الناقد الكبير د. محمد حسن عبدالله
الناقد الكبير د. محمد حسن عبدالله


كيف نستحضر أرواح العمالقة من أدبائنا الراحلين؟

بركسام رمضان

الأحد، 31 يوليه 2016 - 06:46 م

ملأت أصواتهم الآفاق وسرى تأثيرهم العميق في الأجواء، وأهدوا حياتنا فكراً راقياً وزاداً شهيا للوجدان، وقد عاشوا أعمارهم طالت عند بعضهم أو قصرت لدى آخرين منهم معطاءون يرفدون واقعنا دائما بما يفيد ولكنهم حين رحلوا عن عالمنا وغيبت أجسادهم في ظلمات القبور نسيناهم للأسف أو اوشكنا.

وانمحت أسماؤهم أو كادت وصاروا ذكرى خافتة منطفئة لا تحفل بهم الأجيال الصاعدة لأنها ببساطة تجهل نتاجهم، ولا تعرف أقدارهم في السطور التالية أردنا أن نستخلص عددا من المقترحات الكفيلة بتخليد أسماء الأفذاذ الراحلين ومفكرينا وأدبائنا العظماء الذين أدركوا أن فكرهم وإبداعهم هو روحهم التي لا تموت، مجموعة من المبدعين البارزين ونقادنا الجادين طرحوا مقترحاتهم ودارت إجاباتهم حول سؤالنا: كيف نجعل هؤلاء الذين أثروا واقعنا طويلا مؤثرين في الأجيال التي تنسج الغد؟!.

في البداية يقول الناقد الكبير د. محمد حسن عبد الله: في البدء لابد أن نعيد محاولات سابقة، ونرى الإيجابي فيها فنستثمره، وما هو سلبي فنتجنبه، وليس جديدا اقتراح نشر المجموعة الكاملة وهنا لابد أن نستبعد فكرة المؤلفات الكاملة لأنه استخدم فما مضى استخداما سيئا لإهداء مبالغ لبعض المؤلفين المحظوظين، ولست أناقش الأمر من الناحية المالية ولصاحب الشأن أو المسئول أن يعطى من المال ما سمحت به ذمته ولكن «يضيف» هل كل ما نكتبه نحن وأقصد به كثرة التأليف من أمثالي فلي حتى الآن «٦٠ عنوانا» هل يستحق كل ما يكتب المؤلفون المهمون هو مهم.

ويستحق الإعادة أم ينبغي أن نختار عددا محدودا يحافظ على قيمة الكاتب، ولا يهبط بها ويكون ذلك إهدارا للجهد والمال، حينئذ لابد من لجنة تختار بعناية من ذوى العلاقة وليست لجنة إنتفاعية يقصد بها تكريم أعضائها بالمكافآت كما هو شأن أغلب اللجان فى بلدنا المضياف، مثلا يجب الحفاظ على اسم طه حسين وموضوعاته التي نشرت في الصحافة بحيث لا يتم نشر المكرر والمعاد.

ويجب أن يكون السعر في المتناول ليصل إلى الراغبين في قراءتها كما نحرص على توزيعها في المكتبات العامة والجامعات ولابد من مجاراة الحديث فنصدر أشرطة «وسيديهات» مع النص كجانب توثيقي يساند هذه الأفكار وتضم شهاداته ومناصبه ومواقفه وتحليلاته العميقة التي تحتاج إلى إبراز بطريقة استثنائية وأن تكون هناك قوائم جاهزة للتنبيه على ذكرى ميلاد أو رحيل هذا الكاتب بحيث تعقد حوله دورات مغلقة وليست جماهيرية.

مؤتمرات في الأقاليم
الأديب جار النبي الحلو يقول: لابد من طبع الأعمال الكاملة بسعر مناسب وأقترح أن يكون هناك مؤتمرات أدبية في الأقاليم تحمل أسماء المبدعين الراحلين وتتناول أعمالهم بطرح نقدي جديد ومحاور مختلفة يتناولها شباب المبدعين.

ويضيف: يجب أن تحتوى الكتب الدراسية على بعض أعمال هؤلاء المبدعين وتحويل بيوت المبدعين إلى متاحف فنية وهذا موجود في كل أنحاء العالم فتدريس الكاتب ليس تخليدا لذكراه فقط ولكنه تصدير ثقافة للناس وتعلم نقاط جديدة للتعلم والتحول إلى الأحسن، بالإضافة إلى إقامة تماثيل تليق بهؤلاء المبدعين وأخيرا الاهتمام الإعلامي بتحويل آثار كتابنا إلى أعمال درامية مسموعة ومرئية.
مكتبات بأسماء الراحلين
ويقول الشاعر د. أحمد تيمور: يمكن أن يحدث التكريم عن طريق جمعيات الأصدقاء ومن خلالها نقوم بعقد ندوات واحتفالية وهذا التقليد موجود بكثرة في الخارج وهم يقيمون مكتبة كاملة ليست عن كتبه فقط ولكن عن كل ما كتب عنه وكأنها مركز دراسات ويتم ذلك عن طريق المجتمع المدني وكذلك تخصيص جائزة كل عام من الجوائز المطروحة ويكون لها قيمتها مثل جائزة النيل وتخصص للمبدعين الراحلين وتمنح بأسمائهم للتذكرة بفضلهم.

ويقول الناقد د. مدحت الجيار: لابد من عمل مكتبة كبيرة تضم أسماء المشاهير من الراحلين الذين أدوا واجبهم تجاه الوطن وقدموا إبداعات مازالت صالحة للتأثير والاستفادة منها وهذه تكون مكتبة يدخل فيها الباحثون للدراسة وتكون تحت تصرف من يقومون بإعداد رسائل علمية، الأمر الثاني هو ضرورة أن تصدر دورية إليكترونية تقدم في كل مناسبة فيها ذكرى ميلاد أو ذكرى وفاة أحد هؤلاء المبدعين تقريرا شافيا عن هذه الشخصية، وعن مؤلفاتها، وتدعو الناس إلى تذكرهم ثم نخصص موقعا للراحلين ينشر عليه في يوم ميلاده أو وفاته تقرير عنه لأن ما نراه الآن في ذكرى هؤلاء المبدعين كلام مختصر جدا.

ويضيف الجيار: لابد من الاحتفاء بالباحثين المتميزين من الآن بدلا من انتظار وفاتهم، كما لابد أن نكلف الجامعات المصرية بالاهتمام بالأعلام الذين ولدوا في محافظاتهم بالإضافة إلى هيئة قصور الثقافة في هذه المحافظات التي نرجو أن تقوم بإصدار كتاب عن مبدعيها.

إنتاجهم يشهد لهم

وفى الختام يقول الناقد د. عبد الناصر هلال : لابد من الإطلاع على ما تركه هؤلاء العظماء واستيعابه وفهمه وتحليله والغوص في مكامنه ومكنوناته وكل ما ينطوي عليه من قيم وأيضا بعض القراءة المباشرة علينا تحديد ما هو الجيد من الردئ في أعمال هؤلاء من وجهة نظر التخصص بمعنى أن نطرح هذه الأعمال للنقد أي عقد ندوات أو مؤتمرات للنظر من متخصصين في جمال ما تركه هذا المبدع.

بالإضافة إلى النقد والتحليل وضرورة تذكير الأجيال المختلفة بهم من خلال إعادة طبع أعمال هؤلاء المبدعين من وقت إلى آخر والترويج لها في المعارض والمكتبات سواء كان قارئا متخصصا أو قارئا من الهواة وذلك لتكوين وجهة نظر كاملة عن هؤلاء العظماء وهى شهادة من المبدع الراحل على عصر بكامله، لأنه يعتبر القائد التنويري لأمة ما في لحظات تاريخية متغيرة ومتنوعة وأضاف: كذلك التقنيات الحديثة من مواقع ومنتديات بأسماء هؤلاء بحيث إذا تعذر الإطلاع والمتابعة عن طريق الإنتاج الورقي صوت الراحلين أصبحت الوسائل الالكترونية بديلا وأصبح يصل إلى القرى والنجوع وإلى كل مكان.

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة