جزيرة الفنتين
جزيرة الفنتين


«الفنتين».. شـابـة عمرهـا 7 آلاف عـام

أميرة شعبان

الأحد، 31 يوليه 2016 - 03:24 م

عندما يجتمع في مكان واحد السحر والجمال.. الشباب والعراقة.. التاريخ والحداثة.. فأنت أمام موقع فريد في العالم كله، ما زال يبهر زواره منذ آلاف السنين..  إنها جزيرة الفنتين بأسوان، والتي يعود تاريخها إلى أكثر من ٧ آلاف عام بحسب أقدم الآثار الموجودة على أرضها.

ورغم كل هذه السنوات إلا أن الجزيرة لا تزال «بهية» تفتن الزائرين بشبابها المتجدد، موقعها في منتصف النيل منحها سحر الخلود.. وطابعها النوبي الأصيل جعلها تتألق بألوان الحياة البسيطة والمبدعة فى الوقت ذاته.

تبلغ مساحة الجزيرة نحو ١٥٠٠ متر طولا و٥٠٠ متر عرضا، ويبلغ عدد سكانها نحو ٥٨٠٠ نسمة أغلبهم من النوبيين الكنوز الذين مازالوا يحتفظون بالطابع النوبي في الشوارع الرملية والمنازل الملونة. 

جذبت الفنتين اهتمام علماء الآثار نظرا لكونها مقاطعة مصرية قديمة كانت مقرا أساسيًا لكل البعثات الحكومية والعسكرية والتجارية المتجه جنوبا أو العائدة إلى الوطن وقد عرفت الجزيرة في النصوص المصرية القديمة باسم «أبو» وتعنى «الفيل»، حيث كانت الجزيرة ميناء مهما لاستقبال العاج الإفريقي المستخرج من ناب الأفيال، ثم تحولت في اللغة اليونانية إلى كلمة «الفنتين» والتي تعنى «عاج سن الفيل» وهو الاسم الذي تحمله الجزيرة حتى اليوم. 

وأكد علماء الآثار أن أقدم أعمال البناء على الجزيرة تمت في أواخر عصور ما قبل التاريخ وامتدت حتى العصر الاسلامي المبكر، أي انها تشمل تاريخ مصر القديمة فى كل العصور وحتى الحقبة  اليونانية الرومانية. 

وتضم الجزيرة العديد من الآثار القديمة التي قامت مختلف الأسر الحاكمة بتشييدها وبخاصة في عصر الأسرتين الأولى والثانية اى في حدود ٢٨٠٠ق.م. 

كما تضم الجزيرة مقياسين للنيل احدهما يعود إلى ٧٠٠٠ عام، حيث كان قراءة مقياس مياه النيل من الأسرار الأكثر قداسة في مصر القديمة وكان لا يسمح بالوصول إليها سوى للكهنة والحكام، وتحوي الجزيرة على مقياسين للنيل، أحدهما في معبد خنوم والآخر في معبد سطت، أما عن المتاحف فتحتوى الجزيرة على متحف جزيرة الفنتين «متحف أسوان» والذي يقع في الجزء الجنوبي الشرقي وقد أقيم عام ١٨٩٨ كمقر لكبير مهندسي خزان أسوان «السير وليم ولكوكس» قبل أن يتحول إلى متحف عام ١٩١٧ ليضم آثار منطقة النوبة التي عثر عليها قبل إنشاء خزان أسوان وتلك التي عثر عليها بعد ذلك التي استخرجتها البعثات الأجنبية القائمة بالتنقيب، ويضم آثارا يعود تاريخها إلى عصر ما قبل الأسرات.

كما يحتوي على بعض تماثيل الملوك والأفراد وبعض المومياوات والآثار التي تجسد الحياة اليومية لقدماء المصريين.

وتعد الجزيرة من أكثر الجزر الجاذبة للسياحة، خاصة مع احتوائها على مباني أحد أشهر الفنادق بأسوان، كما أن الرحلة إلى صخورها لمشاهدة معالمها الأثرية القديمة تجذب كل محب ومولع بالآثار المصرية، ولعل من أجمل ما يجذب السياح هو وجود مساحة كبيرة من أشجار النخيل بها بجانب المنازل النوبية القديمة التي لا تزال تحتفظ برونقها حتى اليوم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة