فوق الشوك

شكري .. ضرب عصفورين بحجر

شريف‮ رياض

الأربعاء، 13 يوليه 2016 - 02:27 م

عندما أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي مبادرته للوصول إلي حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية في مايو الماضي توقعت في هذا المكان أن تتلو هذه المبادرة خطوات عملية لتفعيلها خاصة في ظل تأكيد الرئيس استعداد مصر لتقديم كافة أشكال الدعم لتحقيق هذا الهدف.

ربما تأخر التحرك المصري لعدة أسابيع لظروف يقدرها الرئيس والخارجية المصرية لكنه بدأ بزيارة وزير الخارجية سامح شكري لرام الله في ٢٩ يونيو الماضي ولقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ثم جاءت زيارته لإسرائيل يوم الأحد الماضي بعد ٩ سنوات لم يزر فيها أي وزير خارجية مصري إسرائيل منذ زيارة أحمد أبو الغيط وزير الخارجية الأسبق في عهد مبارك لتل أبيب عام ٢٠٠٧.

مبادرة السيسي فاجأتني كما فاجأت العالم كله خاصة توقيت إعلانها خلال زيارة الرئيس لأسيوط لافتتاح عدد من المشروعات لكن زيارة وزير الخارجية لإسرائيل بعد أيام من زيارته لرام الله لم تفاجئني بعكس كثيرين اختلفت آراؤهم بشأن الزيارة.. المفاجأة فقط كانت في توقيتها الذي جاء بعد جولة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو الافريقية التي سرقت الأضواء وتصدرت نشرات الأخبار وتعليقات الصحف العالمية ولهذا رفض البعض إعلان وزارة الخارجية أن زيارة شكري لإسرائيل تستهدف احياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وأكدوا أنها مرتبطة بالأساس بجولة نتنياهو الافريقية ووصل بهم الأمر إلي توقع أنها تسعي لوساطة إسرائيلية بين مصر وأثيوبيا بشأن قضية سد النهضة لكنني أستبعد هذا المنحي في التفكير لأن مصر بتاريخها وقوتها الاقليمية وعدالة موقفها من قضية سدالنهضة لا يمكن أن يصل بها الأمر إلي طلب وساطة إسرائيلية بهذا الشأن.. لكن من حقها طبعا أن تتابع نتائج زيارة نتنياهو لأربع دول افريقية ولقاءاته بـ٧ زعماء أفارقة فما فعله نتنياهو في هذه الجولة بعقد قمة تجمعه بزعماء ٧ دول افريقية لا يفعله إلا رئيس بحجم رئيس الولايات المتحدة حتي وصفت الصحافة العالمية جولة نتنياهو في افريقيا بأنها عودة قوية لإسرائيل إلي القارة السمراء من أوسع الأبواب.. ولهذا من حق مصر أن تقلق خاصة بعدما أعرب بعض الزعماء الأفارقة الذين التقاهم نتنياهو عن استعدادهم للسعي لمنح إسرائيل صفة المراقب في الاتحاد الافريقي التي حصلت عليها إيران من قبل وما قد يترتب علي ذلك من نجاح إسرائيل في الحصول علي دعم ٥٤ دولة افريقية في المحافل الدولية وهو هدف طالما سعت اليه إسرائيل عبر سنوات طويلة بالإضافة إلي اصطحابه ٨٠ من رجال الأعمال يمثلون ٥٠ شركة إسرائيلية في جولته الافريقية لفتح مجالات عديدة للاستثمار في افريقيا وتقديم الدعم الفني والتقني لدولها.

أخلص من ذلك إلي أنه ربما عجلت جولة نتنياهو الافريقية بزيارة وزير الخارجية سامح شكري لإسرائيل لكن لا يمكن القول إن زيارة شكري لتل أبيب مرتبطة فقط بجولة نتنياهو الافريقية لكنها زيارة ضربت عصفورين بحجر واحد.. تفعيل مبادرة الرئيس السيسي بشأن القضية الفلسطينية ومتابعة نتائج جولة نتنياهو في افريقيا.

من هذا المنطلق لم يكن متصورا أن يذهب شكري لإسرائيل ليسأل قادتها «ماذا ترون لتفعيل مبادرة الرئيس السيسي؟» لكن المؤكد انه ذهب حاملا اقتراحات محددة وهو ما كشفت عنه كواليس الزيارة وتصريحات المسئولين الإسرائيليين وتحليلات الصحف الإسرائيلية التي أكدت أن مصر تقدمت باقتراح عقد مباحثات سلام مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في شرم الشيخ برعاية مصرية أردنية وأن الاستعدادات تجري حاليا لترتيب زيارة لرئيس الوزراء الإسرائيلي لمصر لعقد قمة مع الرئيس السيسي قبل نهاية العام لتهيئة الأجواء لنجاح المباحثات المباشرة.. تذكرون أنه بعد ساعات من اطلاق الرئيس السيسي لمبادرته في مايو الماضي ترددت أنباء عن زيارة مرتقبة يقوم بها نتنياهو للقاهرة ولم تتأكد في ذلك الوقت لكن الآن أصبحت شبه مؤكدة.. ربما فقط لم يتحدد مكان القمة بشكل نهائي وهل ستعقد بالقاهرة أم شرم الشيخ؟

في النهاية أقول إننا يجب أن نثق أن أي تحركات مصرية من جانب الرئيس أو من خلال وزارة الخارجية لابد أن تصب في مصلحة مصر وبهدف تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وبما يعود بالتأكيد بالخير والمنفعة علي كل شعوبها.. أما قول البعض إن وزير الخارجية تجاهل مجلس النواب وأنه كان يجب أن يبلغ البرلمان مسبقا بالزيارة والقضايا التي سيناقشها في إسرائيل فللأسف هذا هو «الهطل» بعينه !

آخر كلام

مجلس النواب بدأ أعماله في ١٠ يناير الماضي أي أن الدورة البرلمانية لم يمر عليها أكثر من ٦ أشهر وبهذه المناسبة بدأ رئيسه د. علي عبدالعال أمس الأول زيارته الخارجية السادسة لروسيا.. قال إيه.. لإقناع الروس بإعادة السياحة الروسية إلي مصر.. صحيح هم يضحك وهم يبكي !

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة