محور منخفض القطارة
محور منخفض القطارة


محور منخفض القطارة «يروض» الصحراء

محمد وهدان- حسام عبدالعليم

الأحد، 24 يوليه 2016 - 02:33 ص

محور منخفض القطارة شريان حياة جديد للتنمية... أحد اكبر الطرق الجديدة التى يتم إنشاؤها على أرض مصر ضمن المشروع القومى للطرق بإجمالى ٣٤٠٠ كيلومتر بدأ العمل به عقب تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الحكم عام 2014... تقع بداية شريان التنمية الجديد من الطريق الدائرى الإقليمى تحديدا عند نهاية محور روض الفرج الكيلو 67 طريق الإسكندرية الصحراوى وينتهى عند منطقة رأس الحكمة قبل مدينة مرسى مطروح بحوالى 70 كيلو مترا.
جاءت فكرة إنشاء المحور الجديد لما سيحدثه من طفرة كبيرة  بالمنطقة الغربية للبلاد.. ويبلغ اجمالى طول الطريق 376 كيلو مترا بالوصلات الفرعية التى تخرج منه الى عدة مدن مختلفة على طول امتداده.. فيما يصل طول المحور نفسه من مدينة أكتوبر حتى مدينة الضبعة ٣١٠ كيلومترات وسط الصحراء.. ويستهدف إنشاء الطريق تحقيق معدل نمو اقتصادى لا يقل عن 12% سنوياً وتوطين 5 ملايين مواطن وتوفير نحو 1.5 مليون فرصة عمل».
«الأخبار» قامت برحلة عبر محور طريق منخفض القطارة الجديد من بدايته حتى نهايته ... قطعنا مئات الكيلومترات على الطريق ... وصلاته الفرعية لنقف على حجم العمل الكبير... نتعرف على تفاصيل أكثر ونرصد أعمال الإنشاءات... التقينا العديد من مديرى شركات المقاولات والعاملين بها... تعرفنا على آرائهم وجهودهم التى تحول الصحراء النائية الى شىء اخر مختلف تنبض فيه الحياة.
انطلقنا باتجاه محور 26 يوليو الى نهايته عند «نزلة» طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوى... واصلنا السير على الطريق الصحراوى بعد المرور من بوابة الرسوم والسير لمسافة 30 كيلو متر تقريبا كانت اعمال الإنشاء فى امتداد محور روض الفرج وهو كوبرى يقطع الطريق الصحراوى مازالت قائمة .. بعد المرور أسفله والسير لمسافة 2 كيلومتر على الطريق الصحراوى هناك تحويلة " كوبرى " للمتجه الى اتجاه القاهرة صعدنا الكوبرى واتخذنا اتجاه القاهرة وعلى بعد 300 متر من " نزلة" الكوبرى سلكنا "واصلة " يميناً تؤدى الى بداية الطريق الدائرى الإقليمى الجديد من ناحية طريق الإسكندرية الصحراوى حيث تقع بوابة الرسوم التابعة لقيادة طريق الإسكندرية الصحراوى توقفنا عند بوابة الرسوم... تحدثنا مع مدير البوابة... سألناه عن نهاية الطريق الدائرى الإقليمى... قال أن الطريق الاقليمى يغطى محافظات الفيوم وبنى سويف ومنها إلى المنيا وأسيوط والواحات البحرية وسيوة، ومن الجانب الغربى يمتد الدائرى الاقليمى الى مدينة بلبيس بالشرقية الى محافظة السويس.
«منخفض القطارة»
بعد مرورنا من بوابة الرسوم انطلقنا بالسيارة لمسافة 10 كيلومترات وسط الصحراء .. يقع هناك أول طريق يقطع الدائرى الاقليمى.. هذا الطريق محور منخفض القطارة الذى يبدأ من مدينة أكتوبر وتحديداً عند منتصف "الوصلة" التى تبدأ من ميدان جهينة إلى طريق الإسكندرية الصحراوى... تبلغ المسافة من بداية الطريق من ميدان جهينة بمدينة أكتوبر إلى طريق الدائرى الاقليمى 30 كيلو مترا تمثل المرحلة الأولى لطريق منخفض القطارة ويعتبر هذا الجزء امتداداً لمحور روض الفرج ... واصلنا الرحلة على طريق منخفض القطارة الذى يشق وسط الصحراء فى اتجاه الساحل الشمالى... تم الانتهاء من اعمال الرصف ومازالت التشطيبات الاخيرة مستمرة لعمل الحواجز الخرسانية على جانبى الطريق والمنتصف وتبطينها بالحجارة خاصة فى المناطق الرملية المرتفعة التى شقها الطريق والتى تشهد تدفق السيول فى فصل الشتاء حتى لا تدمرها... الطريق لايزال خاليا من أى خدمات... لوحات ارشادية أو اعمدة انارة... بعد مسافة 130 كيلومترا تقع أول تفريعة من المحور الجديد تؤدى الى منطقة جبل حامد مدينة برج العرب ويصل طولها 23.5 كيلو متر ومازالت التشطيبات جارية لربطها بمحور منخفض القطارة... من الكيلو 130 الى الكيلو 160 بعد السير لمسافة 30 كيلومترا من وصلة جبل حامد تقع ثانى تفريعة من محور منخفض القطارة... تفريعة "البرقان" وطولها 23 كيلو متر حتى تقاطع طريق وادى النطرون العلمين ثم منه إلى مدينة الحمام وهذا الوصلة تم الانتهاء منها.
«تفريعة العلمين»  
عند الكيلو 210 تقع التفريعة الثالثة من محور منخفض القطارة بعد 50 كيلو مترا من تفريعة البرقان ويطلق عليها تفريعة " البترول أو العلمين" وطولها 45 كيلومترا وتصب نهاية هذه التفريعة على طريق الساحل الشمالى وتحديدا أمام بوابة مارينا 7 وتخدم شركات البترول التى تقع فى هذه المنطقة نتيجة لكثرة اَبار البترول والشركات العاملة فيها... عند الكيلو 260 تقع التفريعة الرابعة وتسمى وصلة " الضبعة " التى تؤدى الى مدينة الضبعة وطولها 26 كيلو مترا نهايتها مدينة " فوكه"  بالطريق الساحلى... تم الانتهاء من اعمال هذه الوصلة وربطها بمحور منخفض القطارة بنسبة 94 %... تسابق شركات المقاولات العاملة فى هذا الطريق الزمن للانتهاء فى اعمال الإنشاء به تمهيدا لافتتاح الطريق بوصلاته الفرعية نهاية الشهر المقبل.
«45 شركة مقاولات»
أعمال الانشاء المرحلة الثانية للطريق التى تبدأ من بداية الدائرى الأقليمى الى وصلة الضبعة تتم على قدم وساق ... اكثر من 45شركة مقاولات تعمل ليل نهار لاخراج هذا العمل الكبير التى تم فى وقت قياسى ليفاجأ به المواطنون دون مبالغة... لم يكن احد يتخيل ان يتم انشاء طريق سريع يشق الصحراء بطول 395 كيلو مترا خلال عام ونصف العام فقط  فى حين تصل الفترة المقدرة للعمل 4 سنوات... لكن مالا يراه احد ان هناك اَلاف العمال والفنيين والمهندسين يعملون ليل نهار وسط ظروف جوية قاسية فى الشتاء والجو البارد القارس أو الصيف والحرارة المرتفعة التى لا تقل فى هذه المنطقة من الصحراء عن 40 درجة مئوية فى الظل.
«أصعب طريق»
عند وصولنا الكيلو 160 بالطريق الجديد عند وصلة البرقان  كان احد المسئولين بادارة المهندسين العسكريين بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة التى تشرف على المشروع يعقد اجتماعا مع مديرى شركات المقاولات العاملة فى المشروع فى موقع احدى الشركات... تحدثنا معه لنتعرف عن تفاصيل أكثر لهذا المشروع الكبير... قال إن أصعب طريقين يتم انشاؤهما ضمن المشروع القومى للطرق هما  طريق جبل الجلالة لصعوبة التربة فى المنطقة حيث جزء كبير من الطريق يشق احد الجبال الصخرية  والطريق الثانى محور منخفض القطارة وسط الصحراء الغربية ويمر بمناطق جديدة كانت الحياة فيها قبل انشائه مستحيلة أكد أن الهدف من شق الطريق ليس بدافع اختصار المسافة بين القاهرة ومنطقة الساحل الشمالى انما التنمية ودفع المواطنين الى التحرك خارج الكتلة السكانية وبداية حياة جديدة... فضلا عن انه يربط مناطق متفرقة بالبلاد ببعضها البعض من اقصى الشرق الى الغرب الى الجنوب... بالتأكيد يمثل محور تنمية كما كان ينادى عالم الجولوجيا المصرى فاروق الباز... علاوة على أنه يحدث طفرة صناعية وزراعية وسياحية بمحافظات القاهرة والإسكندرية ومطروح والبحيرة والجيزة  ويخدم العاصمة الادارية الجديدة وموانى بورسعيد ومدن القناة ... مشيرا الى ان الطريق لا يختصر سوى كيلو مترات فقط من القاهرة الى الساحل الشمالى لا تتعدى 30 أو 40 كيلو مترا وليس 100 كيلومتر كما يردد البعض.
«المرحلة الثانية»
وحول موعد افتتاح المرحلة الثانية من الطريق التى تنتهى فى مدينة الضبعة بطول258 كيلومترا... فضلا عن الوصلات الفرعية الأربعة التى يصل اجمالى طولها 120كيلو مترا ... أوضح انه كان من المفترض الانتهاء منه خلا الشهر المقبل إلا ان هناك بعض التعديلات التى طرأت خلال العمل فى المشروع عقب فصل الشتاء الماضى مع تغير الظروف المناخية التى تعانى منها جميع دول العالم وحدوث سيول غزيرة كما حدث فى قرية عفونة وادى النطرون وادت الى تدمير الاراضى الزراعية والمنازل... تم وضع الأمر فى الحسبان خلال العمل فى الطريق واستعنا ببعض اساتذة متخصصين فى علوم الجيولوجيا والسيول وقرروا زيادة اعداد مخرات السيول التى تصل الى العشرات اسفل الطريق على طول امتداده لمرور المياه المجمعة من الامطار من خلالها دون ان تعترض الطريق الجديد التى يمكنها حماية الطريق لمدة 100 عام لانه فى حالة اعتراضها سوف تدمره، وفيما يتعلق بالبدء فى المرحلة الثالثة وتمثل امتداد المحور الجديد حتى مدينة رأس الحكمة  قال انها لاتزال فى مرحلة الاعداد والتجهيز ولم يتم بدء العمل بها فى الوقت الحالى، مشيرا  الي انه سيتم العمل فعليا بهاعقب الانتهاء من المرحلة الثانية وافتتاحها.
«شعور رائع»
وفى السياق ذاته التقت "الأخبار" بعض مديرى شركات المقاولات العاملة فى المشروع... فى البداية تحدثنا مع المهندس أشرف تميم مدير المشروع بشركة أبناء حسن علام... قال ان شركته من اولى الشركات التى عملت فى المشروع التى بدأت فعليا أوائل عام 2015  بقوة 400 فرد من مهندسين وعمال وفنيين.
وأشار الى ان الطريق يتم انشاؤه فى بيئة صحراوية قاسية لا يوجد بها أى حياة مما دفع الشركة الى اقامة "كرافانات" للإدارة واخرى سكنية لإقامة المهندسين والعاملين بالموقع الذين رغم كل المعاناة يعملون فى سعادة فى ظل ظروف شديدة الصعوبة لأسباب لا تتعلق بزيادة قيمة الأجر لكنها ترتبط برؤية الانجاز الذى بنوه يتجسد فى صورته النهائية وأضاف: شعور رائع أن ترى يديك تغير ملامح صحراء ربما لم تطأها قدم انسان من قبل ... مؤكدا أن اعمار الارض مثل العبادة وتمنى على الدولة ان تعد خطة عمل تمتد الى 5 سنوات قادمة للاستفادة من الطريق الجديد عن طريق انشاء مدن جديدة عليه وأوضح انه فى حالة انشاء هذه المدن ستجذب ملايين المواطنين للعيش فيها نظرا لموقعها المتميز ومحاور الطرق الجديدة التى تم انشاؤها حديثاً حولها.
ويقول المهندس احمد مفيد مدير المشروع بالشركة المتحدة للمقاولات، إنه تم تخصيص مسافة 75 كيلو مترا من الطريق للشركة التى تعمل بالموقع منذ 13 شهراً بقوى بشرية تصل الى 700 فرد من مهندسين وعمال وفنيين، واكد ان الصعوبة الحقيقية التى كانوا يواجهونها هى الظروف الجوية الصعبة حيث درجات الحرارة فى الصيف مرتفعة جدا وتزداد فى المناطق الصحراوية ... وأضاف أنه رغم ذلك لا يتوقف العمل ليل نهار ... مشيرا إلى أن الفترة التى كان من المفترض الانتهاء فيها من انشاء هذا الطريق 4 سنوات... لكننا نعمل فى ظروف مختلفة ونسابق الزمن من أجل انجاز المشروع الذى يحدث طفرة كبيرة فى مختلف المجالات ويخدم عدة محافظات... قال إن الشركة قامت بعمل مايقرب 21 مخرا للسيول فى المناطق المكلفة بالعمل فيها ... كما ان المياه الجوفية فى المنطقة قريبة جداً مما يساعد على الزراعة ... مشيرا الى ان الشركة قامت بحفر بئر على عمق 350 متر لخدمة اعمال الإنشاء  ويتوقع انه خلال 3 سنوات قادمة يتحول جانبا الطريق من اللون الأصفر إلى الأخضر مع وجود خطة لتنمية منطقة منخفض القطارة ضمن تنمية مناطق محددة تتوافر بها موارد مياه جوفية للزراعة والصناعة والعمران.
«كلمة السر»
فيما أكد المهندس أحمد حجى مدير المشروع بشركة أوراسكوم أن طريق منخفض القطارة يتم انشاؤه وفقا للمواصفات العالمية من حيث الجودة وتحمل الظروف المناخية من أمطار وسيول ودرجات الحرارة المرتفعة. ويضيف ان عدد العمالة يبلغ 1200 من مختلف الفئات... مشيرا إلى ان هناك مخرات للسيول فى بعض المناطق بالطريق تنفذها الادارة الهندسية بالقوات المسلحة والعمل هنا يتم فى وقت قياسى كما قامت الشركة بالانتهاء من 130 كيلو مترا ضمن المرحلة الأولى... بينما يبلغ طول المرحلة الثانية 70 كيلو مترا ويتم الانتهاء منها خلال الأيام القليلة الماضية.
وأكد المهندس تامر عبد السلام مدير المشروع بشركة «المقاولون العرب» ان كلمة السر فى انجاز محور منخفض القطارة تكمن فى زيادة اعداد العمالة وتوفير المعدات والاَلات وسيارة النقل المستخدمة فى المشروع تحت رقابة جيدة ... مشيرا الى ان الشركة تستخدم معدات جديدة لأول مرة فى الموقع مشيرا ان عدد العمالة بمختلف انواعها تصل الى 800 فرد توفر لهم الشركة كل الخدمات من اماكن الاعاشة والمبيت وسيارات توصيل العمال الى اقرب مكان للسفر الى ذويهم وعند عودتهم للموقع... فضلا عن عمل ورش صيانة ثابتة بالموقع تشمل جميع الفنيين والميكانيكيين لسرعة التحرك لمواجهة اى اعطال بالالات او المعدات.
«مجتمع جديد»
من أمام الماكينة الألمانية العملاقة "الخلاطة" فى اول عمل لها بمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، يقول محمد خليفة نائب رئيس مجلس ادارة احدى الشركات المنفذة للمشروع للشئون الفنية انه يستطيع التحكم عن بعد فى الخلاطة العملاقة التى تعتبر احدث معدة فى العالم وهى المانية الصنع ... مضيفا انهم قاموا بتعريب البرنامج حتى يسهل التعامل معه من قبل الفنيين وتفادى الأخطاء عند اعداد الخلطة الأسفلتية من "رمل وسن ونواتج تكسير وبودرة اضافية.
«الكسارة الألمانية»
يلتقط طرف الحديث المهندس هيثم جعفر المسئول الفنى للمشروع المشرف على المعمل ويقول أن ناتج تكسير "الكسارة" تدخل بنسب معينة ومحسوبة فى خلطة الأسفلت طبقا للمواصفات القياسية وأكثر المشاكل التى وقفت امامنا فى مشروع محور الضبعة ارتفاع درجات الحرارة... اضافة الى عوامل الطبيعة القاسية وضعف الشبكات لذا استعوضنا ذلك بشبكه اللاسلكى لكن نستخدمها فى مساحات محددة فقط .و اشار المسئول الفنى للمشروع انهم قاموا بتعريب البرنامج الذى يشغل "الخلاطة الام" التى تعتبر الاحدث فى الشرق الأوسط وأتينا بها من المانيا... مؤكدا ان ذلك يجعل معدلات الخطأ تنخفض الى صفر %.
ويضيف ان طريق محور الضبعة يتكون من 3 "مواد ترابية ومواد طبقه اساسية والمواد الأسفلتية" لكل منها مواصفات قياسية فى عمل الإختبارات ولابد لكل جزء أن يكون مطابقا للمواصفات القياسية والعالمية عن طريق وضع طبقة من الرملة والحجارة فى البداية بكثافه 40 سم وبعدها طبقة رابطة ومن ثم الطبقة الأسفلتية.
ويشير المهندس هيثم جعفر المسئول الفنى للمشروع الى ان الكسارة الأم لاتقل اهمية عن الخلاطة التى تدمج وتخلط الطبقة الأسفلتية مع الرمال والطبقة الصخرية... موضحا ان العمال يأتون بالحجارة الدبش الكبيرة والمتوسطة الحجم الى الكسارة على بعد 4 كيلومترات من موقع المشروع ويقومون بانزال الحجارة اليها حتى تبدأ الكسارة رحلة عملها لتعطى فى النهاية حجارة وصخورا بكافة الأحجام بعد سحقها بواسطة الكاسور. ويضيف: « يتم تكسير الاحجار باحجام مختلفه ليأخذها كل سير مخصص من 5 سيور لتعطى فى النهاية رمال تكسير واحجار باحجام مختلفة نقوم برصف الطريق بها... وان الكسارة حققت نجاحات هائلة بسبب قربها من موقع المشروع... نحن لانضيع الوقت وننقل الحجارة الى الطريق الذى يبعد كيلوات بسيطة من موقع «الخلاطة « او «الكسارة».

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة