إحم إحم

«وعد» ومكتوب علينا !

هشام مبارك

الأربعاء، 27 يوليه 2016 - 12:54 م

سيدة مصرية متزوجة تلتقي في بلد أجنبي بشاب مصري فتقع في دباديبه من أول نظرة ثم تعود لمصر لبيتها وزوجها فيقوم الشاب المصري الدون جوان بالسفر وراءها لمصر للتقرب إليها ويلجأ لحيلة قديمة ليكون بجوارها عندما يكتشف أنها متزوجة فيلقي شباكه علي زوجها ليعقد معه صداقة قوية حتي يدخل البيت براحته (!!) ثم امعانا في التقرب يخطب شقيقة زوج السيدة التي يحبها وتحبه حتي يجد فرصة ليقيم معهم في البيت إقامة شبه دائمة، بالاضافة إلي الفسح والرحلات ، هذا هو ملخص قصة مسلسل «وعد» أحد الأعمال التي ابتلينا بها علي شاشة رمضان بطولة مي عز الدين واحمد السعدني.

ما هي الرسالة التي يريد مثل هذا المسلسل إيصالها لنا نحن كجمهور متفرجين؟ وما هذا الحب الذي باسمه ترتكب كل هذه الجرائم الأخلاقية ولماذا يصر بعض نجومنا أن يضعوا ملايين من علامات الاستفهام التي يطرحها المشاهدون حول الرسائل الحقيقية التي تريد مثل هذه الأعمال أن تنشرها في مجتمع المفروض أنه مجتمع شرقي له عادات وتقاليد محافظة لا تسمح بهذه الأخلاقيات تحت مسمي الحب !

روح العمل من أول حلقة تغلب عليها الروح الأجنبية مع الفشل التام في ايجاد روح مصرية للعمل أو تمصيره بلغة الفن، حتي الأجانب عندما يتناولون مثل هذه القضايا الشائكة فهم لا يتناولونها بمنظور تراجيدي قاتم ولكن يطرحونها من خلال قالب كوميدي جذاب يبرز في النهاية أنه تصرف غير أخلاقي بالمرة فالخيانة مرفوضة في أي مجتمع مهما كانت تقاليده وأخلاقه، والخيانة هنا ليست بالضرورة خيانة جسدية ولكن حتي مجرد أن يكون في خيال المرأة رجل غير زوجها يعد خيانة أفظع من الخيانة الجسدية واصرار الضيف الثقيل احمد السعدني علي زيادة علاقته بالزوج بأي شكل حتي يكون قريبا من حبيبة القلب خيانة في مجتمع شرقي يرفض هذا التصرف غير الأخلاقي.

الطريف أن أصحاب العمل علي ما يبدو تورطوا في الأحداث فقرروا اللجوء للحلول التي كان المخرجون يلجأون لها زمان عندما يتورطون في الأحداث فيقررون موت البطل أو أحد الابطال الرئيسيين لحل المشكلة المعقدة الثلاثية الأطراف وهي الزوج والزوجة والحبيب فلجأ مخرج «وعد» إلي التخلص من الزوج الذي يبدو أنه كان يشكل للمخرج مشكلة عويصة فأماته من شدة غضبه منه مسموما أي والله مسموما ليفسح المجال أمام الحبيب الولهان وحتي لا يفقد المخرج تعاطف المشاهدين مع ما بقي فينا من أخلاق وتقاليد لا يتم الزواج مباشرة بين الحبيبين ولكن تكتفي البطلة فقط بارتداء دبلة الحبيب.

حاولت أن أجد أي شيء إيجابي في المسلسل فلم أجد، حتي أداء الممثلين «تعبان»جدا، مي عز الدين محلك سر لا يوجد أي تطور في أدائها ولا أعتقد أن المخرج كان يوجهها بأي شكل، واحمد السعدني مفتعل جدا والأحداث نفسها مفتعلة بشكل ساذج لا يقنع المشاهد مثل تصرف ملك قورة شقيقة الزوج المخدوع التي ترضي بالسعدني خطيبا فقط بناء علي نصيحة صديقتها التي قالت لها: يابنتي هو فيه واحدة لاقية عريس اليومين دول؟ مع ملاحظة أن البنتين كل واحدة منهما مزة تحل من علي حبل المشنقة!

انتهي مسلسل «وعد» وأرجو ألا يكون «مكتوب علينا» أن نشاهد جزءا ثانيا من العمل وهو ما توحي به تلك النهاية حيث تحتاج وعد لفترة نقاهة حتي تتزوج الحبيب في الجزء الثاني، فاللهم لا نسألك رد الوعد والمكتوب ولكن نسألك اللطف فيه!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة