اردوغــان
اردوغــان


سياسيون أتراك لـ «الأخبار»: الانقلاب مسرحية من إخراجه لقمع معارضيه والسيطرة على الجيش

عاطف عبداللطيف- أمير لاشين

السبت، 16 يوليه 2016 - 05:06 م

 

أردوغان يقود تركيا إلى الهاوية ..كانت تلك هي الجملة الأبرز في آراء المحللين والسياسيين الأتراك الذين تحدثنا معهم فبالرغم من الغموض الذي يحيط بما حدث أول أمس في تركيا وبالرغم من اختلاف سيناريوهات وتحليلات السياسيين إلا أنهم اجمعوا على أن أردوغان وضع تركيا في منزلق خطير قد يعصف باستقرارها ويزيد من انقسامها .

السيناريوهان الأبرز فى أزمة تركيا احدهما اعتبر أن ما حدث انقلابا على أردوغان والآخر اعتبر أن الأمر لا يعدو كونه مسرحية هزلية أخرجها أردوغان باتفاق سياسي مع رئيس حزب الـوطـن دوغوبيرنتشيك لتصفية المعارضين لسياساته في الجيش التركي واستغلال ما حدث للتوسع في قـمـع المعارضين وضــم مـزيـد من السلطات والصلاحيات في يده .

محمود تانال نائب البرلمان التركي عن حزب الشعب الجمهوري أكد أن الأحـداث التي وقعت في تركيا كانت بتوجيه من حكومة حزب العدالة والتنمية، مضيفا أن كـل الأحــــداث التي تمر بها تركيا تقوم بناء على توجيهات من السلطة الحاكمة.

وأشار إلى أن ليست هناك مخاوف من حدوث انقلاب عسكري في البلاد يرى آخرون أن هناك أسبابا منطقية تدعو للقلق على الأوضاع فى تركيا بعد أن قوض أردوغان التعددية السياسية هناك وأطاح بالحريات وابتعد عن النهج الديمقراطي الذي ظهر في تركيا خلال السنوات الماضية وهو ما يؤكده ارطغرل جوناى وزير الثقافة والسياحة السابق والذي يرى أن أردوغان استغل، ضعف المعارضة ومنع ظهور أي أسماء وأفكار جديدة في الحياة السياسية التركية تورجوت مهميت زوغلو المدير الإقليمي لصحيفة الزمان التركية أكد أن معظم المثقفين والسياسيين في تركيا يعتقدون أن ما حدث مسرحية صنعها أردوغان بالاتفاق مع زعيم حزب الوطن الشيوعي للسيطرة على الجيش والتخلص من المشكلات السياسية الداخلية والخارجية التي تحيط به.

وأضاف تورجوت أن أردوغان استطاع خلال السنوات الثلاث الأخيرة أن يحكم سيطرته على الشرطة والقضاء وان يتخلص من معارضيه بهما سواء من خلال الإقالة أو السجن ثم جاء الدور على الجيش التركي الذي يوجد به معارضين كثر لسياسات أردوغان .

وأوضح تورجوت أن المراقبين هنا يرون أن أردوغان هو من صنع هذه التحركات للاستفادة منها داخليا وخارجيا فأردوغان يريد أن يظهر أمام العالم انـه رجـل ديمقراطي وان العسكريون حاولوا وأد التجربة الديمقراطية في البلاد فتتحرك أمريكا وأوروبا لدعمه بالرغم من أن الجميع يعلم جيدا أن الجيش التركي رغم خلافه مع أردوغان يحترم التجربة الديمقراطية ولواراد الجيش تنفيذ انقلاب لسيطر على مقاليد الحكم في تركيا في اقـل من ساعة.

وأضاف تورجوت هل من المنطقي أن يقوم أردوغان بالقبض على ٣ آلاف عسكري وإقالتهم خلال ساعات هذا يؤكد انـه صاحب المصلحة الوحيد ممـا حدث وان الشعب والجيش لن يستفيدا من ذلك ..فكل ما يريده أردوغان هو إحكام السيطرة على البلاد وقمع المعارضين له والدليل على ذلك انه زج باسم فتح الله كولن المعارض والمفكر الإسلامي فيما حدث بالرغم من ان كولن خرج وأدان ما حدث ورفضه تماما إلا أن أردوغان يـرى ذلـك فرصة للانفراد بالسلطة .

وأشار "تـورجـوت" أن الجيش التركي عارض تدخل أردوغان في سوريا ورفـض الدخول إلى هذا المستنقع لكن يبدوان هذا لم يعجب أردوغان فأراد التخلص مـن معارضي سياساته، وأكد تورجوت أن أزمات كثيرة تحيط باردوغان خلال السنوات الماضية ويعلمها الشعب التركي جيدا أبرزها فساد وزراءه وتقييده للحريات ودعمه لداعش فاردوغان يضع تركيا في مأزق كبير.

أمــا محمد على أصلان الـنـائـب عـن حزب الـشـعـوب فقد أكد أن هـنـاك مـعـارضـة كبيرة لسياسات أردوغان في الداخل التركي مشيرا إلى أن مـن نـزلـوا بالأمس لتأييد أردوغان هم مجموعة مـن أنصاره وهــم لا يمـثـلـون الشعب التركي أما معارضيه فلم ينزلوا إلى الشوارع وهم أعداد كبيرة للغاية.

وأضاف بالتأكيد نحن نرفض الانقلاب العسكري لكن هذا لا يعنى أن هناك تاييدا مطلقا لأردوغــان على العكس من ذلك فقد خلقت سياسات أردوغان خلال الفترة الماضية معارضين كثر له وخلقت أيضا مشكلات عديدة فقد «خرب «أردوغان تركيا وساهم بشكل كبير في تخريب الشرق الأوسط واسأل الكثير من الدماء في بلادنا وقالت د. صـدى النوغ أستاذ علوم سياسية بالجامعات التركية إن محاولة الانقلاب التي حدثت في تركيا لم تكن متوقعة وأثـارت العديد من المخاوف والشكوك لدى المواطنين والعديد من المهتمين بالشأن التركي.

فضلا عن تأثيرها على علاقات أنقرة بالدول المحيطة بها والدول الكبرى خاصة وأن تركيا كانت في وقـت ما على وشك الالتحاق بالقطار الأوروبي إذا ما نجحت في عقد صفقة مع قيادات الاتحاد الأوروبي لتحصل على العضوية بجانب مزايا أخرى في مقابل إزالة أرق المهاجرين عن القادة الأوروبيين. وأضافت أنه بالرغم من فشل محاولة الانقلاب العسكري وإعادة سيطرة الحكومة التابعة لحزب العدالة والتنمية على مقاليد الحكم في البلاد إلا أن هذه المحاولة خلقت شرخا كبيرا في الدولة الـتـركـيـة وتسببت في إحــــداث حـالـة مــن عـدم الاستقرار في الشارع.

 وأشارت إلى أن أحد أهم أسباب فشل الانقلاب هو عدم قـدرة المشاركين في على استمرار إحكام سيطرتهم على المنشئات السيادية فـى الـدولـة فضلا عـن عـدم مشاركة قادة المناصب السيادية في هذا الانقلاب سوى عقيد في الجيش مما افقد الانقلاب قدرته على الحصول على السلطات الرئيسية التي تمكنه من الاستمرار فى تحقيق أهـدافـه.

وأشـــارت النوغ إلى أن هناك حالة من الغموض الشديد تسيطر على جميع المـواطـنـين الأتــــراك ورؤســــاء الــدول ورجــال الإعلام لأن المعلومات المتوفرة مازالت ضئيلة وغير كافية لوضع تحليلات وتصورات واقعية بشأن ما يحدث الآن في تركيا وحقيقة الانـقـلاب الـزائـف، مضيفة أن التصور السائد الآن لـدى معظم المحللين السياسيين هــو أن ما حدث في تركيا ما هـو إلا مسرحية مفبركة قام بكتابة السيناريو الخاص بها رجب طيب أردوغان رئيس تركيا وساعده فى تحديد الممثلين وطبيعة أدوارهم حلفاؤه من حزب العدالة والتنمية لافتة إلى هناك العديد من الشواهد تؤكد صحة هذا التصور خاصة مع التغير الدراماتيكي السريع الذي حدث في تسلسل أحداث الانقلاب وإعادة سيطرة الحكومة على مقاليد الحكم فى غضون ساعات معدودة.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة