كشف حساب

من ينقذ ماسبيرو ؟

عاطف زيدان

الأربعاء، 13 يوليه 2016 - 02:20 م

أشعر بالأسي لما وصل اليه حال ماسبيرو بقنواته المتعددة، وسط زحام القنوات الفضائية الخاصة. تفاءلت بتصريح السيدة صفاء حجازي رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، بعد تعيينها في منصبها، حيث طلبت إمهالها ثلاثة اشهر لعلاج الأخطاء. لكن مرت الأيام والأسابيع والشهور ولم نلمس أي تغيير. الوجوه المنطفئة الجامدة مازالت كما هي. الأخطاء التنظيمية الساذجة تتكرر. البرامج التافهة مستمرة. الإبداع مفقود. والدقة والسرعة والحيوية واللباقة غائبة. والنتيجة هروب المشاهد من تليفزيون الدولة إلي الشاشات الأخري وما أكثرها. الغريب ان معظم الفضائيات الخاصة الناجحة تعتمد بشكل شبه كامل علي ابناء ماسبيرو، مما يؤكد ان الخلل يكمن في الإدارة الرشيدة القادرة علي وضع الخطط والسياسات، وتضمن الاستغلال الأمثل للكوادر البشرية المتوافرة. الأمر يقتضي جرأة في التعامل مع الوضع المتردي، وإزالة الغبار والعفن الذي تراكم في ستوديوهات ماسبيرو خلال السنوات الاخيرة بعيدا عن المجاملات والشللية واللوائح العقيمة. لابد من تفعيل دور اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وتشكيل لجنة من الخبراء والأساتذة المتخصصين لتحديد اسباب الانهيار، ووضع الخطط والبرمج اللازمة لإخراج ماسبيرو من ازمته. فهناك تعدد لامبرر له في القنوات، خاصة في ظل تشابه البرامج والمواد المقدمة، كما ان هناك قنوات متخصصة لم تحقق الهدف من انشائها. اما الإذاعات العريقة فتحتاج هي الأخري إلي اعادة هيكلة، بما يكفل انطلاقتها بشكل جديد يواكب التطور التقني والمهني في العمل الإذاعي. القضية متشعبة وبالغة الأهمية ولايمكن ان يقوم بها شخص واحد مهما علت قدراته. فهل نري تحركا جادا ام يبقي الحال علي ماهو عليه، وتظل مصر بلا ذراع اعلامية قوية في حروب الجيل الخامس ؟!


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة