مشاغبات

الضمير وتوريد القمح

محيي الدين عبدالغفار

الأحد، 24 يوليه 2016 - 02:45 م

لا أدري.. لماذا ضاع الضمير عند بعض المسئولين في بلدنا ولم يعد كما كان في الماضي البعيد، فكلما توحدت الدولة علي مشروع معين للنهوض بها أو الاكتفاء الذاتي من سلعة معينة، تجد من باع ضميره وسال لعابه أمام الملايين من الجنيهات التي يراها بلارقيب أو حساب، ولعل عملية توريد القمح هذا العام وما شابها من عدم الشفافية والاختلاس من جانب مسئولين معدومي الضمير لهو خير دليل علي ذلك.. فعملية توريد القمح.. شابها الكثير من المصاعب والمشاكل.. منها خلط القمح المحلي مع المستورد وتوريده علي أنه انتاج مصري للاستفادة من فروق الأسعار، والابتزاز الذي يقوم به موظفو الشون والصوامع للفلاح من أجل استلام القمح منه، وعدم توفير الصوامع المجهزة وترك القمح في العراء ليكون غداء للعصافير والطيور.. وضياع الآلاف من الأطنان علي الدولة.. أما الكارثة الكبري.. فهي سرقة الملايين من الجنيهات مقابل توريد قمح وهمي ولأن كميات التوريد تكون بملايين الأطنان.. تكون السرقة أسهل وانعدام الضمير يزداد.. وهنا لعب الشيطان برأس الكثير من المسئولين.. فقاموا بتوريد وهمي لآلاف الأطنان واستحلوا ملايين الجنيهات من قوت الشعب الغلبان.. وهنا تتحمل وزارة التموين مسئولية هذه الملايين المهدرة والمنهوبة، نتيجة عدم الرقابة أو توفير صوامع حسب المواصفات لمعرفة ما تم توريده.. ياجماعة الخير، المال السايب يعلم السرقة.. وهنا لابد من الضرب من حديد علي يد من يستحل سرقة قوت الشعب الغلبان.. ومساءلة وزارة التموين علي الملايين المهدرة.
العذاب في مكتب بريد الحي الثامن
> كنت أقرأ وأشاهد كثيرا معاناة أصحاب المعاشات أو المتعاملين مع مكاتب البريد.. ومنذ اسبوعين تعاملت مع مكتب بريد الحي الثامن بمدينة نصر.. وهنا تأكدت أن ما أقرأه ما هو إلا أقل القليل مما عانيته بنفسي أمام المكتب فهو عبارة عن دكان في سوق تجاري بجوار مخبزين للعيش البلدي وعليك أن تتحمل حرارة الشمس وحرارة النار الصادرة من المخبزين، كبار السن واصحاب المعاشات ينتظرون أمام المكتب من قبل شروق الشمس ومن يريد أن يسحب أي جزء من حسابه عليه أن يأتي بعد العاشرة والنصف صباحا بعد أن تصل السيارة التي تحمل الأموال.. وفي هذا المكتب شاهدت سلبيات كثيرة منها.. عدم ملاءمة المكان أقصد الدكان لكي يكون مكتب بريد.. يتعامل مع الآلاف من المواطنين.. لايوجد به غير ثلاثة شبابيك للعملاء.. الأول لأصحاب الشيكات والحوالات والثاني لأصحاب دفتر التوفير والثالث لصرف المعاشات، لايوجد مكان لانتظار العملاء إلا الشارع.
انتظرت من العاشرة صباحا حتي الواحدة بعد الظهر لانهاء معاملة ابنتي، عليك أن تترك نفسك وسط الزحام الرهيب داخل الدكان «مكتب البريد» حتي يأتي دورك.. وهنا قررت إغلاق حساب ابنتي في دفتر التوفير وإذا بالموظف يرفض تماما اغلاقه فلابد من ترك مبلغ به أو الذهاب إلي لاظوغلي لاغلاق الحساب هناك.. ولا أدري لماذا لاظوغلي فابنتي فتحت الحساب في هذا المكتب وتريد أن تنهيه في نفس المكان.. ثلاث ساعات عذاب لأنهي به معاملة لاتستغرق عشر دقائق.. وهكذا تعامل هيئة البريد عملاءها ومعظمهم من كبار السن.. لا آدمية في التعامل وموظفون لايحترمون العملاء.. مكان المكتب لايصلح إلا أن يكون «فرن» بلدي..عندما حاولت الاعتراض علي كل هذه السلبيات.. كانت النتيجة ان توقف الموظف عن العمل ولم يستأنفه إلا بعد اعتذار كبار السن نيابة عني.. لأنني رفضت الاعتذار.. رئيس الهيئة القومية للبريد.. حرام عليكم ما تفعلونه مع كبار السن وأصحاب المعاشات.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة