بدون تردد

الجريمة الأخطر

محمد بركات

الثلاثاء، 26 يوليه 2016 - 02:06 م

الجريمة الإرهابية البشعة التي وقعت بالأمس في إحدي القري الفرنسية الصغيرة بالضاحية الشمالية لباريس، واستهدفت كنيسة القرية، وما نجم عنها من قتل لكاهن الكنيسة وإصابة جسيمة لأحد المصلين،...، لا يمكن ولا يجب النظر إليها أو التعامل معها علي أنها واحدة من جرائم الإرهاب وعملياته الدموية الخسيسة المألوفة أو العادية، التي ازدادت وتيرتها وتسارعت معدلاتها في الدول الأوروبية في الآونة الأخيرة، وفي الأيام والأسابيع الماضية علي وجه التحديد.

هذه جريمة مختلفة، بل لا أبالغ إذا ما قلت إنها الأخطر علي الإطلاق، رغم قلة عدد الضحايا بالمقارنة بالأعداد التي راحت ضحية الجرائم الإرهابية السابقة عليها، سواء في باريس أو بروكسيل أو ميونخ أو نيس أو غيرهما من المدن الأوروبية.

هي الأخطر بالقطع لأنها الأولي التي تستهدف بوضوح اللعب علي الأوتار الدينية بصورة مباشرة وصريحة، وذلك باستهداف مباشر لإحدي الكنائس الأوروبية، واحتجاز رهائن وقتل كاهن الكنيسة،..، وذلك في رسالة واضحة بأن الإرهاب الداعشي مرتكب الجريمة والمتمسح بالإسلام كذبا وادعاء ـ هو في عداء مع الكنيسة ودور العبادة المسيحية.

وهي الأخطر لأنها دعوة مباشرة لإثارة غضب الفرنسيين والأوروبيين عموما ضد المسلمين بصورة عامة، وهذه مسألة بالغة الخطورة، وسيكون لها انعكاسات بالغة السوء لو نجح الإرهابيون الداعشيون في ترسيخ وتأكيد الانطباع الخاطئ لدي المواطن الأوروبي بأنه في مواجهة حرب إرهابية ذات توجه ديني.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة