هايد بارك

ثانوية جديدة

خالد ميري

الإثنين، 25 يوليه 2016 - 02:08 م

مازالت الثانوية العامة قادرة علي أن تحبس أنفاسنا. كل الشعب المصري وليس فقط ٥٠٠ ألف أسرة كتموا أنفاسهم لدقائق أو لساعات أول أمس في انتظار النتيجة.. وفور إعلانها انطلقت الزغاريد والأفراح في مئات الآلاف من البيوت والدموع في بيوت أخري.. وبعد أن هدأت الأعصاب لدقائق عادت لتشتعل من جديد وهي تحاول الإجابة عن السؤال الصعب.. ما مصير الأولاد بعد النجاح وما هي الكليةالتي سيلتحقون بها.
الحقيقة أن منظومة الثانوية بأكملها في حاجة للتغيير.. ويكفي المليارات التي يتم إهدارها كل عام وحرق الدم الذي لا ينتهي إلا ليبدأ من جديد.
بعد فضيحة التسريب هذا العام أصبحنا أمام واقع جديد يفرض تغييرا فوريا في منظومة الامتحانات.. فلا يكفي حبس ومعاقبة كل من تورط بل يجب ضمان ألا يتكرر ذلك مرة أخري.. والنظام الجديد الذي تعمل عليه الدولة سيتحكم فيه الكمبيوتر بشكل كبير بما يضمن تراجع العنصر البشري وإغلاق الأبواب أمام الفساد والتسريب.. هذه مسألة مهمة لكنها حلول مؤقتة.. فالنظام بأكمله في حاجة للمراجعة.. فلا يمكن تعليق مستقبل طالب علي امتحان واحد مهما كانت قدراته أو ملكاته، ولا يمكن أن يظل نظام القبول بالجامعات معتمدا علي مكتب التنسيق ودرجات عمياء لا علاقة لها بإمكانات الطلاب وقدراتهم.
إصلاح التعليم هو مستقبل مصر.. ولا يمكن للوضع الحالي أن يستمر.. فالدولة لن تتحمل نظاما فاشلا يضخ مئات الآلاف من العاطلين سنويا وهم غير مؤهلين لتحمل المسئولية أو العمل بوظائف تحتاجها الدولة.. الحقيقة ان أي خطط للإصلاح أو التنمية لا يمكن ان تنجح في ظل وضع الثانوية الحالي.. والمؤكد أن لدينا خبراء قادرين علي وضع خطط متكاملة للإصلاح.. والمهم أن نبدأ فورا.
>> محكمة:
هذا العام كانت نتيجة الثانوية مصدرا للسعادة في عائلتي الصغيرة بعد نجاح آية ابنتنا الكبري وابنة شقيقي الكبير هاني وحصولها علي ٩٨٪.. لكن المجموع الكبير لا يعفي من السؤال المهم وماذا بعد وما هي الكلية التي ستلتحق بها.. ولا يعفي من الإحساس بالمرارة بأنه يمكن أن يكون هناك غشاش حصل بالغش علي نفس مجموع طالبة متفوقة لم تعرف طعما للراحة منذ عام.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة