نقطة فوق حرف ساخن

اللهم ما يخزيك يا ونوس

عمرو الخياط

الخميس، 14 يوليه 2016 - 04:09 م

علي  مدي شهر رمضان تابعت مسلسل ونوس للمبدع يحيي الفخراني، بداية أقول أنا واحد من عشاق الفخراني ومتابع جيد لكل ما يقدمه سواء علي الشاشة الصغيرة والمسرح ومن قبل السينما حينما كان يشارك فيها بقوة، ومن ثم كان طبيعيا أن أتابع ونوس، وهي عن الأسطورة الألمانية فاوست، حينما يتعاقد الشيطان مع البشر من أجل معصية الخالق، أسطورة تناولتها أعمال عالمية ومحلية من قبل بمعالجات درامية مختلفة.

من المؤكد أنها مغامرة كبيرة أن يقبل فنان أن يمثل دور الشيطان، فما بالك نجم بحجم يحيي الفخراني الذي يعيش الشخصية ويبدع فيها فيجعلك بالرغم رفضك لما يفعله تحترم أداءه وتصفق لمعايشته الدور حتي تظن في لحظة وأنت تشاهد حلقات المسلسل أنك إما شيطان حقيقي يجوب في الأرض فسادا وتدميرا.

اهتم المخرج شادي الفخراني بتفاصيل مهمة في العمل أدت إلي تفوقه وتميزه عن باقي المسلسلات، مثلا في بداية الحلقات قال ونوس، الواحد لما بيكبر زي ما يكون بيستلف جسم واحد تاني، في إشارة إلي أنه مجرد وعاء لشخص ميت بيكلم من خلاله الناس، وفي أغلب الحلقات ونوس بيشتكي من قدمه لأن قدم الشيطان أقرب لأقدام الماعز غير أقدام البشر، وهناك علامات من عند الله أتت لأسرة انشراح حتي لا ينساقوا وراء الشيطان فانكسرت قدم عزيز ونادت انشراح علي دنيا قبل أن تدخل في علاقة مع نبيل الذي أنقذ في لحظات فارقة من تهمة القتل التي وجهت له وظهرت الحقيقة، وحينما أراد ونوس أن يوسوس للشيخ فاروق قابله في الحمام وبعد أن انتهي ظل فيه ولم يخرج، ناهيك علي أن ونوس صاحب ملاه في كناية عن اللهو في ملذات الحياة ويردد ونوس حلعبك كل الألعاب بتذكرة واحدة، وعدم قدرة ونوس دخول الحسين لأن في هذا المكان يذكر اسم الله سبحانه وتعالي ودائما يرسل مندوب عنه خوفا من المواجهة وأخيرا حينما يموت ياقوت فان روحه تفارق جسده أمام بيت انشراح كما لو كان هذا البيت هو الجنة وهو مات علي أعتابها وانشراح تدعو له بالرحمة في الوقت الذي يشعل ونوس النيران في كل ما حوله متسائلا لماذا الرحمة لياقوت بعد كل أخطائه وهو الذي أخطأ مرة واحدة ولا يستطيع أن يعود في طاعة الله.

سيناريو محكم كتبه بعناية الفنان عبد الرحيم كمال وإخراج متمكن للمخرج شادي الفخراني وتعايش من الشخصيات الذين لعبوا أدوار المسلسل من دور البطولة وحتي أقل دور غير مسبوق بهذا المستوي الفني، العظيم نبيل الحلفاوي الذي قدم دورا مهما وهالة صدقي التي تعيد اكتشاف نفسها وتقدم شخصيتها كنجمة مهمة في عالم التمثيل ومحمد شاهين أحد نجوم رمضان ونهي عابدين التي كتبت بأدائها شهادة ميلادها الفنية والعظيمة حنان مطاوع الاكتشاف الرمضاني في الأداء والتعايش مع شخصية صعبة ومركبة.

ونوس مسلسل خارج الصندوق الدرامي، وعلامة مميزة في تاريخ الدراما التليفزيونية، أعتبره مفاجأة رمضان الدرامية، نجح في أن يجذب المشاهد له بهدوء ودون طنطنة، ليظل يحيي الفخراني يحمل علامة الجودة الدرامية في كل عمل يقدمه.

يحيا يحيي

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة