فوق الشوك

المنظـــومة فاشــلة

شريف‮ رياض

الأربعاء، 27 يوليه 2016 - 12:58 م

وسط حالة الانفلات في الأسواق بسبب سعر الدولار يصبح الحديث عن ضريبة القيمة المضافة نوعا من الجنون لأن الشعب فاض به الكيل من الزيادات اليومية في الأسعار ولا يستطيع أي مسئول حكومي انكار ذلك فكيف تتصور الحكومة أن الشعب يمكن أن يتحمل أعباء أية ضريبة جديدة.. القيمة المضافة أو الضريبة العقارية أو غيرها ؟

الخوف كل الخوف الآن من ثورة جياع تطل برأسها وإذا قامت - لا قدر الله - ستقضي علي الأخضر واليابس في هذا البلد.. لكن الحكومة لا تريد أن تري مقدماتها وكل ما يشغلها هو خفض عجز الموازنة عن طريق واحد هو الجباية.

كلما اشتدت الأزمة الاقتصادية تتلفت الحكومة حولها فلا تجد إلا جيب المواطن لتضع يدها فيه! هذا الأسلوب في مواجهة المشكلة ليس له إلا مسمي واحد هو الفشل.. نعم الحكومة فاشلة وحتي أكون أكثر دقة ولا أظلم الحكومة الحالية وحدها أقول إن المنظومة كلها فاشلة لأن فشل الحكومة لا يقتصر علي الجانب الاقتصادي فقط بل هو ممتد وبصورة مأساوية إلي الجانب الخدمي.. لا تعليم ولا صحة ولا نظافة.. عشرات المقالات والتحقيقات الصحفية تكشف كل يوم أوجه الفساد والقصور في مختلف المجالات لكن لا حياة لمن تنادي باستثناء قضايا الفساد الكبري التي تكشفها الرقابة الإدارية.. الفساد المستشري في المكاتب الحكومية الصغيرة بجميع المحافظات لم تصل إليه يد الرقابة الإدارية بعد.

الإنجازات التي تتحقق ويلمسها المواطن خاصة في الطرق والكباري وإسكان محدودي الدخل وتوفير الطاقة والمشروعات الكبري لا تتم إلا من خلال القوات المسلحة أو تحت اشرافها حتي أصبحت هي «بابا وماما» وكل شيء في حياة أي مواطن.. أين الحكومة بأجهزتها التنفيذية؟ وأين المحافظون الذين لم يعد يشغلهم إلا الحديث عن حركة المحافظين المرتقبة ومن سيبقي في موقعه ومن سيرحل ؟

أعود إلي الأزمة الاقتصادية مربط الفرس في المشاكل التي نعيشها كل يوم لأؤكد أن خفض عجز الموازنة ليس له إلا طريق واحد حدده خبراء الاقتصاد في العالم منذ سنوات طويلة وهو زيادة الإنتاج والصادرات.. مصر لا يمكن أن تعيش علي المعونات الخارجية.. فلتتوقف الحكومة عن ذبح المواطنين وتوجه سياساتها وخططها التنفيذية لعلاج أسباب تدهور الإنتاج وتراجع الصادرات.. حلوا مشاكل المصانع المتوقفة فورا لتعود عجلة الإنتاج للدوران.. شجعوا الاستثمارات المحلية والأجنبية بقرارات فعالة تحل مشاكل المستثمرين وليس بتصريحات وزراء يعيشون في عالم آخر وإجراءات بيروقراطية تطفش المستثمرين.. عالجوا أسباب تراجع الصادرات وافتحوا أسواقاً جديدة.. ضعوا حلولا تحد من استيراد الكماليات دون التعارض مع اتفاقية «الجات» واجهوا أزمة السياحة بحلول جريئة تبدأ من فتح أسواق سياحية جديدة ووقف تحصيل الضرائب علي المنشآت السياحية مؤقتا.. شجعوا السياحة الداخلية «المحترمة» وليس «سياحة الجلاليب» في شرم الشيخ والغردقة التي أدت إلي تطفيش البقية الباقية من السياح الأجانب.

قضايا الفساد التي تكشفها الرقابة الإدارية تشيب لها الرءوس.. مليارات وملايين الجنيهات من أموال الشعب التي تنهب كل يوم «عيني عينك» كانت كافية لسد جانب كبير من عجز الموازنة لو أن لدينا ضمائر حية لكنها ماتت للأسف.

أحيانا أشعر أن الرئيس السيسي يعمل بمفرده.. هو الذي يفكر وهو الذي يعطي التوجيهات وهو المسئول أيضا عن متابعة تنفيذها.. الشعب لم يعد يري أمامه إلا الرئيس السيسي ولهذا زادت الفجوة بين الشعب والحكومة وانعدمت الثقة بها.

 عندما يقول رئيس الوزراء أنه لن تكون هناك موجة غلاء جديدة وليس هناك تعديل وزاري قريب فمعني هذا أنه يعيش في واد آخر.. الحكومة كلها يجب أن ترحل ولا يقتصر الأمر علي تعديل وزاري فقط.

 غضب الأقباط

الاعتداءات علي ممتلكات ومنازل الأقباط في بعض المحافظات قضية أخري بالغة الخطورة تنذر بتفجر صراع طائفي بعيد تماماً عن طبيعة الشعب المصري السمحة.. كلام البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية خلال استقباله وفدا من أعضاء لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب يوم الاثنين الماضي وتحذيره أنه لن يستطيع السيطرة علي غضب الأقباط كثيراً لابد أن يؤخذ بجدية لأن الشعور العام السائد بين الأقباط أن الدولة لا تتصدي للاعتداءات علي ممتلكاتهم ومنازلهم بالدرجة المطلوبة ولا تتدخل في التوقيت المناسب ولا تنزل الجزاء بالمخطئ بالسرعة الواجبة.

فشل الحكومة في وقف هذه الاعتداءات سلبية أخري تضاف إلي سلبياتها العديدة.. الحكومة التي لا تستطيع حماية أبناء الشعب بجميع طوائفهم بلا تمييز لا تستحق أن تستمر في تحمل المسئولية.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة