هايد بارك

وداعا رمضان

خالد ميري

الإثنين، 11 يوليه 2016 - 01:47 م

مر شهر رمضان سريعا كلمح البصر.. مرت أيام الصيام والقيام والدعاء والبكاء فاللهم ارزقنا رمضان أعواما كثيرة وأزمنة مديدة..
خرجنا من رمضان منذ أيام لكن الخوف أن نكون قد نسيناه.. هل يتكرر سيناريو كل عام.. في رمضان ننفض الدنيا من علي أكتافنا ونتفرغ للعبادة، نتسابق إلي الطاعات ونقاوم أنفسنا بينما الشياطين مربوطة، وبمجرد أن ينتهي الشهر الكريم تعود «ريما» لعادتها القديمة، ننسي الشهر الكريم والعبادة ونعود لنتسابق بالمشاوير علي الدنيا وما فيها.
تميزت مصر وشعبها علي مدار التاريخ بالوسطية، شعب متدين مؤمن متسامح طيب، وكان رمضان فرصتنا لأن نعود كما كنا.. لتنقية النفوس والقلوب من أدرانها والقبض علي وسطيتنا ولو كانت كجمر النار.. فهل نفلح هذه المرة.. أم سننسي رمضان ودروسه في لمح البصر.
الدرس الأهم أننا يجب أن نستعيد توازننا، إن كل فرد مطالب بالعمل والإنتاج وبذل كل طاقته في مجاله، وقبل أن نلوم الغير يجب أن نلوم أنفسنا أولا علي أي تقصير أو إهمال.. ويمتد الدرس إلي أننا مطالبون بأن نعمل لدنيانا كأننا نعيش أبدا وأن نعمل لآخرتنا كأننا سنموت غدا فالوسطية مهمة فيجب ألا ننجرف وراء الدنيا تماما، كما يجب ألا تكون العبادة حجتنا للهروب من القيام بواجباتنا ولعب الأدوار المطلوبة في الحياة.
مصر تحتاجنا الآن جميعا. هذا البلد الذي نستظل بسمائه ونعيش علي ترابه يحتاج لقطرات عرقنا جميعا، يحتاجنا يداً بيد لنبني المستقبل ونواجه التحديات.. وكما كنا في رمضان نقف صفا واحدا يشد بعضنا بعضا فيجب أن نظل صفا واحدا وألا نتفرق في الطرقات يبحث كل منا عن مصلحته الخاصة فقط ولو علي أكتاف الآخرين.
مازلنا نشتم رائحة الصيام والقيام. والأهم أن تظل دروس الصيام حية في قلوبنا حتي نكون قادرين علي بناء مستقبلنا.
>> محكمة:
لا أعرف هل يوجد محافظ للقاهرة.. وهل يوجد رئيس لحي المقطم.. وإذا كانا موجودين فلا أعرف ماذا يفعلان.. وإلي متي سيتركان شوارع الهضبة الوسطي بالمقطم مصائد للموت وتعذيبا لسكان.. إذا كانا لا يعرفان فتلك مصيبة.. وإذا كانا يعرفان ولا يتحركان فالمصيبة أعظم..

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة