كلمة

السيناريو السوري يتكرر في ليبيا

عيسى مرشد

الأربعاء، 13 يوليه 2016 - 02:24 م

يسعي التحالف الصهيو أمريكي جاهدا وبكل السبل لفرض تنظيم الإخوان الإرهابي الدموي والميليشيات العسكرية الإرهابية المرتبطة به علي المشهد الليبي من خلال المساندة غير المحدودة وغير المسبوقة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج في نفس الوقت الذي يتعمد فيه التحالف الصهيو أمريكي اضعاف الجيش الوطني الليبي والذي يتزعمه الفريق أول خليفة حفتر تارة بمنع تسليحه وتارة أخري باستخدام المنظمة الدولية «الأمم المتحدة» من خلال مارتن كوبلر المبعوث الدولي الي ليبيا والذي دعا مؤخرا إلي اخضاع جميع العمليات العسكرية للمجلس الرئاسي.. وأكد المبعوث الدولي في دعوته علي انه لن يتم الاعفاء من حظر توريد الأسلحة للجيش الليبي إلا إذا اخضع جميع عملياته للميليشيات التابعة لحكومة الوفاق.

صراحة من وجهة نظري فإن هذا المشهد لا يختلف كثيرا عما يجري علي الأراضي السورية حيث تنهال المساعدات العسكرية التي يقدمها التحالف الصهيو أمريكي للعديد من التنظيمات الإرهابية بالأراضي السورية وفي مقدمتها جيش النصرة وذلك بهدف القضاء علي الجيش العربي السوري وبالتالي القضاء علي الدولة السورية.. ويأتي في نفس التوجه استخدام وزارة الخارجية الأمريكية من خلال المذكرة التي وقعها ٥١ دبلوماسيا ورفعوها لجون كيري وزير الخارجية الأمريكي يطالبون فيها إدارة البيت الأبيض بتغيير الأساليب المتبعة في التعامل مع الأزمة السورية مما يعني المطالبة بالتدخل العسكري المباشر ضد الجيش العربي السوري لاسقاط الدولة السورية الموحدة وتقسيمها تحت ذريعة التخلص من الرئيس بشار الأسد تنفيذا للأجندة الصهيو أمريكية الرامية إلي أن تكون إسرائيل هي الدولة المركزية المحورية الوحيدة في المنطقة وما عداها يكون «كانتونات» تتصارع فيما بينها وبالتالي السيطرة علي جميع مقدرات وثروات الأمة العربية وفي القلب منها مصر. وإذا كان التحالف الصهيو أمريكي قد فشل فشلا ذريعا في إسقاط مصر من خلال فرض تنظيم الإخوان الإرهابي الاجرامي الدموي ودعمه ومساندته بكل قوة للسيطرة علي جميع مفاصل الدولة المصرية فقد ذهب هذا التحالف إلي استخدام آلية جديدة لتنفيذ مخططاته في مصر والتي أفشلتها ثورة ٣٠ يونيو وذلك من خلال تحويل الدولة الليبية إلي مأوي لتنظيم الإخوان وإقامة حكومة إخوانية إرهابية علي الحدود الغربية لمصر لتكون أداة لزعزعة الاستقرار الذي تشهده مصر حاليا، كما يأتي تهديد حلف شمال الاطلنطي «الناتو» بالتدخل العسكري المباشر في ليبيا لفرض حكومة الوفاق الإخوانية برئاسة فايز السراج في إطار القضاء علي الجيش الليبي بزعامة الفريق أول خليفة حفتر وبالتالي اخلاء الساحة الليبية لتنظيم الإخوان الإرهابي الدموي والميليشيات الإرهابية المنضوية تحت لوائه. وإذا كانت الجامعة العربية قد غاب دورها حاليا علي الساحة العربية الاقليمية والدولية بعد ان تسببت في دمار الدولة الليبية من خلال دعوتها لحلف الناتو بالتدخل لتدمير ليبيا تحت ذريعة التخلص من العقيد القذافي، فإن الأمل معقود علي مصر ومعها الدول والشعوب المحبة للسلام لوقف هذا العدوان الهتلري علي الشعب الليبي الشقيق والوقوف مع الجيش الوطني الليبي وتسليحه وتقويته حتي تعود ليبيا دولة لكل الليبيين. ولعل الزيارة الأخيرة التي قام بها الفريق أول خليفة حفتر إلي روسيا تحقق النتائج المرجوة في هذا الاتجاه.. وألا تؤثر علي نتائجها الزيارة التي يقوم بها حاليا فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني.. وأن تكون روسيا حريصة علي تثبيت سياستها الرامية إلي تعقب الجماعات الإرهابية.. ومساندة الدولة الوطنية في منطقة الشرق الأوسط باعتبار ذلك هو المفتاح الحقيقي لعودة السلام والاستقرار لشعوب المنطقة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة