فيض الخاطر

الدكتور عبد العال.. سنة أولي برلمان

حمدي رزق

الثلاثاء، 19 يوليه 2016 - 01:37 م

  الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب يجتهد في ظرف عام متربص،مشكك، متوجس، يسبق الشك اليقين، ويسود التخوين، آفة حارتنا التخوين

لولا سلامك سبق كلامك، عتاب رقيق من الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب، استقبلته بنفس راضية، لم يكن المجال حينئذ يسمح بالحوار، ولكن ابتسامته التي سبقت سلامه تقطع مساحات الخلاف إلي تلاق علي الثوابت، مع خلاف حميد حول التفاصيل، والمساحة هنا لا تتسع للتفاصيل.

الدكتور عبد العال يجتهد في ظرف عام متربص، مشكك، متوجس، يسبق الشك اليقين، بل يغيب اليقين تماماً عن الحالة المصرية، ويسود التخوين، آفة حارتنا التخوين!

المقارنات لا تصح، لكل شخصيته وثقافته وطريقته، ومقارنة أداء الدكتور عبد العال بسابقيه تحمل تجنياً ابتداءً علي الرجل، الدكتور عبد العال ليس في « نزهة خلوية «، ولكن في معركة سياسية !.

الأستاذ الأكاديمي لم يتعود علي الصخب السياسي بعد، ويبدو من فوق المنصة كمحاضر يحاول فرض الهدوء وصولاً إلي الفهم المتبادل للدرس المطروح، توجيهات الدكتور عبد العال تثمر في « مدرج طلابي «، ولكن في « سوق عكاظ»صاخب سياسيا، فالأمر جد صعيب، الدكتور عبد العال يظهر كثيراً في ثياب القامعين للنواب.

رئاسة برلمان بهذا الحجم العددي، وبهذا التنوع السياسي، ودون حزب حاكم يمتلك أغلبية تفرض أجندتها علي البرلمان، مع نقص فادح في الثقافة البرلمانية والسياسية لعدد ليس قليلاً من النواب، وحداثة بعضهم بالعمل السياسي، يجعل المهمة صعبة، والإبحار بسفينة البرلمان تحتاج إلي دربة وخبرة ربان محنك !.

أعتقد أن الأداء علي المنصة يتطور، والخبرة مع مرور الأيام تتشكل، وقبض المقود بقفاز حريري يحتاج إلي نفس هادئ في الترويض، فليبتعد بمسافة عن التهديد والوعيد، يكفيه اللائحة البرلمانية، معلوم بين النواب من هو جامح إلي فرقعة سياسية، أو طامح إلي صورة فضائية، أو مزايد علي المزايدين، او يتعاطي تفاهات فيسبوكية !.

غيط من فيض العبثيات التي تهتبلنا وتهتبل وقت البرلمان الثمين، ماهو المطلوب من عبد العال ومجلسه أمام أكثر من 300 قانون بقرار رئاسي في فترة برلمانية مشحونة بالأحداث الجسام داخلياً وخارجياً.

الدكتور عبد العال ورث ومجلسه سمعة مجالس سبقت، وقبل أن يذهب إلي أعماله البرلمانية، تشريعاً ومحاسبة، تعرض لموجة عاتية من الرفض السياسي من الإخوان والتابعين وكل من فشل في الانتخابات البرلمانية، هجمة عقور !.

تخيل؛ مجلس انعقد بدون لائحة داخلية، جاء الأداء باهتاً، ملخبطاً، مشوشاً، في ظل استعراض مجنون من نفر من النواب حاولوا إرهاب رئيس المجلس بعلو الصوت، أخيراً تعقلت هذه الأصوات النشاز بعد نوبات من الصراخ الهستيري.

مهمة عبد العال أن ينهي سنة أولي برلمان علي وجه السرعة، وأن يقود البرلمان إلي مرحلة جديدة تماماً، ينفتح علي الداخل، والخارج، ويذهب إلي مصالحة الجماهير بتشريعات تحلحل المشاكل الحياتية التي تضج المضاجع، ويتجاهلها البرلمان.

مطلوب من برلمان يونيو، عين علي الشارع تملأ العيون، وعودة البث المباشر لجلسات البرلمان علي الأقل في القضايا المهمة والمصيرية، ضرورة لاستعادة الثقة، وإذا كان الدكتور عبد العال مصيباً في تشكيل لجنة تقصي حقائق فساد القمح، ننتظر منه لجنة من خبراء ثقاة لحسم قضية تيران وصنافير، لا تتأخر كثيراً يادكتور، لاتؤجل عمل اليوم إلي الغد.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة