كشف حساب

الغشاشون

عاطف زيدان

السبت، 09 يوليه 2016 - 04:31 م

 

لايمكن فصل ظاهرة الغش في الثانوية العامة، وغيرها من الشهادات الدراسية، عن ظاهرة الغش بشكل عام في التعامل بين الأفراد وبعضهم البعض، والتعامل بين الأفراد وأجهزة الحكومة ومعظم مؤسسات القطاع الخاص من مطاعم وورش وشركات صيانة وتجارة وخدمات، بل لايمكن فصل كل ذلك عن ظاهرة التردي الأخلاقي، في مختلف جوانب الحياة، وغياب المعيار الشرعي لدي البعض في تحديد الحرام والحلال.
لايمكن تعليق هذا الانهيار السلوكي، علي شماعة الفقر والحاجة، والدليل علي ذلك ان محتويات اي بيت مصري من الأجهزة الكهربائية، ومعدل استهلاكه من خدمات الكهرباء والمياه والطعام والشراب والدواء، في الوقت الراهن، أفضل بكثير، مقارنة بالأوضاع في كل العهود السابقة منذ عهد عبد الناصر مرورا بالسادات ومبارك.
اذا سلمنا بذلك، ولااشك أن كل من عايش تلك العهود يؤيدني في رأيي. فماهي أسباب انتشار الغش والكذب والتدليس والنصب وغيرها من الظواهر المخزية في بلادنا ؟
القضية شديدة الخطورة. ونتحمل جميعا مسئولية علاجها، وفي مقدمتها، أجهزة الدولة الرسمية، من مؤسسات تعليمية ودعوية واعلامية وأمنية وقضائية، بهدف اعلاء مبادئ العدالة وسيادة القانون وقيم الصدق والاخلاص وحسن التعامل مع الآخرين ومراعاة الله في السر والعلن.
أصبحنا في حاجة ماسة إلي الالتزام بالتعاليم السماوية الراقية التي تسمو بالنفس والروح، وتعظم الشعور بالرضا، وتكبح جماح التطلعات المادية التي لايتورع البعض عن اهدار كل القيم النبيلة لتحقيقها، مع الضرب بيد من حديد لكل ظالم فاسد غشاش. حينئذ ستعود مصر الحلوة التي نفتقدها جميعا

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة