مصر الجديدة

مالك عدلي

إبراهيم عبدالمجيد

الثلاثاء، 12 يوليه 2016 - 03:06 م

مالك عدلي محام شاب مثل محامين شباب كثيرين جعلوا من الحرية والعدل هدفهم لكل الناس. ومثل غيره من هذا الجيل من الشباب كانت ثورة يناير هي عملهم العظيم ، لكنه أيضا مثل كثيرين غيره ممن هيأوا للثورة ودعوا إليها لم يدفع بنفسه في صراع من أجل منصب. لزم مالك عدلي مكانه في الدفاع عن حقوق المظلومين في العمل والصحة والسياسة أيضا، حتي جري ماجري من إعلان تبعية جزيرتي تيران وصنافير إلي السعودية وبيعهما أو إعادتهما فلا فرق، فالحديث أيضا شمل نقودا مدفوعة أو ستدفع من المملكة إلي مصر. انتفض مالك عدلي مثل الكثيرين من أجل الجزيرتين اللتين تقول الوثائق الحقيقية مثل الخرائط القديمة إنهما مصريتان. ظهر مالك عدلي في أكثر من برنامج مع غيره يدافعون عن مصرية الجزر وكتب عشرات من الكتاب غيره مقالات عن مصرية الجزر وتناولت مواقع الفضاء الإفتراضي آلاف الخرائط ، ووصل الأمر إلي المحكمة الادارية بشكوي من المحامي الكبير خالد علي وعشرات من المتضامنين انتهت إلي ماهو معروف من حكم المحكمة بمصرية الجزيرتين. في ذلك الوقت كان مالك عدلي في السجن. قبض عليه لأسباب علي رأسها ترويج إشاعات تشق المجتمع. وهكذا صارت مصرية الجزيرتين إشاعة رغم أن أحدا من الأحياء علي اختلاف أعمارهم ولا من الأموات ، درس في المدرسة أن الجزر غير مصرية !. صار واضحا أن المسألة كلها نوع من الانتقام خاصة بعد ماظهر في القنوات التليفزيونية أمام غيره من مؤيدي البيع أو التنازل عن الجزر، وكان واضحا تفوقه في الرد بما يحمل من كتب وصور خرائط ، بينما لم يكن لدي من هم أمامه إلا الكلام المرسل عن المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية علي مصر التي من فضلك يزور وزير خارجيتها إسرائيل الآن بعد أن دعا الرئيس إلي السلام الدافئ. القبض علي مالك عدلي هو نوع من الانتقام واستمر الانتقام في المعاملة التي يعامل بها في محبسه فهو محبوس انفراديا في غرفة صغيرة لا تزيد مساحتها عن مترين في ثلاثة أمتار، بلا سرير أوحتي مرتبة من مراتب السجون التي لا يزيد ارتفاعها عن خمسة سنتيمترات ومحروم من الخروج للتريض ومن ثم تتجمد مفاصله وتتخشب مع الوقت فضلا عن صحته التي لا تتحمل ذلك. والسؤال هنا: لقد قبضتم علي مالك عدلي انتقاما من أحاديثه رغم أنها في محطات تليفزيونية تسيطرون عليها وعلي أصحابها وتعرفون مقدما من يأتي إليها وربما أنتم الذين تحددونه ! فعلتم ذلك فلماذا الانتقام الجسدي والروحي ؟ كيف لدولة أن تكون ضد متهم بعد أن تقبض عليه وتعتبره شغلتها ؟ هل هكذا أخافت الدولة الآخرين ممن يرون مايراه مالك عدلي في الحقوق الاجتماعية والوطنية؟ أبدا. فقط أساءت لنفسها كما تسيء كل يوم بفعل طائش. مالك عدلي يتمسك بالقانون خارج محبسه وداخل محبسه فيرفع قضية يطلب فيها منحه الفرصة لتأثيث حجرته راضيا بها. أي ليضع فيها مايعينه علي الحياة من أدوات النوم لكن آلية القضاء تحدد نظر القضية بعد شهرين. أي يظل شهرين أيضا نائما علي الأرض ممنوعا من الحركة. في جلسة استشكال علي حكمه يقول للقاضي لا أريد إلا أن أكون مثل غيري من المسجونين فانتقل إلي سجن جماعي لكن لايحدث هذا. السجون في القانون تحت رقابة القضاء لكن لا أحد يتدخل. الحبس الانفرادي في السجون عقاب للمتهم علي الخروج عن قوانين السجون والرجل قبل أن يري قانونا ينطبق عليه تم حبسه انفراديا ، والحبس الانفرادي كعقاب محدد بوقت قصير لكن الأسابيع تجري والشهور. ارحموا أنفسكم أيها القائمون علي السجون وعلي القانون من إدانة التاريخ والزمن لكم. وارحمونا من الدفاع عن البدهيات حتي يرحمكم الله

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة