، شوهتها القمامة التى حاصرتها من كل مكان .. وأصبحت أوكارا للكلاب الضالة والبلطجية، بل أصبحت مقلباً لتجمع القمامة.

وتحولت منطقة قايتباى بمساجدها المميزة إلى مناطق موبوءة بالقمامة ويشكو عم حسن احد سكان المنطقة من تراكم القمامة بشكل بشع داخل المساجد الأثرية، حتى امتلأت  بالقمامة عن آخرها ووصلت إلى الخارج، وتزاحمت فوقها الكلاب والقطط الضالة والحشرات، وأصيب أطفالنا بالأمراض بسبب هذه الروائح الكريهة، وابلغنا الحي ومسئولي الآثار أكثر من مرة لإزالة هذه القمامة، ولكن لا حياة لمن تنادي، مضيفا ان بلطجية المنطقة ينشطون أثناء الليل ويستغلون عدم وجود امن ويدخلون إلي المسجد، ويفعلون به كل ما يخالف القانون.

وفى منطقة السيدة زينب منطقة المدابغ تحولت فيها الشوارع إلى قنوات صغيرة من مياه الصرف الصحي والقمامة منتشرة في كل مكان  الروائح الكريهة هي السمة المميزة للمنطقة وتنتشر في كل مكان فضلات الجلود والشعر والغراء، ومخلفات الصباغة محمولة على عربات كارو.

 وفى المطرية طفحت صناديق القمامة حتى طرحت ما بجوفها إلى الخارج ليكون الناتج تراكم أكوام وتلال من الزبالة والقمامة، وكما يقول حسين عبد الرحمن - صاحب محل أن القمامة في كل مكان وتضيف شادية عبد السلام من سكان المطرية أنها تدفع ثمن جمع القمامة مرتين، حيث يتم تحصيلها شهريا على إيصال الكهرباء نظير قيام عمال شركات النظافة بجمع القمامة، كما يتم تحصيل 10جنيهات فى نفس الشهر لعامل القمامة الذي يتعامل معه الأهالي بعد تقاعس شركات النظافة في أداء واجبها.

وفى شبرا الخيمة التي تنتمي إداريا إلى القاهرة الكبرى توجد كميات كبيرة من القمامة التي يتم حرقها فى الميادين العامة والشوارع الرئيسية  مما يشوه المظهر ويسبب الأمراض للأطفال والسكان فضلا عن تلف الأشجار وانتشار سحب الدخان الكثيف الذي يغطى السماء ولا عزاء للمسئولين بالحي وفى الشارع الجديد بشبرا الخيمة يمتلئ الشارع بكميات من القمامة تشوه المظهر العام وتتسبب في انتشار الحشرات والآفات الضارة التى تجلب الأمراض والأوبئة.

وهناك ظاهرة جديدة بمنطقة المنشية الجديدة بشبرا الخيمة حيث انتشرت عربات الكارو التى تجمع القمامة من المنازل بجنيهين للكيس الواحد رغم تعاقد حى غرب شبرا الخيمة مع إحدى الشركات الخاصة لرفع القمامة من الشوارع.

ويشير  يوسف فرحات من سكان شبرا الخيمة أن جميع اهالى المنطقة يصرخون من المعاناة التى يعيشون فيها بسبب رائحة القمامة التى تحاصر منازلهم ليل نهار مشيراً إلى أنه يجب على المسئولين أن يهتموا بنظافة الشوارع والبيوت ويحاولون حل مشكلة القمامة التى اصبحت مزمنة.

وفى حى شرق شبرا الخيمة أصبحت القمامة  جزءا من الحياة اليومية لسكان هذا الحى الذى بات يعانى من تقاعس الاجهزة المحلية، والتى فشلت فشلا ذريعا فى اختبار القمامة، رغم ماتبذله من جهود يومية لرفع المخلفات، فاختفت صناديق القمامة من الشوارع، وتحولت الجزيرة الوسطى بشارع ١٥ مايو على بعد خطوات من مقر حى شبرا الخيمة الى مقلب القمامة، وتكتفى اجهزة الحى برفع القمامة من الشارع العمومى فقط بينما تغرق الشوارع الجانبية ومنها شوارع كبيرة مثل شارع الشعراوى وشارع ترعة الشابورى فى القمامة التى تتراكم لعدة أيام حتى تغلق الطريق وتتصاعد منها الحشرات والروائح الكريهة، فلا يجد المواطنون سوى استئجار عمال على نفقتهم الخاصة لرفع تلك المخلفات لانقاذ انفسهم واطفالهم من هذا الوباء.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة