مشاغبات

«رمضان» .. ومحمد رمضان

محيي الدين عبدالغفار

الأحد، 10 يوليه 2016 - 01:57 م

مرَّ شهر رمضان مرور الكرام.. كل سنة وأنتم جميعا بخير.. ولكن لأن رمضان له خصوصيةحاولت المقارنة بين رمضان زمان ورمضان الحاضر.. فوجدت رمضان الماضي أفضل بكثير.. لأننا كنا نعيشه في التعبد والتدبر في أمور الدين الصحيح بعيدا عن التطرف والتشدد.. وكانت متطلبات الحياة بسيطة وجنيهات قليلة كافية لحياة كريمة.. وكان الإفطار حول الطبلية أمتع واللمة حولها تحقق الحب والألفة بين أفراد الأسرة الواحدة.. أما الآن فقد تغير الوضع تماما ولم تعد الجنيهات القليلة تكفي لشراء وجبة فول.. وأصبحت اللحوم والطيور خارج تفكير الكثير من الأسر..بل يتطلب توفير الآلاف من الجنيهات في محاولة لشراء متطلبات الشهر الكريم.. بعد أن ضرب الغلاء كل شيء.. وأصبح افطار الأسرة الواحد في جماعة من رابع المستحيلات بعد أن تمزقت إلي شيع وأحزاب.. الكل يبحث عن رزقه ولم تعد الدروس الدينية تجذب الكثير من الشباب.. فتحولوا إلي المقاهي والسهر حتي الصباح.. وما تبقي منهم سيطرت عليهم الفضائيات وأصبح محمد رمضان يشكل وجدان الشباب المصري حيث القوة والبلطجة والقتل والمخدرات بعيدا عن الدولة أو القانون.. وهكذا تحول الشهر الكريم من شهر العبادة والتقرب إلي الله إلي شهر السهر في المقاهي والجلوس أمام التليفزيون.
أول حفيد
من أجمل الأشياء أن تشاهد بدء مرحلة الخروج للدنيا.. فقد عشت لحظة جميلة فيها الكثير من الذكريات الأجمل.. وعلي الرغم من أنني حضرت ميلاد ابنتي «نعم»  والتي صارت زوجة الآن.. إلا أن انتظار وصول أول حفيد له مذاق خاص.. فقد شرفتنا الآنسة ملك عمرو محيي الدين لتضيء المنزل.. حملتها بعد الخروج من غرفة العمليات.. ملاك صغير.. نائم.. يتحسس حياة جديدة.. هدوء وسكينة.. ولكن بمجرد الشعور بأنها خرجت من بطن الأم يكون البكاء علي أشده.. هل كانت تريد العودة إلي بطن أمها.. أم تريد أن تذكرنا بأنها أصبحت من أفراد الأسرة.. ولأنها أول الأحفاد فلابد من الاهتمام بها من الجميع.. فيارب أنبتها نباتا صالحا.. واجعلها ذرية عابدة شاكرة لله سبحانه وتعالي.. وارزق كل محروم من كلمة بابا أو ماما.
ادفع وشاهد
قنوات الجزيرة سيطرت علي بث جميع البطولات الرياضية  والدوريات العالمية في منطقة الشرق الأوسط.. ومن يريد المشاهدة عليه أن يدفع.. وأدخلت مع الرياضة قنوات منوعات وأطفال وافلام.. لتعيد صياغة وتشكيل العقلية العربية بما يتماشي مع سياستها خاصة الأطفال الذين هم عماد المستقبل من خلال البرامج التي تقدمها.. ومن يريد من المصريين أن يشترك في قنوات الجزيرة عليه أن يوجه طبق الاستقبال إلي القمر الصناعي الخاص بها بعيدا عن نايل سات.. وبذلك أصبحت الحرب علنية في محاولة للقضاء علي القمر المصري من خلال قمرها الخاص «سهيل» واحتكارها لكل البطولات العالمية والاقليمية بما فيها البطولات التي تشارك فيها الفرق القومية والأندية المصرية.. وأصبحت قيمة الاشتراك ٢٤٠٠ جنيه سنويا لمن يريد أن يشاهد الدوريات الأجنبية.. أما البطولات المجمعة مثل كأس العالم وبطولة أوروبا فلها اشتراك خاص.. وعلي المواطن أن يدفع مقابل المشاهدة.. وقطر تخرج لسانها للجميع.. إنها لعبة السوق.. من يملك الدولار يملك شراء كل شيء حتي شراء الإنسان!!

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة