السفيرة مشيرة خطاب
السفيرة مشيرة خطاب


مصر تحشد قوتها الناعمة لحسم المنافسة على قيادة «اليونسكو»

أسامة السعيد

الأربعاء، 20 يوليه 2016 - 04:18 م

 

لم يكن مشهد إعلان ترشيح وزيرة الأسرة والسكان السابقة السفيرة مشيرة خطاب مجرد مناسبة رسمية لطرح اسم مرشحة مصر للمنافسة على منصب المدير العام لمنظمة «اليونسكو».

فقد بدأ المشهد مساء أول أمس أشبه باستعراض قوة مصر الناعمة التي كانت ولا تزال أحد أهم أدوات التأثير المصري إقليميا ودوليا، تضافرت عوامل المكان والحضور في بث رسائل واضحة وقوية، فاختيار إطلاق الإعلان الرسمي من حديقة المتحف المصري، وأمام بوابته الرئيسية أضفى على الحدث عمقا تاريخيا ترجمته رمزية المتحف الذي يعد واحدا من أهم وأشهر المؤسسات الأثرية والسياحية في العالم.

حيث يحتوى أكثر من ١٥٠ ألف قطعة من نفائس وكنوز الحضارة المصرية القديمة، بينما التف الحضور من الشخصيات الرسمية والقامات الفكرية والإبداعية حول المرشحة المصرية، ليؤكدوا أن ثروة مصر الحضارية والثقافية أكبر بكثير من سطوة المال، وأن الثراء الحضاري يجب أن يكون هو معيار الاختيار الحقيقي لمن يشغل ذلك المنصب الدولي الكبير.

وشهدت احتفالية الإعلان الرسمي عن مرشحة مصر لخوض المنافسة على منصب مدير عام اليونسكو حضورا كبيرا تجاوز الألف شخص من مختلف الفئات، احتشد فيها كبار رجال الدولة، وفى مقدمتهم المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، إضافة إلى أغلب وزراء الحكومة، وعدد كبير من الشخصيات السياسية والوزراء السابقين وإلى جوارهم العشرات من السفراء العرب والأجانب المعتمدين بالقاهرة، وامتلأت الصفوف كذلك بالعشرات من رموز الفكر والثقافة والفن في مصر، ربما أراد منظمو الحفل أن يخرج بهذه الصورة العفوية.

قوة مصر

المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء ركز على هذا البعد أيضا في كلمته، والتي أعلن خلالها ترشيح الوزيرة مشيرة خطاب لمنصب المدير العام لمنظمة «اليونسكو»، فقد أشار إلى أن تراث مصر الثرى المتنوع أحد أهم عناصر قوتها، إضافة إلى حرصها على التنوع الثقافي وإعلاء شأن التراث الإنساني وحمايته والمحافظة عليه واعتبار التعليم والثقافة والبيئة الصحية السليمة حقا من حقوق المواطنة طبقاً لدستورها الصادر في عام 2014.

أما وزير الخارجية سامح شكري، فأشار في كلمته إلى أن مصر بفضل جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي قاد وفد مصر في قمة الاتحاد الأفريقي التي استضافتها العاصمة الرواندية كيجالى نجحت في الحصول على التأييد الأفريقي للمرشحة المصرية، لتصبح بذلك مشيرة خطاب مرشحة مصر وأفريقيا رسميا.

تحدٍ صعب

من جانبها استهلت مشيرة خطاب مرشحة مصر رسميا للمنافسة على منصب المدير العام لمنظمة اليونسكو كلمتها خلال الاحتفالية بتوجيه الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي وللحكومة على تشريفها بهذا الاختيار، كما وجهت الشكر للاتحاد الأفريقي على دعمه ترشيحها.

وأكدت أنها تدرك أن المنافسة على المنصب تمثل تحديا صعبا، لكنها تخوض المنافسة مسلحة بحضارة مصر التي تعد واحدة من أعظم حضارات التاريخ، وبرقى شعبها الذي صنع فجر الضمير.

وأوضحت مشيرة خطاب أن الاهتمام العالمي بقضايا التعليم والثقافة ونشر قيم التسامح واحترام حقوق الإنسان لم يعد ترفا أو قضية تخص النخبة وحدها.

ودعا د. إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية إلى حشد الجهود العربية وراء مرشحة مصر، وأكد لـ «الأخبار» ضرورة التحرك عبر رؤية عملية وخطة علمية لتنسيق الجهود والتواصل مع كافة الأطراف الفاعلة لضمان الفوز بالمنصب.

وأكد أندريه باران سفير فرنسا بالقاهرة أن مشيرة خطاب تحظى بتعاطف عالمي كبير، نظرا لدورها في خدمة قضايا التنمية وتعليم الفتيات.

وأشار في تصريحات خاصة لـ «الأخبار» إلى أن بلاده بحكم أنها الدولة المستضيفة لمقر منظمة اليونسكو لا تستطيع ترشيح أو تأييد مرشح لمنصب المدير العام للمنظمة، لكنه يلاحظ من خلال حضوره للعديد من الفعاليات والمناسبات الثقافية العالمية مدى ما تحظى به المرشحة المصرية من تقدير عالمي.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة