بسم الله

تغير المناخ -٢

محمد حسن البنا

الخميس، 14 يوليه 2016 - 03:55 م

 

ينبه تقرير التنمية البشرية الدولي إلي ان التأثير الاشد ضررا علي البشرية من ظاهرة تغير المناخ هو ارتفاع درجات الحرارة إلي حوالي ثلاث درجات فوق المعدل الطبيعي الذي تعوده الانسان قبل العصر الصناعي، وهذه الدرجات الثلاث، والتي قد تتفاوت من مكان إلي آخر، ستؤثر بشكل سلبي علي الحياة في كل ارجاء المعمورة، تبدأ بموجات من الجفاف، وحوادث الطقس الشديدة والعواصف الاستوائية وارتفاع مستوي سطح البحر، وذوبان الصفائح الجليدية، وغمر الكثير من البلدان والجزر الصغيرة والمناطق الساحلية بالمياه، خاصة في افريقيا، كما يؤدي إلي تهديد مباشر للتنمية البشرية مما يعيق جهود المجتمع للحد من الفقر مع اعاقة خطط التنمية الاقتصادية، وتزيد الصراعات علي ندرة الموارد الطبيعية خاصة المياه.

السبب في هذه الكوارث الدول الصناعية الكبري، والدول الاكثر رفاهية، والتي تلوث العالم بمخرجاتها المجنونة من غازات الاحتباس الحراري وعلي رأسها الكربون وغيرها من الملوثات، علي رأس القائمة السوداء،احصاء البصمة الكربونية، تأتي الولايات المتحدة الامريكية والصين وروسيا والهند واليابان والمانيا وجنوب افريقيا والسعودية، اما مصر والامارات فتأتيان في المركزين ال٢٨ وال ٢٩، وتغير المناخ لا تقع مصيبته علي الدول الفقيرة فقط، بل تتأثر به الدول المتقدمة ايضا، ولهذا كانت المباحثات الدولية منذ قمة الارض بريودي جانيرو بالبرازيل عام ١٩٩٢ ثم كيوتو باليابان عام ١٩٩٧مرورا بعدة مؤتمرات حتي انتهي إلي اتفاق باريس الذي تم توقيعه منتصف هذا العام ليضع التزامات علي كل دول العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري، علي رأسها تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة حتي لا تتخطي الزيادة في درجات الحرارة حاجز الدرجتين، فرض سعر وضريبة علي الكربون، مع خلق بيئة مساعدة للطاقة المتجددة، وضع سياسة لترشيد الطاقة، تعاون دولي للتقليل من الانبعاثات الحرارية وتحسين الطاقة، والسعي إلي تقنيات تحد من انتاج الكربون، شراكات دولية للحد من الفقر في البلدان النامية خاصة في افريقيا.

دعاء : اللهم اجعلني خيرا مما يظنون، ولا تؤاخذني بما يقولون، واغفرلي مالا يعلمون.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة