أضواء وظلال

ما نجح فيه الانقلاب التركي

خالد جبر

الخميس، 28 يوليه 2016 - 12:38 م

 

سواء  عندي إن كان الانقلاب العسكري التركي حقيقيا قامت به المجموعة المعارضة من قادة الجيش.. ثم استطاعت المجموعة الموالية بإخماده وإفشاله بمساعدة الشرطة ومؤيدي حزب العدالة والتنمية ومهاويس أردوجان.. أو كان مجرد تمثيلية محبوكة من أردوجان نفسه لتوسيع سلطاته والتخلص من معارضيه.

الأمر لا يهمني كثيرا.. نحن نعلم توجهات إردوجان.. ولكننا لم نكن نعلم شيئا عن توجهات معارضيه الذين قيل عنهم إنهم يتبعون البديل الأمريكي له وهو فتح الله جولن الذي يقيم في الولايات المتحدة ليكون عفريت النظام الحالي يواجهه به في الوقت المناسب.. وهو ينتمي لنفس المدرسة ويحمل نفس التوجهات.. ولا يقل تطرفا وعنصرية عن إردوجان نفسه.

من وجهة نظر الجميع.. فإن الانقلاب قد فشل.. لأنه ببساطة كان ساذج التخطيط وضعيف التنفيذ.. فهو لم يكن مدعوما من الشعب.. أو خرج الشعب قبله يستنجد بقواته المسلحة.. ولم يكن مدعوما من المجتمع الدولي ليبادر بمباركته وتأييده.. هو مجرد انقلاب فصيل من الجيش وليس كله.. علي تنظيم حزبي يحظي - رغم كل شيء - بأغلبية نسبية أمام كل التيارات السياسية الأخري.

هو باختصار.. انقلاب في زمن تصعب فيه الانقلابات.. وفي بلد اعتاد علي الانقلابات.. وانفصلت فيه قواته المسلحة علي الشعب.. ولا يصح إلا أن تنتصر الإرادة الشعبية في كل الظروف.. وهو يؤكد علي أن إرادة الشعب يجب أن تسبق كل شيء.

في مصر.. كان الأمر هو إرادة شعب.. فبعد انتخابات واضحة التزوير جاءت إلي الحكم الجماعة التي اعتادت علي الإرهاب وسلكت طريق الخراب والدمار.. ففسدت وأفسدت.. وأرادت هدم وطن بالكامل.. وتدمير شعب وتفتيت أرض.. فما كان من الشعب إلا أن انتفض وثار وخرج إلي الشارع بالملايين.. ويجبر القوات المسلحة التي هي منه.. إلي الانحياز للإرادة الشعبية.. وتسليم السلطة إليه ليختار بحرية من يحكمه. هذا هو أهم ما نجح فيه الانقلاب التركي الفاشل.. أظهر لنا أن الإرادة الشعبية هي التي تحكم.. وأن الشعب المصري هو الذي ثار وانتفض.. وانقلب علي حكم الجماعة العصابة.. وأن رجال الجيش المصري ليسوا إلا رجال الشعب.. يأتمرون بأمره.. ويستجيبون لإرادته.

جيش مصر يعني فخر مصر، جيش كان دايما عند مستوي الأمل والثقة اللي الشعب المصري دايما كان يري ده في جيشه.. جيش منه، جيش بتاعه، جيش ليه.. هو ده جيش مصر فخر مصر

هذا ما قاله الرئيس في حفل تخريج دفعة جديدة من ضباط القوات الجوية.. مؤكدا لهم أن الجيش ابتدي مهمة تأمين الحدود قبل ٣٠ يونيو بـ ٦ شهور.. والقوات الجوية بتقوم علي مدار 24 الـساعة بتأمين كل الحدود، وبالأخص الحدود الغربية علشان محدش يؤذي مصر ولا المصريين.. فيه تضحيات بتتقدم محدش كتير يعرف ده.

هذا هو الفارق بين انقلاب وثورة.. بين جيش حمله الشعب علي الأكتاف.. وبين جيش جرد من ملابسه.. وصوِّر أما العالم كله بملابسه الداخلية.. الحمد لله أنه كان يرتديها.

إن جيش مصر هو فخر لمصر، وأنه كان دائما عند مستوي أمل وثقة الشعب، لأنه من هذا الشعب، ملك له، ويعمل من أجله.

.. هذه العلاقة هي سر عظمة الجيش المصري.

جيشنا عظيم لأنه لا ينتمي إلي حزب أو طائفة أو طبقة أو عرق، إنما هو خلاصة مصر الشابة الحية.

جيشنا عظيم، لأن ولاءه لمصر وحدها، ولأنه لا يأتمر علي غير إرادة الشعب، ولأن شعاره هو: «الله.. الوطن» دون سواهما.

جيشنا عظيم.. لأن دماءه رخيصة أمام قدسية التراب المصري وأمن وسلامة الشعب.

وشعبنا عظيم.. لأن كرامة وشموخ ومجد جيشه، هي مصدر فخره ومبتغاه.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة