من باب العتب

لماذا تغضب زوجتي ؟!

د.محمود عطية

الإثنين، 25 يوليه 2016 - 02:02 م

تفسيرات متلاحقة تصارعت ودارت في رأسي بعدما اختصني أحد القراء برسالة، يسألني فيها سؤالا خاصا به، ويريد إجابة، أو يريد تفسيرا.
وسؤال القارئ جاء عبر رسالة يقول فيها «.. تحية طيبة.. لمست في كتاباتك التلاحم مع مشكلات المجتمع، لكنك لا تتعرض لمشاكل الأزواج مع زوجاتهم، وهي مشكلات من صميم الحياة ومن قلب المجتمع، واسمح لي أن أطرح عليك سؤالا أو بالأحري مشكلتي ، وهي أنني لاحظت أن زوجتي حين تعرض عليّ مشكلة أو أمرا خاصا بها ، وأحاول سريعا الإجابة أو تحليل ما تعرضه عليّ، أجدها تتحول إلي كائن خرافي هيستيري يبرطم بلغة مثل لغتنا لكنها سريعة مثل طلقات مدفع ألماني، وتعرج بلا سبب واضح علي حياتنا الزوجية، وتستخدم تعبيرات أكاد أكون قد حفظتها مثل «انت كده ما تحبش تسمع حاجة مني» أو «انت عمرك ما ركزت في كلامي» أو «أنت ليه متلهوج كده ما تستني لما اكمل كلامي» مع ملاحظة أنها تقريبا عرضت مشكلتها في أكثر من ساعة وتخللها بعض تلميحات عن حياة الجيران اللي ما بنسمعش لهم صوت، يعني مش زينا..!
قارئي العزيز.. اشكر سعيك للكتابة لي وسعيكم مشكور، لكن يبدو أنك لم تستفد من تجربة حياتك مع امرأتك ولم تنتبه لتحليل كلامها معك حتي تستفيد خبرة بزوجتك وتصبح حياتك أسلس قيادة، واسمح لي أن انبهك أن المرأة عادة مبرمجة علي حب الحديث بغض النظر عن أهمية ما تقوله.. خاصة ربات البيوت، حيث إنه في نهاية يومها ترغب في التحدث في شئون الحياة اليومية.. ويظن الرجل أن امرأته تريد حلا لمشكلة ما بمجرد حديثها معه، وهي في الحقيقة تريد الكلام أو الحديث ولا شيء غير الفضفضة.. جرب واستمع لها فقط دون أن تقاطع حديثها، فستجد أنه لا توجد مشكلة عندها، سوي الرغبة في الحديث والكلام واحد ينصت لها.. حاول وجرب، ولن تسأل مرة ثانية لماذا تغضب زوجتي؟!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة