من باب العتب

سلاطين الإسلام السياسي

د.محمود عطية

الخميس، 28 يوليه 2016 - 01:05 م

كثيراً ما نقرأ التاريخ بعواطفنا ونفسره بعيدا عن المنطق والعقل، مما يباعد بيننا وبين الإصلاح الحقيقي لحياتنا، فمثلا التاريخ الإسلامي تم تفسيره علي أنه تاريخ ملائكي مع أنه مليء بالدم والاغتصاب، لأنهم كانوا بشرا مثلنا لهم رغبات وتطلعات يريدون تحقيقها، حتي إن بعضهم هدم النظام السياسي القائم علي الشوري الذي تم تدشينه في «سقيفة بني ساعده» ونُصب فيه الخليفة الأول «أبو بكر» حاكما دنيويا.. وكان يمكن أن يتطور هذا النظام الذي قام علي الشوري مدنيا كما بدأ.. لكن تم إجهاضه بعد سنوات ضد رغبة جموع الأمة المسلمة، وبدأت السلطة التي استولت علي الحكم بالخداع وأفسدت الشوري وفسرت آيات الله لتؤسس ملكا يتوارثه أبناؤها.. منذ ذلك الزمان تم استخدام الدين لتضليل عقول المسلمين، ومن يعترض يتهم بالكفر وينكل ويسجن ويقتل.

وجيشت الجيوش لفتح أراض جديدة تحت شعار يدغدغ عواطف المقاتلين وهو نشر الإسلام.. وعلي الجانب الآخر بدأ من نصبوا أنفسهم حكاما في اقتناء الجواري وتدريبهن علي الغناء والموسيقي والرقص حتي يصبحن قياناً مختصات بالطرب والغناء لمن يسكنون قصور السلطة.. وشاركهم في ذلك أثرياء الأمة مما خلق تفاوتا اجتماعيا من نوع آخر بين الناس.. ما يحزن هو دور الجواري في الفساد السياسي والأخلاقي وتبديد أموال المسلمين.. فتذكر كتب التاريخ أن خليقة المسلمين هارون الرشيد قد اشتري أحدي الجواري بمئة ألف درهم، وهام حباً بالجارية (ذات الخال) وكان الرشيد قد اشتراها أيضا بسبعين ألف درهم ثم منحها لوصيف القصر المدعو حمويه، ودأب علي زيارتها كلما هزه الشوق..!

ومات الحاكم الأموي يزيد بن الوليد حزنًا علي جاريته الحسناء «حبابة» التي ترك لها شئون البلاد وأوصي بأن يدفن بجوارها.. أما المأمون فرهن الخلافة بجارية اسمها «عُريب».. رحم الله خلفاءنا الراشدين من أرادوا بالحكم خيرا لكن اغتصبها سلاطين الإسلام السياسي.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة