نبض قلم

استنساخ العم مجدي

حازم بدر

السبت، 09 يوليه 2016 - 04:43 م

 

هل فكرت أن ترسم من خلال عملك بسمة علي الوجوه؟.. هل فكرت وأنت تؤدي عملك علي أكمل وجه، أنك تفجر بذلك طاقة من الأمل، مهما كان عملك هذا صغيرا.
قد يبدو الكلام « مثاليا» بالنسبة للكثيرين، وقد يقول قائل، مللنا مثل هذا الكلام، ولكني عايشته واقعا عمليا من خلال نموذج إيجابي لأحد الموظفين، الذي أتمني لو أننا نجحنا في استنساخ أخلاقه وسلوكه، لكي تكون هي الأساس، وما دونها استثناء.
ففي بيئة المصالح الحكومية، يكون تجاوب الموظف مع أي سؤال يطرح عليه من أحد المواطنين، إما بترحيلك لموظف آخر، حتي لو كان بامكانه المساعدة، أو أنه يتجاوب معك علي مضض، بطريقة تجعلك تلعن الظروف التي جعلتك تقف أمامه.
ولكن العم مجدي، وهذا هو اسم الموظف الذي ما زلت أتذكره، رغم مرور ثلاثة أشهر علي لقائي به، كان له طريقة أخري، وهي مد يد العون لكل من يسأل، تلك الطريقة الطبيعية التي ينبغي أن تسود في مصالحنا الحكومية.
والمفارقة التي قد تدهشك، أن هذا الرجل لديه صعوبات في السمع، ويجتهد كي يسمع منك ما تريد، ليتجاوب مع طلبك بكل حماس ونشاط، ليشعرك من فرط حماسه ونشاطه أنه يؤدي خدمة لأحد أقاربه أو صديق له.
ويعمل هذا الرجل في أحد المحاكم، وبيئة المحاكم لمن يتردد عليها، هي في حد ذاتها باعثة علي الاكتئاب، لذلك كانت مهمة الذهاب إلي هناك لقضاء مصلحة، ثقيلة علي الأرجل، دافعة للتأجيل يوما بعد آخر، ولكن هذا الرجل منحني حينها طاقة من الأمل، دفعتني لأن أقبل رأسه، متمنيا أن تنتشر عدوي سلوكه في كل مصالحنا الحكومية.
قد يسأل سائل، ولماذا تذكرت الكتابة عن هذا الرجل بعد ثلاثة أشهر؟.. والإجابة أن صورته قفزت إلي ذهني، بينما كنت أتردد قبل أيام علي أحد المصارف، حيث كان الموظف يجلس في مكتبه المكيف، ولكنه تجاوب مع استفساري بالطريقة التي تجعلك تلعن الظروف التي جعلتك تقف أمامه.
حينها قلت: « يا ليتنا نستطيع استنساخ أخلاق وسلوك العم مجدي».

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة