وحي القلم

الثانوية العامة .. الطريق للمجهول

صالح الصالحي

الأربعاء، 27 يوليه 2016 - 12:52 م

اعتقد أن اجراء امتحان موحد للثانوية العامة، يؤدية الطلاب بجميع انحاء الجمهورية في وقت واحد كان بهدف المساواة وتكافؤ الفرص.. خاصة وان الجامعات كانت معدودة علي أصابع اليد الواحدة.. وكان هناك تعليم حقيقي. مدرس ممتاز ومدرسة مؤهلة وطالب مجتهد..

بالفعل كانت تحقق الامتحانات هدفها.. ورويداً رويداً تحولت الثانوية العامة مع زيادة عدد الطلاب وقلة الجامعات رغم انتشارها في كل المحافظات تقريبا.. وضمور الضمير - تحولت إلي غول ينهش في عقول واجساد ابنائنا يستولي علي أموال الاباء وينهك قواهم وصحتهم النفسية والعامة بل وصلت إلي حد اغتيال الطلاب ولم تعد تحقق الهدف، فليس هناك مساواة أو تكافؤ الفرص في ظل الانفلات التعليمي والغش بأنواعه.

الآن وبعد مرور أعوام عديدة علي الامتحان الموحد للثانوية العامة، وفي ظل معطيات محددة - لابد أن نقف وقفة هامة لنقيم الأمر برمته.. علينا أن نتساءل.. ماجدوي الامتحان الموحد.. في ظل التوزيع الجغرافي.. علينا أن نجد وسيلة أخري تحقق المساواة وتكافؤ الفرص.

ما الهدف من الثانوية العامة؟ هل الالتحاق بالجامعات بأي وسيلة أو شكل .. مهما كان الناتج وصورته؟

محتوي المناهج وأسلوب الدراسة ومستوي المدرسين والمدرسة.. بل وطريقة الامتحانات نفسها .. هل تتناسب مع عقول الطلاب الآن..

هل الامتحانات تقيس بالفعل مستوي الطلاب  ورغباتهم في ظل انتشار الغش الجماعي والفردي  والممنهج والذي منح الطلاب طموحات زائفة بلا حدود.

وأخيرا ماذا تنتج لنا الثانوية العامة الآن؟.. تنتج طالباً محطماً نفسيا، ناقما، حاقداً.. فاقداً للثقة، مهزوزاً.. غشاشاً.. يحصل علي ماليس حقه.

وتكون المحصلة اطباء ومهندسين  ومدرسين ومحامين ومحاسبين .. وغيرهم غير أكفاء.. وتكون النهاية مجتمعا هشا مريضاً نفسيا بالاضافة إلي الامراض العضوية.

والدليل علي ذلك انتحار طالبين رسبا في الامتحان وانتحار طالبة لمجرد أن شقيقها يمزح معها قائلا.. انت راسبة في مادتين -  ولانها ليس لديها ثقة .. لم تنتظر قليلا ليصحح لها شقيقها الخبر، لم تعطه فرصة ليخبرها انها ناجحة علي الفور اطلقت الرصاص علي نفسها.. وكأنها كانت مستعدة لذلك.

لن اتحدث عما نشاهده طوال ١٢ شهرا هي مدة الدراسة أو ما يحدث خلال أيام الامتحانات من انهيار أسري وتوتر يسود المنازل المصابة بطالب الثانوية العامة.

الأمر خطير يصل إلي درجة الأمن القومي.. فهو مستقبل بلد .. عليه ان يتسلح بالعلم قبل السلاح.. فما فائدة السلاح مع من لا يستطيع استعماله.

هؤلاء الطلاب عماد الوطن و بناة مستقبله.. علينا أن نتخيل كيف يكون البناء.

الأمر يحتاج إلي ثورة في التعليم.. فهو مشروع قومي أكثر أهمية من مشروعات عديدة.. فالتعليم عماد تقدم الأمم الأمر ليس مسئولية  وزير وحده.. وانا لا أعفي أحد من التقصير وإنما هو مسئولية جماعية للحكومة والمجتمع.. علينا ان نتكاتف جميعا اذا أردنا الخير الحق لهذا البلد، ونواجه هذه الكارثة.. قبل أن تتفاقم وتتحول إلي مصيبة كبري، الأمر ليس بالصعب، وانما يحتاج عزيمة مخلصة ورغبة جادة ونوايا صادقة..

فدولة بحجم مصر لديها من العقول والكفاءات والمختصين ما يستطيع ان ينجز مهمة تطوير التعليم بنجاح وسرعة.. كما أن الانفتاح العالمي يتيح لنا تجارب العديد من الدول المتقدمة  والمتخلفة التي نهضت بالتعليم وتحولت إلي مصاف الدول المتقدمة.

المدهش ان لدينا أكثر من نظام تعليمي .. من الحضانة حتي الجامعة وكلها تعتمد علي المال، فمن معه يتعلم..

حتي إن الحكومة والجامعات الحكومية تبنت أنظمة مختلفة من التعليم تعتمد علي المصاريف.. فأين التعليم المجاني ارحمونا  وارحموا بلدكم وانهضوا بالتعليم.

حكمة

> إذا فقدت الدنيا.. واعطتك ظهرها.. فعليك ان تتمسك بالآخرة.. ولاتنتظر علي امل أن يلعب الزهر وتتحسن الأحوال فتفقد الدنيا والآخرة معا.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة