همسات

الحضارة المنسية

ناهد حمزة

الخميس، 28 يوليه 2016 - 12:29 م

تاريخ مصر حافل بالحضارات والشخصيات البارزة التي تجعلنا نعتز ونفخر بالوطن ونشعر بالانتماء لهذه الأرض الغالية، وبالرغم من هذا الثراء والتنوع هناك فترات منسية من الزمن وأفكار مغلوطة وأصبح لزاماً علينا إعادة تسليط الأضواء عليها لنعطيها حقها التاريخي ومن بينها فترة حكم المماليك لمصر والتي امتدت لأكثر من قرنين ونصف القرن وشملت مصر والشام والعراق وأجزاء من الجزيرة العربية. ولو سألنا أحد أولادنا الشباب عن المماليك لا يتذكرون منها سوي مذبحة محمد علي باشا للمماليك في القلعة وكثيرين منهم يعتبرونهم سلسلة من المحاربين المرتزقة تعود أصولهم لآسيا الوسطي ولا يدركون أن من بينهم عظماء أمثال شجرة الدر والمظفر قطز والظاهر بيبرس وطومان باي والمنصور قلاوون وقايتباي ولكل هؤلاء وغيرهم إنجازات وتاريخ طويل وحافل.

وبحماس كبير في جلسة ضمت مجموعة الأصدقاء أكد لي د. حسام إسماعيل استاذ الآثار الإسلامية بآداب عين شمس ان المماليك هم الذين قضوا علي الغزو المغولي لمنطقة الشرق الأوسط كما قضوا علي احتلال الصلبيين لبلاد الشام وبذلك أنهوا الخطرين علي هذه المنطقة وأسسوا دولة كبيرة وأوضح أن الدولة العباسية استقدمت جنود من القبائل الحدودية ووسط آسيا وهي ما يطلق عليها اليوم جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق الإسلامية، وذلك لما عرف عنهم بالبنية الجسمانية القوية وأقامت الدولة المملوكية في جزيرة الروضة مدرسة لتدريب وتربية أطفال استقدموهم من وسط آسيا وعلموهم الدين الإسلامي وفنون القتال. وشهد كيان الدولة الحديثة من تنظيم للضرائب وتحديد الملكيات الخاصة وجلب الصناع من جميع الدول لبناء الجوامع والقصور والمدارس والمستشفيات، وكان نظام الحكم قويا يتبع التقاليد العسكرية. وأرسي المماليك عادات وتقاليد وأصولا التزم بها الشعب فشهدت مصر عهدا من الاستقرار وحققت الدولة عهد ازدهار اجتماعي واقتصادي فأصبحت القاهرة العاصمة الأولي في المنطقة لكونها تتمتع بمكانة خاصة ومركزاً رئيسيا للتبادل التجاري بين الشرق والغرب علي مدي طويل وبلغت مصر من القوي حيث قام السلطان برسباي بشن حملة حربية علي قبرص واحتلها حتي سيطرت مصر علي التجارة لأوروبا.

واتفقت أنا ومجموعة الأصدقاء أننا يجب أن نعرف أولادنا بالفتوحات التاريخية المجهولة وحذف أي تزوير يلحق بتاريخنا في أي فترة من فترات الزمان لأن ذلك يذكرنا بأمجاد بلدنا ويساعدنا علي غرس وتنمية وترسيخ الانتماء لمصرنا الحبيبة والسعي للوصول بها للمكانة التي تستحقها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة