محمد حسن علي
محمد حسن علي


طالب يبتكر خلايا شمسية بالأشعة تحت الحمراء تعمل ليلاً ونهاراً

حسنات الحكيم

الأحد، 10 يوليه 2016 - 03:11 ص

 

منذ سنوات بدأ الإنسان البحث عن طاقة بديلة للنفط والغاز بعد أن كشفت الدراسات والأبحاث أنهما سينضبان خلال أقل من قرن، وكانت الطاقة الشمسية هى البديل الآمن والأكثر صداقة للبيئة كما أن مصدرها وهو الشمس دائم بدوام الحياة، خاصة فى منطقة الشرق الأوسط ومنها مصر التى تسطع شمسها طوال العام، ولكن واجهت الطاقة الجديدة بعض العقبات كارتفاع التكلفة وثقافة المجتمع التى تخشى «التغيير» إضافة إلى عمل الخلايا فترة سطوع الشمس واعتمادها بالليل على الطاقة المختزنة.
محمد حسن علي الطالب بكلية الهندسة جامعة بنى سويف استطاع ابتكار خلايا للطاقة الشمسية تتفادى تلك العقبات فهى رخيصة الثمن وتعمل بالليل بنفس كفاءة عملها بالنهار كما تنتج كمية أكبر من الطاقة بسبب اعتمادها على الأشعة تحت الحمراء فى عملها.. محمد تحدث عن ابتكاراته العديدة فى الحوار التالي..

> بداية.. فيمَ يختلف ابتكارك عن الخلايا الشمسية المتعارف عليها؟

مشروعى عبارة عن نوع جديد من الخلايا الشمسية يستطيع امتصاص الأشعة تحت الحمراء، والجديد فى هذا الابتكار هواستخدام الأشعة تحت الحمراء فى إنتاج الطاقة الكهربية عن طريق الخلايا الشمسية وبكميات اكبر من السابق وبذلك تستطيع تلك الخلية الشمسية العمل أثناء الليل بنفس كفاءة عملها أثناء فترة النهار وبذلك تعمل طوال اليوم وبنفس الكفاءة وتتكون تلك الخلية الشمسية من خمس طبقات سمكها ٢٠٠ نانومتر ومصنوعة من مواد رخيصة صديقة للبيئة ويتكلف تصنيع اللوح الشمسى من تلك الخلايا حوالى ألف جنيه فقط أى انه ارخص من الخلايا الشمسية الموجودة حاليا بكثير.

مواد رخيصة

> وما المميزات التى تميز هذا المشروع عن غيره؟

من مميزات هذا المشروع تقليل تكلفة الخلايا الشمسية عن طريق استخدام مواد رخيصة صديقة للبيئة فى تصنيع الخلايا الشمسية والاستغناء عن البطاريات المستخدمة فى تخزين الطاقة الكهربية وزيادة كفاءة الخلايا الشمسية الى ضعف الخلايا الشمسية السليكونية الموجودة حاليا وهذا المشروع يمكن ان يساعد الدولة على توفير الطاقة الكهربية واستخدام الطاقة المتجددة الصديقة للبيئة فى توليد الطاقة الكهربية عن طريق تركيب تلك الخلايا الشمسية على أسطح المنشآت العامة والخاصة.

> متى بدأت فى تنفيذ فكرتك؟ ومن أبرز من وقفوا بجانبك؟

بدأت هذا المشروع منذ ثلاث سنوات عندما كنت طالبا فى الصف الثالث الثانوى بمدرسة النيل بمحافظة بنى سويف وقد كنت اعمل على مشروعى فى مركز التطوير التكنولوجى وذلك مع العديد من الطلاب الذين كانوا يستعدون للمشاركة فى مسابقة انتل ايسف وقد ساعدنا مركز التطوير التكنولوجى بتقديم الدعم الأكاديمى والفنى كما ساعدنى مشرفى الاستاذ بدر محمود على الانتهاء من مشروعى وساعدنى دكاترة جامعة بنى سويف فى تقديم الدعم الفنى وذلك بعد دخولى الجامعة كما ساعدنى بعض الدكاترة من جامعات خارج مصر وذلك حين استفسرت منهم عن بعض المعلومات التى كنت احتاجها عن طريق مراسلتهم بالايميل.

> يحرص المبتكرون على تسجيل براءة اختراع للحفاظ على حقوقهم الفكرية.. فهل حصلت على براءة اختراع ؟

لقد تقدمت منذ عام الى أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا للحصول على براءة اختراع لحماية اختراعى ولكن حتى الآن لم احصل عليها لان براءة الاختراع فى مصر تستغرق وقتا طويلا جدا على الأقل خمس سنوات وهذا من سلبيات التعامل مع البحث العلمى فى مصر.

صعوبات

> ما الصعوبات التى واجهتك أثناء تنفيذ هذا الابتكار؟

لقد واجهت العديد من الصعاب فى الاشتراك فى المعارض الدولية وذلك بسبب تكاليف تذاكر الطيران والإقامة وغيرها كما واجهتنى العديد من الصعوبات فى الحصول على المعلومات والدعم الفنى وأثناء عمل تجارب مشروعى داخل المعامل فى جامعة بنى سويف وذلك لان تلك المعامل غير مصرح للطلاب بالعمل بها على مشاريعهم وأيضا كان هناك العديد من الدكاترة الذين يقولون ان مشروعى خطأ ورفضوا مساعدتى فى تقديم المعلومات لى إلا انه مع مرور الوقت ومساعدة بعض الدكاترة الآخرين استطعت ان اثبت لهم ان فكرة مشروعى صحيحة.. وأيضا من الصعوبات التى واجهتنى أيضا عدم توافر المواد الكيميائية التى احتاجها داخل المعمل لإجراء الأبحاث وعدم توفير أى دعم مالى من اجل عمل التجارب وكنت انفق عليها من اموالى الخاصة.

> حدثنا عن المسابقات التى شاركت بها والجوائز التى حصلت عليها..

اشتركت فى العديد من المسابقات المقامة على مستوى الجمهورية وكانت أول مسابقة اشتركت بها هى مسابقه انتل ايسف وقد حصلت على جائزة خاصة فى تلك المسابقة فى مجال هندسة الكهرباء وتم تكريمى من مدرستى وتكريمى من محافظ بنى سويف السابق واشتركت ايضا فى مسابقة المخترع الصغير وحصلت على المركز الثالث على مستوى الجمهورية وتم تكريمى من وزير التربية والتعليم السابق وتم تكريمى أيضا من محافظ بنى سويف السابق كما اشتركت فى مسابقة Ieee المقامة فى أسوان وحصلت على المركز الثانى واشتركت فى مسابقة جامعة المنصورة للأبحاث والابتكارات وحصلت على المركز الأول فى مجال العلوم التطبيقية.

السلة «الذكية»
> هل لديك ابتكارات أخرى؟

قمت بعمل ابتكارات اخرى كثيرة مثل ابتكار السلة الذكية وهى عبارة عن سلة مهملات حجمها حوالى واحد متر مكعب وتستخدم فى المنازل وتستطيع تلك السلة انتاج غاز الميثان الذى يستخدم كبديل للغاز الطبيعى واسطوانات البوتاجاز وذلك عن طريق القاء بواقى الطعام وبواقى النباتات مثل عصى نبات الملوخية فى تلك السلة وتقوم تلك السلة بانتاج الغاز بكفاءة كبيرة عن طريق بعض البكتريا التى تتغذى على بواقى الاطعمة وتكون اول مرحلة داخل هذه السلة هى فرم بواقى الطعام الى قطع صغيرة جدا ثم تقوم السلة بتسخين بواقى الطعام لدرجة حرارة معينة حتى يتم تنشيط البكتريا وتقوم بانتاج غاز الميثان ويتم توصيل هذه السلة بالبوتاجاز بدلا من الغاز الطبيعى اواسطوانة البوتاجاز وتعمل هذه السلة بالطاقة الكهربية المنتجة من الخلايا الشمسية.
> وما مميزات هذه السلة؟
من مميزات هذه السلة التخلص من بواقى الطعام بصورة مفيدة وانتاج طاقة بديلة للغاز الطبيعى وتحسين انتاجية غاز الميثان كما انها غير مكلفة حيث تكون تكلفتها حوالى ١٢٠٠ جنيه ومازلت اقوم بعمل المزيد من التجارب على هذا المشروع للوصول الى الجودة المطلوبة وانتاج منتج نهائى سيتم بيعه قريبا للمواطنين وايضا اقوم الآن بعمل تجارب من اجل عمل وحدات انتاج غاز تعتمد فى انتاجها على مخلفات المصانع حتى تقوم المصانع بالتخلص من تلك المخلفات بصورة مفيدة ويتم بذلك المحافظة على البيئة
ولقد قدمت اوراق المشروع للحصول ايضا على براءة اختراع واتمنى من الدولة تطبيق هذا الابتكار الذى سيوفر كمية كبيرة من الغاز الطبيعى المستهلك داخل المنازل.

 

نافذة الأمل
> ما رؤيتك لمستقبل البحث العلمى فى مصر؟

البحث العلمى هونافذة الأمل الوحيدة لخروج مصر من مشاكلها على كافة المستويات فمصر تمتلك الموارد البشرية والعقول المبتكرة التى تستطيع تنميتها والاستفادة منها فى كافة المجالات ولكن إذا أتيحت لها الفرصة الحقيقية.. والوسائل التى يمكن من خلالها دعم البحث العلمى فى مصر كثيرة ومتعددة، فيجب أولا إعطاء مزيد من الاهتمام والتشجيع لشباب الباحثين لأنهم الأصل والأساس فى البحث العلمى، وبدون وجود العقول المبتكرة لن يكون للبحث العلمى أى مستقبل حتى لوتوافرت جميع الامكانات الأخرى، الأمر الاخر هوتوفير الامكانات المادية والعلمية التى تساعد هذه العقول على تنفيذ أفكارها وأبحاثها وتحويلها الى واقع علمى يخدم التنمية فى مصر، ومد المعامل فى جميع الكليات العلمية ومراكز البحث العلمى بأحدث الاجهزة، كما يجب اختصار إجراءات الحصول على براءات الاختراع فلا يعقل أن يستغرق الحصول على
براءة اختراع مدة تصل الى 7 أو8 سنوات وهى مدة طويلة قد تجعل اليأس والاحباط يتسربان الى نفوس الباحثين أوتجعل جهات خارجية تستقطب هؤلاء الباحثين وتستفيد من أبحاثهم ومشروعاتهم ولا تستفيد منها مصر بعد أن تعلموا فى مدارسها لسنوات طويلة حتى حصلوا على شهاداتهم وتوصلوا الى أبحاثهم وهذا فيه إهدار كبير للموارد البشرية الواعدة والمبشرة بالخير لمصر ومستقبل اجيالها.
> ختاما.. ما طموحاتك وأحلامك فى المستقبل؟

كل ما أتمناه هواهتمام الدولة بالبحث العلمى ورعاية الموهوبين والمخترعين واتمنى تطبيق مشروعى فى منشآت الدولة لتوفير الكهرباء واستخدام الطاقة المتجددة واتمنى على الجانب الشخصى إنشاء شركة خاصة لتطبيق أبحاث الطلاب وتسويقها وخروجها فى صورة منتجات وأيضا أتمنى الفوز بجائزة نوبل فى المستقبل.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة