كلام علي الهواء

والله لسه بدري

أحمد شلبي

الأحد، 10 يوليه 2016 - 02:04 م

من منا لا يردد القول المشهور عند نهاية شهر رمضان «والله لسه بدري يا شهر الصوم» لما فيه من نفع وخير للانسان في الدنيا والاخرة ففيه تفتح أبواب الجنة وتسلسل الشياطين وأوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار.. لهذا يتمني المرء لو السنة كلها رمضان.
ومع ذلك فقد استيقظنا في هذا الشهر الكريم علي وقائع الغش وتسريب امتحانات الثانوية العامة والازهرية.. كيف يتأتي ذلك والافضح ان نجد من هم سعداء بهذا الامر المشين ويهللون له وكأن الغش صار مذهبا حقيقيا وإحدي درجات تطور المجتمعات وحضارتها!! هذا الانهيار الاخلاقي من صنعة الدروس الخصوصية ام ضعف الأجهزة أم الفساد الذي انتشر في حياتنا.
عجز الدولة عن مقاومة هذه الآفة الخطرة ليس الوحيد فالحكومة لا تستطيع ان تحرك أناملها في مقاومة العديد من أوجه الفساد داخلها وخارجها وما الوزراء المحالون للمحاكمات وبعض مستشاري الوزراء ببعيد.. وامام هذا التحرك البطئ في مقاومة الغش الذي ليس في التعليم فقط وانما يطال السلع الموجودة في الاسواق والغير مطابقة والكثير منها غير صالح للاستخدام الآدمي لا نملك سوي ان نردد «والله لسه بدري يا حكومة»!!
اختفاء او عدم وجود بعض الادوية الخاصة بالقلب وامراض اخري بعد قرار رفع اسعار الدواء التي هي اقل من ٣٠ جنيها لم يزد الناس سوي ألماً ومعاناة لنقص الدواء او بديله المحلي وارتفاع الاسعار دون رقابة حقيقية وجعل الناس يحجمون عن شراء ما يداوون به انفسهم وايضا كالمعتاد تتحرك الحكومة بعد ان يتفشي المرض وتزيد آلامه ببطء ودون خطة صارمة لضبط السوق وتوفير الدواء قبل اتخاذ قرار رفع الاسعار.. وامام هذا الغشم في التحرك لا نملك سوي ان نردد «والله لسه بدري يا حكومة»!!
أما ارتفاع اسعار السلع بناء علي قرار رفع سعر الدولار وانخفاض قيمة الجنيه ويجد من الحكومة تحركا في اتجاه آخر وهو منافسة السوق بتوفير سلع تقل سعرا عنها في منافذ اخري مثل المجمعات مع الاعتماد الكلي علي منافذ القوات المسلحة في توفير هذه السلع وهذا أمر محمود ولكنه لا يغني وحده عن مقاومة اسعار السوق فالحكومة تكتفي بمصمصة الشفايف وتزعم أنها ستتخذ اجراءات صارمة لضبط الاسواق وبالتالي فهناك فئات متوسطة الحال في المنبع تضطر أن تخضع لأنياب السوق لأن تحرك الحكومة كلام علي ورق ليس له أنياب حقيقية ولا نملك سوي ان نردد «والله لسه بدري يا حكومة»!!
والآن استيقظ العالم من غفلته بان حرب العراق ما كان لها ان تحدث وان الدمار الذي لحق بهذه الدولة تآمر عليه بوش وبلير.. وهل كنا في حاجة الي التقرير البريطاني لنعلم ذلك فالعالم بما فيه المتآمرون يعلمون ذلك واصطنعوا عنوان القضاء علي اسلحة الدمار الشامل لدي العراق رغم نفيه وجود هذه الاسلحة والسماح بالتفتيش النووي الذي اثبت عدم وجود - علي الاقل - ما يشكل خطرا علي الجيران والعالم ولكنها المؤامرة علي المنطقة وقد بدأت في العراق في حروب الخليج الثلاثة وها نحن نري استكمال المشهد الدرامي التراجيدي بتفتيت المنطقة واشعال جذوة الحرب بين شعوبها بعد ان تم زرع عبوة الارهاب تحت اسماء متعددة في العراق وسوريا ومصر والسعودية وليبيا واليمن.
وللاسف نحن كما نحن نبحث عمن يحمل لواء الدفاع عن شعوبنا خارجيا ننتظر ان تدين الامم المتحدة ومجلس الامن هذه الحرب رغم أن الحرب علي العراق بدأت تحت مظلة الامم المتحدة فكيف ننتظر ان تقوم بدورها في إدانة هذه الحرب؟.. لانملك سوي ان نردد «والله لسه بدري يا أمم»!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة