يوميات الأخبار

لا صوت يعلو علي صوت المعركة

أسامة شلش

الأحد، 10 يوليه 2016 - 02:08 م

ما أحوجنا أن نستعيد من ذاكرة التاريخ ما سطره هذا الشعب بمعدنه الأصيل ليحقق انتصاراته <
لك الله يا بلدي، الكل يستهدفك حتي بعض ابنائك الذين لا يقدرون أنك في خطر، العدو بكل صوره علي الأبواب لا هم له الا هدم الكيان والدولة والقوت والناس ويطل بإرهابه في أبشع صورة في أركان عزيزة من الوطن ولو طال بيده لحرق كل شيء فيه والغريب هو تلك النغمات الشاذة التي تخرج لتهاجم وتلعن كياناته وتصفه بالفشل والتخلف مع ان القيادة التي تتولي المسئولية في الحقيقة لا تدخر جهداً ولا عملاً ولا طريقاً إلا وتسلكه من أجل عودة الحياة لطبيعتها وان تعيد مصر الدولة لكيانها بعد سنوات عجاف اختطفت فيها وكادت تخسر نفسها. وتتعرض لخطر الحرب والانقسام بينما الارهاب يهددها بقوة ليقضي عليها.
الكثيرون ممن ينتسبون اسما لمصر من أصحاب الأصوات العالية لاهم لهم إلا النقد «عمال علي بطال» لا يرون الا كل شيء سييء ولا ينظرون الا تحت أقدامهم، كل كلمة تصدر لها عندهم التفسير الذي يستهوي أغراضهم باعتبار انهم لا ينظرون إلا للكوب خاويا، مصر باعت ارضها مصر فشلت في حل مشاكلها، مصر تعتمد علي المعونات، مصر بتشحت. خلقوا حالة من البلبلة والقرف منهم ومما يدّعون، صحيح مازال لدينا الكثير من المعاناة ولكن تكسير المجاديف الذي يقوم به هؤلاء وأغلبهم مع الأسف لم يقدم لبلده سنتا واحدا لمساعدتها في أزماتها فاق الحد. صحيح أنه مازال هناك بطء في بعض الاجراءات وهو ما لمح له الرئيس والمسئولون ولكن العجلة دارت وبنجاح ومن يعيشون فوق ارض الوطن وليسوا بعيدين عنه ولا يملكون مثل ابواق هؤلاء المدعين يشعرون بأن هناك تغييرا بل تغيير كبير ملموس خاصة في محاربة الفساد والقضاء علي العشوائيات أو محاربة مافيا الغذاء. وتوفيره للغلابة من هذا الشعب والبحث عن وصول الدعم لمستحقيه وأخذ حقوقهم من الاغنياء وللأسف كل تلك المحاولات لن تجدي  وتحرز أهدافها الا اذا كانت هناك معاونة صادقة من الناس «اللي قلوبها» علي مصر خاصة وأن أزماتنا وليدة تراكمات عقود كثيرة سابقة.
نحن في حالة حرب ضرووس لا يمكن انكارها، معركة وجود وبقاء وعدونا خارجيا نعرفه ونعرف أهدافه وخططه ولكن أن تأتي الطامة من أبناء الوطن فتلك كارثة يجب أن نتنبه لها، نحن نريد أن نحيا حياة طبيعية بلا طواريء ولكن ما زالت حربنا علي الإرهاب وعلي المؤامرات مستمرة يجب علي كل فرد في هذا الشعب أن يدرك ذلك جيداً. صحيح كسرنا شوكة الإرهاب بشكل كبير ولكنه مازال يطل علينا لم نقضي عليه كاملاً لان هناك من يمول وهناك من يوجه ومن يشارك ويخطط وهناك من يتمني لنا الفناء وهناك من يحلم ولازال بتقسيم مصر في إطار خططه الشيطانية للسيطرة علي منطقة الشرق الاوسط.
ولم يخطئ من قال أن مصر في رباط ليوم الدين وما أجملها لو اتحدت خطوات ابنائها دفاعاً عنها ضد الخطر وما الأمس القريب ببعيد فما أحوجنا ان نستعيد من ذاكرة التاريخ القريب لهذا الشعب ما عبر عن معدنه الأصيل ففي فترة ما بعد هزيمة 1967 وحرب الاستنزاف رفع الناس شعار المرحلة وكان لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، حشد الشعب كل طاقاته وكرس كل جهوده لازالة آثار العدوان واعادة الارض التي استولي عليها العدو الغادر، رفضنا الهزيمة وبدأنا اعادة بناء الجيش وشد الناس الحزام علي البطون وخصص كل شيء للمجهود الحربي لدرجة ان بعض اصحاب سيارات النقل - وكانوا في ذلك الوقت علي قدهم - قدموا سياراتهم لخدمة المجهود الحربي  وكنت تري في الشوارع يافطة مجهود حربي وكان ذلك فخرا للكثيرين. تم ذلك علي مدي 6 سنوات حتي حققت مصر عبورها وانتصارها في اكتوبر 1973.
صحيح الزمن تغير ونحن الآن أفضل حالا ونمتلك جيشا قويا ونعيد بناء اقتصادنا وقبلهما بناء الانسان بالقضاء علي المحسوبية ودحر الفساد واعادة العدالة الاجتماعية للمجتمع الا أن الخطر داهم والعدو شرس يحتاج أن نصطف خلف جدار واحد ولا مانع أن نرفع الشعار الذي رفعناه من قبل وحققنا به الانتصار لا صوت يعلو فوق صوت المعركة لانها أهم معاركنا، نكون أو لا نكون، فالمخطط يستهدف كل مصر وشعبها وأرضها .
إذا كنا نحبها فعليا فعلينا ان نقدم دليل الحب وأول الطريق هو عدم الاستسلام وتصديق دعاوي التشكيك التي يقودها بعض الانتهازيين من أصحاب الصوت العالي، التشكيك في كل شيء بما يخلق حالة من الجدل العقيم، وأن نثق في قيادتنا التي نشهد كلنا ولا ننكر أنها - وهذا كان دورها - انقذت مقدرات الوطن من أياد كانت علي وشك القضاء عليه وشرعت في بيع كل شيء حتي أسراره لمن دفع الثمن وقبضوه ويدّعون الوطنية. مصر ستعود كبيرة كما كانت رغم حقد الحاقدين وتربص الاعداء وليسمح لي الفنان الكبير حسين فهمي أن أستعير جملته الشهيرة في فيلم الرصاصة لا تزال في جيبي عندما قال  بعد كل هزيمة تظهر نفايات علي السطح ونحن كفيلون بمحوها وإزالة آثارها.. والنفايات هم من يحاولون هدم مصر.. ما أحوجنا أن نرفع الشعار نستعيده من ذاكرة التاريخ لنثبت معدن هذا الشعب الأصيل حتي نعبر المرحلة الخطرة.
يامن لاتحبون مصر من غريب أو قريب اصمتوا فلا صوت يعلو علي صوت المعركة مع الارهاب وبناء الوطن.
صادروا الأراضي
لا أتصور رغم كل القوانين وتغليظ العقوبات ان التعدي علي الاراضي الزراعية في الوادي وهي التي وهبنا إياها الله منذ الأزل بلا تدخل منا تضيع منا بسبب التعدي عليها بالبناء. مليون فدان فقدناها علي مدي سنوات ما قبل 2010 والاحصاءات تقول كما نشرت الاخبار  في تقريرها منذ أيام أن هناك 68 ألف فدان أخري خرجت من الحسابات بينما نحن نسرع الخطي في الصحراء بتكلفة يعلمها الله وحده لتزيد الرقعة الزراعية بمقدار 4 ملايين فدان.
الاغراءات المالية كبيرة في تحويل تلك الاراضي لمناطق سكنية بالملايين وعشرات الملايين ولكنها تكشف عجز الحكومة وقوانينها  عن المواجهة وكل الخوف ان نصحو يوما لنجد كل الاراضي وقد تحولت -كما حذرت الاخبار- لغابات من الاسمنت ونحن نتفرج. اين دور المحافظين والمحليات انهم يرتكبون خطيئة غض البصر عن كل تلك الجرائم ولكن السبب الحقيقي في رأيي هو تلك الهدايا التي ابتدعها الحزب الوطني في عصره قبل ثورتي يناير و30 يونية بالتصالح علي المخالفات وكأنه يقدم هدية للمخالف - وكان كله بثمنه وهو مالا يتماشي حاليا مع مطالبتنا بالمحافظة علي الرقعة الزراعية التي هي مصدر قوت هذا الشعب لانها سلة غذائه لو فقدها لفقدنا قدرتنا علي توفير غذائنا ونضطر للحوجة للغير.
نغمة المصالحات عادت للظهور من جديد وهي الكارثة ولو علمنا ان أي ارض زراعية تقام عليها أي غابة اسمنتية حتي لو أزلنا آثارها لا تعود الي سابقة عهدها مطلقاً كأرض منتجة وهنا يكمن حجم الكارثة.
المصيبة في أن الدولة تتنازل عن القانون وتضرب به عرض الحائط ونبحث عن التعويض وتحصيل غرامات لا تساوي حتي قيمة بوصة من تلك الارض التي اصبحت مصدر ثراء لتجار جشعين يغرون أصحابها بالفتات ويحصلون هم علي الثروات.
 هل نحن في دولة تطبق القانون حقا أم أننا دولة مازالت تعيش في عهد فردالذراع والقوة؟!. اقترح ان تقوم الدولة بتقنين مصادرة تلك الأراضي من اصحابها لانهم ببساطة غير جديرين بها أو بامتلاكها لأن الارض التي هي ملك الله هي ملك للناس فوضهم الله عليها لانها مصدر خير حتي ولو كان صاحبها فرد. تخيلوا هناك 1.5 مليون حالة تعد منذ ثورة يناير فقط.
المصالحات هي الكارثة وهنا ايضاً استوقفني ما نشرته روز اليوسف علي لسان رئيس تحريرها من أن هناك نية لتوصيل المرافق لـ 35 الف عمارة مخالفة بالاسكندرية، ببساطة كدة كل هذا الحجم من المخالفات مش الف أو أثنين لا، 35 الف عقار بآلاف الشقق. كيف تم بناؤها وأين كان رؤساء الأحياء وأين كانت محلياته وما هو حق الدولة حتي ولو حصلت الغرامات والمخالفات بالتصالح من هؤلاء الجشعين الذين يبيعون الشقة الواحدة في أي برج من تلك الابراج بـ 2 مليون او 3 ملايين جنيه ووصلي ياحكومة المرافق بالامر الواقع؟!! كل ما أتمناه ان يكون لنا موقف واحد فليس هناك تعريف للمخالفة سوي انها مخالفة تستحق الازالة والعقاب الرادع حتي لا تصبح بهذه البشاعة من التحدي.
المشكلة في المجاملات وعدم تطبيق القانون.
دكاكين الصحة
اقرأوا معي هذا الإعلان الموضوع علي إحدي العمارات. حكيم أسنان علاء........... خلع اسنان علي الطاير بدون بنج، شراء الضرس المخلوع بأعلي سعر، شقه ١٢0. للحقيقة  استوقفني ما ورد فيه ولو كان حقيقيا - وأعتقد أنه موجود علي صفحات التواصل الاجتماعي وموثق بالصورة فتلك كارثة كبري وللأمانة ليس هذا الاعلان وحده ولكن هناك عشرات من امثاله لأطباء ومدّعين للطب يقع الناس فريسة لهم مع الأسف خاصة في مجال امراض النساء والولادة التي دخل عليها مع الاسف من يتاجر فيها بمستوصفات لا تري الآدمية ولا النواحي الطبية الصحيحة ولذلك تجد عشرات الجرائم والضحايا يسقطون إما بخطأ لطبيب غشيم أو بحقنة بنج  زائدة غير محسوبة التأثير وما شابه ذلك وما نطلق عليه جرائم بأسم الطب.
أكتب ذلك حزينا وأعلم ان نقابة الأطباء سوف تخرج لتقول انها تراقب جيداً عمل العيادات والمستوصفات وأداء الاطباء وأنها لا تقبل مطلقاً أي تجاوز. جميل ما ستقوله أو ما دائما يصدر عنها في هذا الشأن ولكن ما موقفها من تلك الدكاكين التي للاسف ملأت كل المناطق في مصر المحروسة خاصة في المناطق الشعبية التي تحت سترها يتم كل شيء وعلي رأسها عمليات الاجهاض التي انتشرت بشكل كبير، ستر الله علينا وعليكم.
النقابة والجهات الرقابية مطالبة بشكل كبير بمراجعة التراخيص ومواجهة عمل الأطباء داخل عياداتهم تلك المراقبة هي التي تجعلنا نستبعد غير الكفء ونؤمن للناس علاجهم وتجعلنا نكشف من يدعي علمه بالطب بينما هو لا يرقي حتي لحلاق صحة ويجعلنا نثق في آداء النقابة.
يا سادة مازال هناك أطباء يمارسون عملية ختان الاناث في عياداتهم بلا رقيب أو حسيب مع أن القانون جرمها.
فكرة للدراسة
لا أتخيل ولا أتصور مصر بلدي بلا نهر النيل الذي وهبه الله لنا حتي مع كل المؤامرات التي يقودها عدونا الرئيسي بخبث من وراء الظهر وان كانت نواياه قد ظهرت بزيارة ذلك النتن ياهو لاثيوبيا ليأكد لدينا أنهم وراء أزمة سد النهضة وانهم يشعلون فتيلها. القضية مازالت مثارة وكلنا علي يقين ان مصر وقيادتها سيدافعان عن حقوقنا التاريخية التي يكفلها لنا القانون والاتفاقيات الدولية.
سؤال أثاره صديقي العزيز توحيد مجدي الباحث التاريخي الثري بكتبه المشوقة في أعماق التحليلات الوثائقية الدقيقة واعتقد انه يجب ان يجيبنا عليه أحد. ما حجم مياه النيل التي تذهب لتهدر في البحر المتوسط شمالا عند المصب في فرعي رشيد ودمياط؟ وهل لو أقمنا سدودا عند المصبات يمكننا ان نستفيد حتي ولو بجزء منها بعمل خزانات للماء تجعلنا لا نعاني مع السنوات التي ستقوم فيها اثيوبيا بملء الخزان في سد النهضة وهي حسب ما قيل السنوات التي ستؤثر علي حجم المياه القادم لنا، اذا كان هناك استفادة فاننا ندعو وزارة الري والموارد المائية لاعلان ذلك الينا لعل وعسي ان تكون الفكرة جزءا من حل المشاكل الخاصة بالمياه.
وكم أتمني لو نضيف لهذا السؤال سؤالا آخر وهو ماذا عن مياه الامطار خاصة في مناطق سيناء والصحراء والساحل الغربي علي حد علمنا انها تتساقط بكميات كبيرة للغاية فهل لدينا خطة كبيرة لتجميعها في خزان واحد للاستفادة منها. اعرف ان هناك محاولات بتجميعها في مناطق الزراعة بطرق احادية التفكير فلماذا لا نعد خطة قومية تستهدف الاستفادة من كل الكميات التي يهدر جزء كبير منها مع الاسف دون الاستفادة بها، قد تكون هناك خطة ولكننا لا نعرفها لقصور في توصيل تفاصيلها لنا. نحن في حاجة الي كل قطرة ماء خاصة مع مشروعنا الضخم لاستصلاح الـ٤.٥ مليون فدان.
حقنا وحق الدولة
منهم لله من قدموا كل هذا الحجم من الأعمال الدرامية القاتلة التي أساءت في أغلبها الي قيم ومباديء المجتمع فجعلوا من البلطجي اسطورة ومن الضابط مرتشيا ومن الزوجة خائنة وبائعة جسد.
والحمد لله ان أغلب العاقلين قضوا أوقاتهم بين المساجد وقراءة القرآن خلال أيام الشهر الفضيل اما القلة التي تفرغت للمشاهدة فليرحمها الله برحمته.
انتهي رمضان بنفحاته واعلنت المسلسلات نهاياتها وبقيت الحقيقة التي يجب علي الشعب والناس الغلابة البسطاء أن يعرفوها كم تكلفت كل تلك المسلسلات، وكم تقاضي من قاموا ببطولاتها؟ قد يقول قائل ان تلك المسلسلات انتجت بمعرفة محطات تليفزيونية خاصة أو عربية، علي عيني وراسي وهناك من يدعي انها قدمت للتليفزيون المصري ببلاش وهذا مردود عليه ان ما قدم للتليفزيون الفتات حتي حجم الاعلانات فيها لم يكن ليغطي فترة عرضها ولا يساوي مردودها السلبي.
يبقي السؤال عن أجور من شاركوا من الفنانين اذا كنا سمعنا أن أحدهم تقاضي ٤٥ مليون والاخر ٧٠ والثالث ٣٠ فماذا سددوا للدولة أو ماذا سيدفعون من ضرائب عن تلك الارقام الفلكية مع كل تلك الهيافات والاساءات التي قدموها لهذا المجتمع الغلبان. قرأت أن مصلحة الضرائب خصصت مندوبين ممن لهم صفة الضبطية للتأكد من الأجور الخاصة بالفنانين وتدقيقها حتي يتم تحصيل نسبة الضريبة عن الارقام الحقيقية.
أنا وغيري من المواطنين الغلابة نسدد ضرائبنا للدولة لانها نقوم بخصمها من رواتبنا فعليها ان تكون عادلة وان تحصل حق الدولة وحق الشعب فيما يحصل عليه هؤلاء.
تخيلوا هؤلاء الذين وصلت أجورهم الي الملايين لو عرفوا أن فيلم ابن حميدو أو اسماعيل ياسين في الاسطول تلك الافلام الرائعة لم تتكلف بكل انتاجها وأجور الفنانين العباقرة فيها أكثر من ١٠ أو ١٣ ألف جنيه ورغم ذلك عاشوا وعاشت افلامهم لليوم.
الله يرحم أيام زمان.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة